نحن السودانيون كنا من اسعد الشعوب بثورة 25 يناير المصرية وهذا ليس من باب الحديث الانشائى عن علاقات الشعبين والنيل والتاريخ وما الى ذلك من خزعبلات لم يبق منها شئ الان لكن لسبب بسيط جدا ومهم جدا : مصر اهميتها للمنطقة تماما كما العمود الفقرى لجسم الانسان باستقامته يستقيم وبقصم هذا العمود عجز الجسد, ويقينى دوما انا شخصيا ان فى صحوة مصر وعودتها الى تاريخها الريادى صحوة للمنطقة ككل . لكن للاسف يبدو ان سنوات حكم الحزب الوطنى فى مصر لم تتوقف فقط عند الفساد والقهر والكبت والذل انما ضربت صميم الثقافة والوعى المصرى هذا اذا استثنينا طبقة صغيرة من اصحاب الوعى والثقافة وهذا بدى جليا عقب الثورة من الطفح الاعلامى والغثاء الذى يطرح فى الكثير من القنوات الفضائية واستضافة كل من هب ودب والغريب انك تجد احيانا شخص ما يتم تعريفه بالخبير الاستراتيجى او الامنى او العسكرى ويحمل لقب دكتور او حتى بروفيسور ثم تتفاجئ ان علاقته وخبرته بالمجال تماما كعلاقة جدتى باللغة الصينية واحيانا اجلس واضحك على شخص يقال انه خبير ويتحدث عن ما هو استرتيجى بين دولتين شقيقتين كالسودان ومصر وتتفاجئ انه لا يعرف اصلا ان كانت اسوان ضمن حدود مصر ام السودان ام اثيوبيا .. يبدو جليا ان بعض المصريين ولا نريد التعميم كما يفعل بعضهم لا يعرفون عن التاريخ شئ ولا هم فى متابعة الواقع جيدون .. تجد من هو مغتر بالثورة المصرية وكانها اول حدث فى التاريخ بينما سبقتها باسبوع على الاقل ثورة فى تونس وتبعتها ثورات فى اماكن اخرى وعن التاريخ فحدث ولا حرج حين سمى المصريون تحرك الضباط وحكم ناصر العسكرى بالثورة كانت ثورتان حقيقيتان ضد العسكر تندلع فى السودان وتغير حكومتان عسكريتان وتقرران الديمقراطية كاول حالة تحدث بالمنطقة وكان ولا زال الشعب السودانى ملهم ومعلم الثورات بالمنطقة لذلك حين يخرج علينا بعض العاهات المصرية مثل توفيق عكاشة ويمتنون بل ويسيئون لشعب وامة وتاريخ كما الشعب السودانى كما فى هذا الفيديو موضع المقال يبقى عارا وشنارا على ثورة عظيمة كثورة 25 يناير المصرية المجيدة ان تطفح لنا بمثل هذه الامثلة فالثورة يا شعب مصر ليس اسقاط نظام الثورة اعمق واهم من اسقاط الانظمة بكثير وثورة تسقط نظاما كنظام مبارك وتستبدله بعاهات تطفح مثل توفيق عكاشة ثورة سيكتب عنها التاريخ انها غير جديرة بالاحترام وعلى شعب مصر ان يستكمل ثورته ليكون اعمق واهم من اسقاط حسنى مبارك ثورة ضد الغباء قبل الفساد وثورة للوعى واحترام الاخر وتقدير الشعوب الاخرى بدلا من هذا العهر الاعلامى الذى يمارس .. قبل فترة وعقب احداث مباراة مصر والجزائر بالخرطوم نال السودان وشعبه ما نال من اكاذيب وافتراء واساءات بالغة لم يغضبنا حينها لاننا قلنا ان اعلام يحركه نظام ديكتاتورى هو بالتاكيد غير جدير بالاساءة لعلاقات شعبين ولان نظامنا ليس بافضل حال بل اسوء من نظام مبارك ونرى عهره الاعلامى يوميا واكاذيبه كل لحظة لذلك لم نستغرب حينها لما حدث ضد الشعب السودانى من اعلام مصر لكن عقب ثورة عظيمة وعقب التحرر من قيد الديكتاتور وعقب الحرية والارادة ان تتواصل الاساءات لشعب السودان كما فى هذا الفيديو فهو الامر الذى يغضب فعلا لان الاشارة هنا تقودنا الى ان الامر ليس امر ديكتاتور وانما فهم بعض المصريين المختل نحونا .. على توفيق عكاشة الذى يتحدث عن عجز وكسل السودانيين فى مواجهة حكومتهم ان يعلم جيدا اذ يبدو انه جاهل ولا يعرف اكثر من حدود القاهرة ان الشعب السودانى لم يصمت لحظة ولم يكسل لحظة فى النضال ضد حكم الاسلاميين الغاشم فى الخرطوم ومنذ انقلاب جماعة الاخوان بقيادة البشير لم يصمت شعب السودان للحظة وعلى عكاشة ان يعلم اذا كانت الثورة المصرية قدمت بضع الوف من اجل الحياة الكريمة فان شعب السودان ومنذ فجر انقلاب البشير وحتى اللحظة قدم ما يربو على 500 الف شهيد اخرها وليس الاخير فى ثورة سبتمبر الشهر الماضى والمستمرة حتى اللحظة ولن يكون المئات الذين سقطوا قبل شهر اخر مهر للثورة لان السودانيون ومن اجل حريتهم مستعدون لتقديم المزيد من الدماء والارواح .. لا نريد ان نمس كل مصر بجهل جاهليهم لكن مسؤولية شعب مصر عظيمة فى كبح جماح الجهلاء حتى لا يفقد شعب مصر كل محبيهم والمتعاطفين مع قضاياهم حول الوطن العربى بمنهم واذاهم ... [email protected] ..