طبلة عقود من متابعتي للاذاعه والتلفزيون ثم طفرة المحطات الاذاعيه والتلفزيونيه السودانيه وانا استمع بكلل وملل الى شريط واحد لثقافة واحده ومتحديثين عددهم محدود يمثلون اثنية واحده __ نفس الكلام ونفس الشعر ونفس الغناء ونفس الاشخاص عدا طفرات قليله لايقاس عليها وحتى ابناء الهامش ممن رغبو فى الظهور فى وسائل الاعلام اضطرو الى تبني تلك الثقافه الى درجة تثير السخريه كذلك الجنوبي الذى تخصص فى غناء الشايقيه؟؟؟؟؟ وقد بقول قائل ان العربيه هي لغه مشتركه وهو امر لانرفضه ولكن ماذا يفعل اصحاب الاغلبيه غير العربيه وهم لايجدون انفسهم ولاثقافاتهم فى اطار دولتهم المستبده وهل السودان اعرق من ارتريا التى استقلت قبل عقدين ومازال اعلامها يحتفي بتسعه لغات هي السنة قومياتها وهي الدوله التى لاتتجاوز عضويتها البضعة ملايين فاين هذه الثقافه ذات الاتجاه الواحد من هدير المردوم وهزيم دلوكة البجا وجراري العشق وموسيقا الدانقا وايقاعات النوبه شمالا وجنوبا واين تلك الصفقه بيد واحده من اهتزازات الارض تحت رقصات الكمبلا وتمايلها طربا تحت ايقاعات اليهمويت البجاويه وقفزات البني عامر الرشيقه ومرحبابو كنتباي والافق يسده غبار رقص النوبه والفور وقفزات اعياد الحصاد بكردفان المميزه والخياله يرسمون فى عصاري المناسبات اروع لوحات الفروسيه واين كل ذلك من سخونة حفلات الزار حبشيا ومغربيا وغرابيا وشماليا والبخور يضوع شذاه فى الليالي المخمليه ان ثقافة ابناء الشمال الناطقين بالعربيه جميله ولكن فنون اخوانهم من نوبا الشمال رائعه فنحن شعب فنان يعشق الموسيقى ويصنع منها الوانا من الروعه ولهذا لايمكن ان انكون موحدين ان لم تنافس اشرطة فناني شعوب السودان الاصليه مثيلاتها الهنديه والانجليزيه والتركيه والعربيه وهلم جرا بمكتبات الشباب والغريب ان من يعتنقون افكارا مغايره من ابناء الاقليه يقصون ويستبعدون حتى يظل الصوت واحدا والايقاع واحدا وحتى لايعاتبني من احبهم اقول اننى اتابع ايقاع حياة النيل من الجنوب الغائب الى الشمال الحبيب فلايمكن ان اخون طمي النيل الجميل وهو يخصب ارض افريقيا من نمولي بلد مكوي الى الاسكندريه بلد سيد درويش فكلها معا من تجليات روعة الطبيعه ذات الالوان المتعدده وتغريد اللغات الفريده وهي تصاحب النيل فى رحلته العجيبه محبة وعشقا فلماذا نصر ان نقف عند محطة واحده متناسين ايقاعات الطبيعه الخلابه حولنا جبلا وسهلا ونيلا وهضابا على التاكا وجبال النوبه والتى تثير كوامن الاحاسيس المثيره التى تنساب من هضاب النيل الازرق مخلوطه بعبير الفونج والزنوج والشطه الحبشيه ذات النكهه السودانيه لقد وحدتنا رصاصات الحكومه الاسلاميه فنفس الطلقات جعلت الجنوب يهرب بجلده وبتروله وهي نفس الطلقات التى الجأت شعوب دارفور الى المخيمات وهي نفسها التى ادخلت شعب النوبه الى الكهوف وقتلت شعب نوبة الشمال فى كجبار وكادت ان تبيد المناصير وسارت بالدم فى طرقات ديم عرب تقتل الشهداء فى يناير المخضب وتعيث فسادا فى ضواحي كسلا وطوكر واخيرا تصل قافلة الدمار الى وسط السودان لكي تحصد مناجلها الجبانه حيوات اكثر من مائتين من شباب العاصمه والجزيره وهكذا تعلمنا درسنا الدموي بانه وفي دولة العنصريه لا احد امن على اي شيئ وبناء عليه تبقى دائما اهمية بناء الدوله المدنيه الديمقراطيه هي صمام الامان لبقاء دولة السودان وهي الخيط الفاصل بين الاستمرار والتلاشي وديمقراطية الثقافه هي البدايه ولنتعلم من الحياة ففيها نحن اكثر قربا ووحدة ممانحن عليه فى اعلام السلطه [email protected]