بسم الله الرحمن الرحيم إن من أكبر نعم الله على عباده نعمة العقل ، والذي من خلاله يستطيع أن يتبين ملامح الأشياء وحقائقها ، ويستطيع أن يعرف من خلال ما يقول الناس مدى صدقهم وجديتهم وملائمة الحديث لواقع حالهم . مرة أخرى ولا أظنها ستكون الأخيرة يخرج علينا حاتم السر بحديث أقل ما يوصف به أنه حديث غير مقبول عقلاً ولا منطقاً .. إذ قال : ((لا ننكر أننا موجدون في السلطة، ولكن لسنا مشاركين في اتخاذ القرار)) . هذا كلام في ظاهره يبدو العجز واضحاً وقلة الحيلة ، والسخرية من الشعب في نضاله ضد الأنظمة الشمولية والأحادية ، ويظهر جلياً في جزئه الأول أن المشاركة بالوجود الفعلي في السلطة دون قدرة على فعل شيء إنما هي عبث قبيح باتخاذ القرارات الفردية دون مشورة ، ودون تبصر ودون وضع اعتبار لقواعد الحزب التي قالت لا للمشاركة ، ولكن حاتم السر كأنه يريد تغيير الحقائق والظهور بمظهرين : الأول : السعي لكسب ود مولانا ، وهو يقيناً من المرضي عليهم .. والثاني : إظهار الوقوف الكاذب مع قواعد الحزب في رفضها للمشاركة مع هذا النظام ، وفي كل من المظهرين رياء وثمة نية للتضليل ، ومحاولة لكسب مساحة للرجوع وقت تشتد الخطوب ، ويهب شعبنا في وجه النظام مرة أخرى هي قادمة بإذن الله ، فماذا يضير الشعب بعد أن فقدت أمهاته فلذات أكبادهن ، وفقد الأب شاباً غض الإهاب كان يراه مستقبله ، وفقد الأخ من يسانده ويشد عضده ويناجيه عند أطراف الليل وهجيعه ما يخطط له في قادم الأيام .. أما القسم الثاني من الحديث .. (ولكن لسنا مشاركين في اتخاذ القرار) يحمل التناقض والتساهل والضحك على العقول ويجعله مجالاً للسخرية والتندر ، إذ كيف تقبل يا هذا بأن تكون مشاركاً وليس لك في الأمر قول ولا رفع طرف .. أي شخوص هؤلاء الذين جاءوا في غفلة من الزمن ليكونوا هم المحسوبين على قيادة هذا الشعب الأبي .. وأي أشياء هذه التي ابتلانا الله بها حتى أنها صورت نفسها الرئيس لبلادنا ، ورسمت لذلك الخطط ، وانتقت فاخر الثياب واختارت من القطيع من يكون صاحباً وبئس الصاحب في رحلة الرئاسة التي من أجلها أُلف كتاب لها أطلقوا عليه : (حاتم السر رئيساً مع إيقاف التنفيذ) . ويقيني أن حاتم السر باعتبار أنه قانوني لم يقصد المعنى القانوني لوقف التنفيذ الوارد فيه أن بوقف التنفيذ على المحكوم عليه لفترة محدودة وبشروط معينة إذا ارتأت المحكمة أن الجاني لن يعود إلى جرائم جديدة. ولكن حاتم السر سيعود كثيراً وسريعاً .. لذا فإنه أي رئيسنا قصد أنه أعد العدة وهيأ النفس للرئاسة يوماً ما ، وعليه يكون منطقياً وبشيء يقبله العقل أن حاتم السر سيظل ظاهرياً في حالته تلك بين بين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، ولكنه في الخفاء يؤدي فروض الطاعة لمولانا ليكون الأوحد والمنفذ لتعاليم السجادة .. حاتم السر ليس له ما يؤهله ليكون عضواً بالمكتب السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي سوى رضا مولانا عنه ، فهو أي حاتم السر بدأ من الدرجات العليا مباشرة إذ أنه بعد أبريل 1985م غُين محافظا لمديرية النيل بدرجة وزير .. أنظر وزير مباشرة ، وليس له ما يشفع ان يكون كذلك إلا أنه من مؤيدي مولانا والغير مسخوط عليهم ، وبعد الانقلاب على السلطة عام 1989م خرج مع مولانا للقاهرة ووجد الجو خالياً فقعد إليه مولانا كثير من المهام بينما نُحيت كثير من الزعامات أمثال : أحمد السيد حمد ، ومحمد لحسن عبد الله ياسين ، والتوم محمد التوم ، وغيرهم من الذين كانوا حضوراً باهتاً في القاهرة لسياسية مولانا التي قصد منها القضاء عليهم ، فلم نعد نسمع عن من بقي منهم من الأحياء ، فراحوا إلى حال سبيلهم غير مأسوف عليهم ، ليجد حاتم السر فرصته وتحديداً في العام 2004 م ليفرضه مولانا عضواً بالمكتب السياسي والمكتب التنفيذي للحزب الاتحادي !! وبعد قرار خوض الانتخابات عام 2101م ظهر حاتم السر ، وسُوِّق له باعتبار أنه الرئيس القادم ، أو كما يقول هو (حاتم السر رئيساً مع إيقاف التنفيذ) . والسؤال الذي يفرضه العقل يا حاتم السر : كيف يطيب لك ولمن رضي منكم بالمشاركة مع هذا النظام القاتل بأن تكونوا مجرد ديكور لا قرار لكم ، ولا رأي لكم ، ولا دعوة لكم للمشاركة في قضايا مصيرية تهم الوطن .. فماذا يمكن أن تسمي هذا يا رئيسنا وأنت القائل : (إن الحزب يدخل عامه الثاني للمشاركة، ولم يلحظ أي تكليف ذي بال لأي من القيادات المشاركة باسم الحزب، ولم يتم ذلك، لأن المؤتمر الوطني اكتفى بوجودهم على الرصيف متفرجين، وتدار الملفات الأساسية بعيداً عنهم ) . فأليس منكم رجل رشيد ، وله رأي سديد ، أم أن الأمر ثمة مصالح وتجارة فاسدة باسم الوطنية تخشون زوالها ، وتقاعس عن النضال ، وتثبيط للهمم ، ومشاركة في التقتيل والإقصاء والتنكيل وكبت الحريات ؟! عروة علي موسى ،،، [email protected]