أي عيد هذا الذي يمر على البلاد ؟، والبلاد تمر بأزمات متلاحقة ،ومتسارعة ، تعصف بها من حين إلى آخر ، وتكاد تبلغ منتهاها ، ونحن نبلغ ربع قرن من الضياع . نصابح بكرة كيف العيد ؟ والحزن الذي كان يضرب أطراف البلاد ، رغم النكران ،قد خيّم على عموم سماء البلاد ، بالتمادي والتماهي مع العنف . باي حال عدت ياعيد ؟!! يطلق بعضهم هذا الإستفهام تهرباً من رتابة الماضي المعاد ، وركوناً إلى (تجديد) أجمل ، مرغوب فيه ، ولكن يؤسفنا أن نراك وقد (عدت ياعيد) ، بما هو أسوأ ، كزيادة مساحة الأرض المروية بدماء الأبرياء ، والإستئساد على مواطنين كل جرمهم أن قالوها (لا) ، في وجه الفراعنة ، فأتاهم الرجم من حيث يدرون ولا يدرون ، وزيادة الكذب والنفاق والإستبداد و .... قبل زيادة المحروقات عيد الوطن بيكون لما الوطن يعدَم دمعة المحزون ولما الظلم يرحل برحيل (نيرون) ولما اللهب يهمد ، يبرد حشا المغبون والكلمة قولة الحق علينا لينا تكون ودم الصغير غالي ، وعميرو ما بيهون حرية نتصابح نلحق بركب الكون بينا الفقير يمشي ولفقره ما مرهون لا ذلة لا أسياد ، لا شلة لا قارون يبدو أنها كذلك أُريد لها بتقدير أن تضيق (ضاقت ولما أستحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج) ، لا تغرنكم الحياة الدنيا ،ولا تغرنكم سنين الحكم وإن تطاولت ، ولا يغرنكم بالله الغرور نظام الحكم إلى زوال ، والشخوص إلى فناء ، والحياة دار ممر والآخرة دار مقر ، وهذه من الثوابت ، لذلك ماذا يفيد التشبث بكراسي الحكم إن كنتم تعلمون مسبقاً ، أنه (يؤتي ) و(ينزع) ، اللهم إلا إن كان هذا للإستهلاك ، ولكن تظل الدعوات ترفع إلى رب قدير ليس بينها وبينه حجاب ، خاصة في هذه الأيام المباركات ، ما دام الظلم واقع من قبل الإنسان على أخيه الإنسان ، وحدها كفيلة بتعجيل الرحيل حتى لا ياتي على المظاليم الحيارى عيد ، يدفعهم إلى (بأي حال عدت يا عيد)؟!! فرب عيد ليس ككل الأعياد، يجعل كل أيام الوطن أعياد . [email protected]