(ندعو جماهير الحزب وكافة حشود الشعب لمواصلة الانتفاضة الباسلة ضد النظام القاتل عبر ملحمة جماهيرية عارمة لاسقاط النظام وترسيخ مبادئ اكتوبر 21) هذه رسالة نصيه وصلتني عبر هاتفي المحمول من حزب المستقلين القومي الذي يتزعمه البروفيسور مالك حسين ومن غرائب الصدف ان هذه الرسالة وصلتني في الوقت الذي كنت اتابع فيه بعض المقالات في المواقع الاسفريه عن البروف مالك حسين ما بين مادحة وقادحة ولست هنا في مقام الدفاع او الهجوم عن مالك حسين لان الرجل لديه من الامكانيات الفكرية والسياسية والفصاحة والبيان ما يجعله اكثر تأهيلا مني في الدفاع عن نفسه وله من الوسائل ما يمكنه من الرد علي منتقديه في هذه المساحة اود فقط ان ادلي بشهادة حق لشاهد عيان علي سبيل الساكت عن الحق شيطان اخرس كنت اعرف كما يعرف غيري مالك حسين كشخصية عامة تساهم في العمل العام قد تصيب وقد تخطئ كحال البشر فان اصاب فله اجر المصيب وان اخطأ فله اجر المجتهد الي ان اتاحت لي الفرصة مؤخرا ان التقيه شخصيا عبر دعوة قدمت لي من احد الاصدقاء علي مائدة رمضانية ببيته العامر كان الغرض من الدعوة بجانب تناول الافطار ادارة حوار فكري حول مختلف المدارس الفكرية يسارية كانت او يمينية او حتي وسطية وحوار سياسي حول مجمل القضايا الوطنية التي يعتقد فيها الرجل ويعمل علي تنفيذها وجدت الرجل قامة اكاديمية رفيعة المستوي يدرك ما يود ان يدلو به في هذا المضمار بذهن مرتب وبعقلية علمية جبارة ولمست فيه مقدرات فكريه تجمع ما بين الكلاسكي والحديث وفوق هذا وذاك ان الرجل متأدب باادب المتصوفة كيف لا والرجل يتدثر بمبادئ التصوف وتعلو عنده قيمة التسامح والمحبة علي كل القيم وكما علمت منه ان الصوفية متجذرة ومتعمقه داخل اسرتهم منذ القدم وتوالت لقاءاتي وجلساتي بمالك حسين سواء كانت بتصاريف القدر او مرتب له فوجدت في الرجل ود عميق للناس بمختلف ميولهم واتجاهتهم ومحبة تنثر اريجا وعبيرا بانس مرح من غير ابتذال قد اختلف انا شخصيا مع بعض اطروحات مالك حسين (عفوا الاسم مجرد من اللقب الاكاديمي لان العمل العام لا يتطلب اللقب الاكاديمي بقدر ما يتطلب العطاء) الساسية وان شئت قل الفكرية ولكني لا اشك ابدا في وطنية الرجل واخلاصه لوطنه وحبه الصادق للسودان ونكرانه للذات فيما يقدم مالك حسين بدأ اسلاميا ترابيا (ان جاز لي التعبير) واختلف معهم في بداية او منتصف سبعينات القرن الماضي حسب سرده لي وتأكيد المعلومة من بعض معاصريه من المتفقين او المختلفين معه في التوجه الفكري والايدلوجيي وبعد ذلك انضم مالك حسين لنظام مايو والذي كما يعلم الجميع بدأ يساري التوجه من الميدان الاحمر بموسكو وانتهي به المطاف الي الارتماء في احضان الاسلاميين الذين عجلوا برحيله مالك حسين يفتخر انه مايويا ولا ينكر مايويته ولديه من الدفوعات والمسوغات ما يجعله يتمسك بمايو وبصداقة المرحوم (ابو عاج) الي ان وافته المنيه وفي هذا ايضا اختلف مع مالك حسين وقد اتفق في نقاط اخري ولكن ما يهمني هنا ان الرجل لم يتهم في ذمته الماليه ولم يشر له الاتهام من قريب او بعيد با يذاءه لاحد وهذا ما يهم في الموضوع نظافة اليد وعفة اللسان اما الاعتقاد فهو امر شخصي يتحمل الانسان اوزاره او حسناته اما عن معارضته للانقاذ فاشهد للرجل انه في المجالس الخاصة او العامة لم يهادنهم او يساوهم او يتزلف اليهم ونحن كبشر علينا بظواهر الامور اما البواطن فللكون رب يعلم ما في الافئدة وما جعل مالك حسين يطفو علي سطح الاحداث مؤخرا هو مشاركته في تظاهرة ضد النظام باسم التحالف الاسلامي علي ما اذكر ومااثار حفيظة البعض ان احد المشاركين فيها المهندس الطيب مصطفي ومنبره العادل للسلام والطيب مصطفي يحمله الكثيرون وزر انفصال الجنوب واثارته للنعرات العرقية والجهويه ضد الاخوة الجنوبيين ومن الماخذ الاخري انه خال الرئيس ويطلق عليه لقب (الخال الرئاسي) وهنا يكمن الاتفاق والاختلاف بين الناس كيف لمالك حسين ان يشارك في تظاهرة يشارك فيها (الخال الرئاسي) ومهندس انفصال الجنوب ولذلك ذهب البعض لوصف مالك حسين بانه صنيعة انقاذية وغواصة (وطنيه) داخل جسد الجماهير السودانيه وللذكري فقط اقول انني ليس في مقام المدافع عن الرجل ولست محاميا لادافع عن خطوات الرجل فمالك حسين رجل سوي ومؤهل كامل التأهيل ليدافع عن نفسه ويبرر افعاله السياسية خاصة وان للرجل حزب سياسي اعتقد ان له مكاتبه وهيئاته التي تستطيع ان تدافع وتنافح عن الرجل ومن هنا اقول ان الجميع يهدف ويتطلع لاسقاط النظام ومشاركة مالك حسين في تظاهرة التحالف الاسلامي فيها احراج كبير للطيب مصطفي خاصة وان عداء مالك حسين للانقاذ قاده للمعتقلات والمساءلة والملاحقة والتضيق عليه في رزقه ورزق اسرته اذن لا اظن ان رجلا بقامة مالك حسين ومالحق به من الانقاذ والانقاذيين يرضي لنفسه ان يكون (شخشيخه) او مجرد لعبة في يد الطيب مصطفي او غيره وانا اربأ به عن ذلك قد تكون لمالك حسين حسابات حزبية خاصة في التحالفات او التكتيكات سواء استراتيجيه او مرحلية وقد تصدق وقد تخيب وحين تخيب نطالبه بالاعتذار الفوري وتقديم نقد ذاتي لنفسه ولحزبه وان اصابت فليصبر علي الاذي وعندها فليقل (انا قبيل شن قلتا) ولكن الذي حدث ومشاركته في تظاهرة التحالف الاسلامي والذي شارك فيها الطيب مصطفي وحزبه لا يعني ان مالك حسين يتحالف مع الانقاذ ولا يعطي الحق للاخرين با تهامه بعدم الوطنية وموالته للانقاذ وتجريده من مناكفته للانقاذ طيلة السنوات الماضية ولا يحق للناس ان تصنف الناس با هوائها وحسب مزاجها السياسي فالجميع في خندق واحد وما يهم في هذه المرحلة ان نلتف حول مانحن متفقين عليه الا وهو السودان ونترك الان مانحن مختلفين حوله من توجهات سياسية وفكرية عادل مهدي / صحفي سوداني [email protected]