همسات (عن أبي هريرة رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رغِمَ أنفهُ، رغِمَ أنفهُ، رغِمَ أنفهُ، قيل منْ يا رسولَ الله؟ قال: من أدركَ أبويه عندهُ الكِبرَ أحدُهما أو كلاهما فلم يدخل الجنة). إعتمدت المنظمات الدوليه اليوم الأول من أكتوبر رسمياً كيومٍ دوليٍ للمسنين، تلك الشريحة التي أورثتنا الحياه ومنحتنا عُصارة جهدها و زبدة تجاربها، وهم يمثلون شريحة كبيرة العدد حسب تقرير سابق لمنظمة الأممالمتحدة أُعد ونُشر فى العام 2002 شمل إحصاء أعداد البشر من سن 60 عاماً فما فوق إذ بلغ عددهم حوالي 600 مليون نسمة من جملة سكان العالم و يُتوقع أن يرتفع إلى ملياري نسمة بعد خمسين عاما أى عام 2052م. يعتقد الكثيرون أن هذا اليوم خُصص فقط للمجتمعات التي لا تهتم ببر الوالدين و تنتشر فيها دور المسنين كمرحلة حتمية يمر بها كل من بلغ سن المعاش بل وتكون دار الإيواء جزء من حقوقه عند نهاية الخدمة، فيلتحق بدور للمسنين بمحض إرادته حيث يجد فيها الرعاية الطبية والصحية والنفسية والونس ممن هم فى نفس سنه وخبرته وتزود تلك الدور بكافة وسائل الترفيه والرعاية الجسدية والطبية التي يحتاجونها. يشمل اليوم العالمي للمسنين أهداف أوسع و أعمق بكثير من زيارة دور المسنين وإضفاء جو من البهجة ليوم واحد فقط في العام يندثر بعده الإهتمام بهم أو حتى التفكير في زيارتهم، بل يتبلور الهدف الأساسي لهذا اليوم في إيضاح الآثار المترتبة على الشيخوخة في المجتمع وضرورة ضمان مشاركة كبار السن في التنمية و منحهم حقوقهم الكاملة وتوفير الرعاية الصحية الأوليّة التي تعينهم والمتمثلة في توفير في جميع الخدمات الصحية المتاحة في المجتمع. تتوسع أهداف اليوم المخصص للمسنين لتشمل بالإضافة إلى هدف توفير المرافق اللازمة لإيواء من ليس لهم عائل من كبار السن (دور العجزة والمسنين)، تشمل التوعية والتنوير بأهمية الرعاية الوقائية والعلاجية و تعزيز الخدمات الصحية و التبصير بكيفية الوقاية من الأمراض وتوفير التكنولوجيا الملائمة و تأهيل و تدريب كوادر في مجال رعاية كبار السن و فتح منافذ لتقديم الدعم للمسنين والتنوير بكيفية إتباع أسلوب صحي جيد و التعاون بين المؤسسات الحكومية والأسر والأفراد لتوفير بيئة جيدة لصحة و رفاهية المسنين، بل وتمتد فعاليات هذا اليوم لتشمل مشاركة كبار السن أنفسهم في تقديم إسهامات عديدة للمجتمع من خلال العمل التطوعي ونقل الخبرات والمعرفة للأجيال الأخرى ومساعدة ذويهم في تحمّل المسئولية المناطة بهم في رعايتهم لضمان عيشهم بكرامة. (كُبارنا) هم بركتنا و خيرنا ولن يكفينا الف يوم فى العام حتى نفيهم حقهم فى رد جميلهم والإحسان إليهم، ولكنني أطمع في أن أتخذ من هذا اليوم وهذا المنبر سانحة للمطالبة بتضمين مناهجنا التربوية مادة أو وحدة فصلية للتنوير والتبصير بكيفية الإهتمام بهذه الشريحة صحياً ونفسياً ومعرفة الطرق والوسائل للوقاية من الأمراض وكيفية التعامل مع أمراض الشيخوخة ودرء أثارها قدر الأمكان. عبير زين [email protected]