كل الشواهد تتحدث عن ضرورة تحالف معارض جديد بشكل مختلف عن كل التحالفات السابقة ، منذ تجربة التجمع الوطني الديمقراطي مروراً بمؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية ، حتى إجماع جوبا الذي تمخض عنه تحالف قوى الإجماع الوطني ، فالمسألة في تقديرنا تعدت مسألة ( المعارضة ) إلى تحالفات أيدلوجية حتى بين صفوف المعارضة ..!! . فلتسمع قيادة قوى الإجماع الوطني هذا الكلام جيداً ، ( التمسك الأعمى بتحالف لن يتقدم إلى الأمام خطوة وهو بالشكل الحالي ، هو موقف عناد أكثر من كونه موقف موضوعي تفرضه الظروف الحالية ) .. . فكل التجارب السابقة تفككت بفعل فاعل ، فمهما إختلفت المسميات كل التحالفات المعارضة هي ذات الأحزاب وذات الشخوص ، وبقى عليكم البحث عن أسباب الفشل ، وتدارك الموقف ، فوجه تحالف المعارضة اليوم أصبح صغيراً جداً أمام الجماهير ..!! . الصراع الطبيعي الذي نعرفه جيداً ، هو صراع قوى اليسار وقوى اليمين ، وهو صراع موضوعي ، يتم حسمه غالباً عبر الجماهير ، فهي التي تقدم لقيادتها الأصلح ..!! . أما أن يختلط الحابل بالنابل ويضم تحالف المعارضة قوى اليمين واليسار ، وفي ذات الوقت تتحالف قوى اليمين مع الحزب الحاكم تحالفات الثنائية ، ويظل التحالف يرفع شعار ( إسقاط النظام ) ، وبين صفوفه قوى يمينية مشاركة وفي حوار مستمر مع ذات النظام ، في رأينا هو العبط السياسي بعينه ..!! . من وجهة نظرنا ، لو قامت قوى الإجماع ، بحل تحالفها ، وقفل باب الهتر والتقاذف بالإتهامات ليل نهار ، ستكون قد قطعت الطريق أمام تلك القوى التى تضع يداً في الحالف ويداً أخرى في الحكومة ، وستتضح الرؤية ، وستصبح أحزاب المعارضة الحقيقية أحزاباً قوية وواضحة ومؤثرة ، وسيضع لها النظام ألف حساب ، فما يتم فعلاً اليوم بين صفوف المعارضة هو أمر يدعو للسخرية ، فالنظام يتلاعب بقوى الإجماع كيفما يشاء عبر تنظيمات المشاركة ..!! . الضرورة الملحة والحالية ، هو تحالف يكون في داخله إتفاق وهارمونية ، وإحترام للميثاق ، وليس تحالفاً قابلاً للبيع والشراء والإستغلال الحزبي وإختراق النظام ، ولكم مراجعة تاريخ التحالفات الحالية والسابقة ..!! . لما الجدل يبقى الدجل ، والأيدلوجيا هي الملاججة واللواجة بلا عمل واللخبطة الخمج البوليس كتال كتل ، ليه البلاد ما تستباح يوماتي كل ما الليل دخل ؟ .. ولكم ودي .. الجريدة [email protected]