نحتج دوماً على سيدة العالم أميركا أنها تكيل بمكيالين، لكننا لا نتوانى لحظة عندما تحين لنا الفرصة لنكيل بالمكيالين وربما أكثر حسب الظروف والملابسات. شنّ كثيرون من الأسفيرين الهجوم الشرس على الفنان جمال فرفور. كل حسب هواه وغرضه وربما فهمه. حسب فهمي من حديث الذين يهاجمون جمال فرفور أنه يؤيد البشير. هذا رأي، والرأي دوماً إما رأي عديل أو رأي عوج. وقديماً قيل: (كل زول ينام على الجنب البريحو) فلماذا لا نطبق هذا على جمال فرفور؟ هنالك من لهم مصلحة في تدمير الفنان جمال فرفور لأسباب بدهية خاصة إذا أدخلنا عنصر التفوق المهني والإحترافية التي يتميز بها جمال على غيره من الفنانين المعاصرين. وهنالك من ينقادون بدافع العاطفة لا العقل ولا يحاولون تقليب الأمر من جميع وجهاته وبالتالي تغليب الأفيد والأصلح للجيمع. هل جمال فرفور هو أول فنان سوداني يؤيد البشير؟ وماذا عن الفنانين الذين أيدوا كل الحكومات عسكرية ومدنية من زمن الفريق عبود، جبل الحديد؟ كبير الفنانين المرحوم محمد وردي غنى لحكومة عبود قائلاً: في 17 نوفمبر هبّ الشعب طرد جلاّده. في 17 نوفمبر عهد الظلم الله لا عاده.!!! وجاء محمد وردي نفسه وغنى اصبح الصبح عند إنفجار ثورة أكتوبر العام 1964 وغيرها من الأغنيات المعروفة، ولم يقل أحد أي شئ عن ما قاله في نوفمبر صرفاً أو عدلاً. وعندما قيام إنقلاب مايو غنى محمد وردي وكأنه لم يغن من قبل: يا حارسنا وفارسنا يا جيشنا ومدارسنا .. كنا زمن نفتش ليك وجيت الليلة كايسنا .. من كلمات الشاعر المجيد محجوب شريف!!! وغيرها من الأغنيات والأناشيد المايوية الكثيرة. ولكن لم يقل له أحد عينك في راسك. وعند إنقلاب نص النهار بتاع يوليو 1971 غنى وردي: حنتقدم في وجه الريح حنتقدم .. ونهدم سد ونعبر سد واشتراكية لآخر حد... ولم يقل له أحد عينك في راسك. وجاءت أبريل وغنى لها وردي .. بلا وإنجلا ... هل حاسب أحد وردي على غنائه لكل الحكومات بلا إستثناء حتى تأتون اليوم وتحاسبون جمال فرفور على تأييده للبشير؟ مالكم كيف تحكمون؟ أم أن وردي مرفوع عنه القلم في حياته؟ ولا نريد أن نتحدث عنه بعد مماته. الفنان يعيش على الغناء مثل الباشكاتب الذي يعيش على عرضحالات المواطنين. ومهندس الكهرباء مثلهم يعمل في حكومة البشير وكذلك سواق عربة الإسعاف وهلم جرا. فكلهم يؤيدون الحكومة بطريق مباشر وغير مباشر وإلا فليطلع الشعب في عصيان مدني شامل كامل ومن لم يخرج يعتبر هو المؤيد الرئيسي والرسمي لحكومة الإنقاذ وبعدها يمكن محاسبته بما يشاء المحاسبون أو الذين يفترضون أنهم أُختصوا بمحاسبة الناس في دنياهم. كباشي الصافي لندن بريطانيا [email protected]