إن أرباب السلطان وعشاق الدماء والبطش من أنصار النظام القمعي الذي يتربع علي عرشه رئيسا مطلوبا للعدالة الدولية لا حظوا هدوء الشارع وصورت لهم مخيلتهم المريضة أن الثورة تم حصارها وقمعها وأن الشعب إستكان ورضخ لسطوتهم ولكن حقيقة الأمر أن الشعب السوداني الذي يؤمن بحرمة الدماء وطالما أجبر قيادته الوطنية علي الكفاح السلمي تفاجئأ بالاسلوب القمعي الهمجي الذي واجه به النظام المتظاهريين السلمين ليؤكد لهم أن سلطانه خط أحمر كيف لا وهو الذي جاء هدية من السماء ليقيم العدل والحرية ويطبق الشريعة الإسلامية ! وهاهم ساسته يقولون إن الله وعدهم ليمكن لهم في الأرض! ونحن نقول إن هذه موجة لاطمت سفينتكم الجائرة لتقذف بها بعيدا عن حياتنا السياسية التي أفسدتموها وخربتموها بصورة قبيحة وغدا موجة أخري من موجات الثورة حتما ستغرقكم في بحور الندم والحسرة وتنتصر لإرادة شعبنا الحرة وتلبي تطلعاته في إقامة نظام ديمقراطي وتعددية حزبية تقوم علي البرامج والأهداف القيمة الهادفة لإسعاد إنسان السودان والمحافظة علي وجوده أرضا وشعبا. أما عن نظامكم الفاشل فقد سقط يوم خرج علي الناس بكزبة كبيرة وهي أنما جاء لإنقاذنا من الجوع والفقر والمرض والحروب وأن يطبق شرع الله وفق المشروع الحضاري الإسلامي . سقط هذا المشروع يوم تم إعدام من يتجرون في العملة مخالفا مبدأ الشريعة الإسلامية التي حرمت قتل النفس البشرية إلا قصاصا نفسا بنفس. سقط يوم تم إعدام كوكبة من ظباط الجيش في 28 رمضان وهم يحاولون إنقاذ البلاد من قبضتكم الأمنية . سقط يوم تم تقسيم الوطن الي دولتين بعد حرب دامت نصف قرن من الزمان من أجل المحافظة عليه موحدا وحرا وقويا. سقط يوم إزهقت أرواح الألاف في دارفور والنوبة وجنوب كردفان والنيل الأزرق سقط يوم تمت إدانتكم من المجتمع الدولي بإرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية . سقط يوم هجمت قوات دولة الجنوب علي هجليج ومن بعدها قوات الجبهة الثورية علي أبوكرشولا وأم روابة. سقط يوم أوقفتم الصحافة ومنعتم الأحرار من النشر والكتابة عن معاناتنا وعن أحزاننا. سقط يوم تخليتم عن الشعب وتفوهتم بالكلمات النابية في حقه وحشدتم كل طاقتكم لقمعه وقتله لأنه ثار ضد سياساتكم التجويعية التي إنما فرضت لتوفر لكم هامشا من كنز الاموال وإمتلاك المزارع والبساتين وحيازة الاملاك وتذاكر السفر الترفيهية والعلاجية لأبناءكم في الخارج وبقية الشعب المقهور يبيت القوى ويتلوي من شدة المرض الذي لا يستطيع دفعه عن نفسه ولا يستطيع دفع فاتورة علاجه. سقط يوم تلطخة أيديكم بالدماء وإمتلئت كروشكم بخيرات البلد التي يحرم منها عامة الناس. سقط يوم إستوليتم علي مال الزكاة ولم تنفقوه علي مصارفه الشرعية بل حولتموه للبنوك لتمويل بإسم الفقراء يذهب للأغنياء. سقط يوم أغلقتم آذانكم عن الإستماع لنصيحة الناصحين وتكبرتم وتجبرتم عليهم ووصفتموهم بالمخربين. واليوم يعيش نظامكم حالة السقوط الأكبر في تاريخه بعد العزلة الدولية المريعة ها هو يعيش في عزلة داخلية بعد أن رفضته جموع الشعب وجماهيره المستنيرة والبسيطة التي أيقنت أن علة العلل في السودان هي سلطان نظامكم الجائر ووزراءكم الذين لا يستحون فقد خرجوا من بيوت الجالوص والطين والقش وتجود الوطن عليهم بالتعليم والتدريب ليكونوا عوامل نهضة تعلي من شأنه فإذا بهم يتحولوا لجرازين تنخر في كبرياءه وتعيش في الأرض الفساد. وأخيرا إن أسباب ثورتنا مازالت قائمة وأسباب إسقاطكم مازالت قائمة فلا تفرحوا كثيرا بهذا الهدوء فإنه الهدوء الذي يسبق عاصفة رحيلكم وحينها ستلعقون أصابع الندم. [email protected]