بسم الله الرحمن الرحيم إذا كان الحديث بالأمس فرض كفاية فانه اليوم فرض عين على كل مواطن سوداني فيما يتعلق بأمر انفصال الجنوب أو وحدة السودان رغم كل ما تم وما كان وما سيكون فلا يهون احد هذا الأمر فان السودان بتكوينه الحالي كسفينة في لجة البحر فان خرقها احد أو أصابها اى عطب في اى جزء فإنها لا محالة غارقة ولن ينحو منها احد فمصير السودان لا يتعلق بجنوب قد مضى أو جنوب جديد قد ينشا بل السودان بتكوينه القائم تاريخ أمه وقضية شعب لا خيار ولا اختيار لحاكم أو فئة من اى جهة كانت ان تعيد تكوينه وتركيبه فهو اى السودان لم يقم عبثا أو ينتج اعتباطا بل منظومة إنسانيه فرضتها ألجغرافيه والتاريخ و القيم الدينية والانسانيه . لهذا السودان ان انقسم اوانفصل جزء منه اليوم لسوف يتبعه جزء آخر غدا أو بعد غدا لان بذور ودواعي الانفصال والتمزق متوفرة ومتجذره في كل طرف من نواحيه وجهاته فأهل الغرب يتطلعون لما ناله أهل الجنوب سلما أو حرب وان اخفوا ذلك لضرورة المرحلة ومقتضيات الوقت لكنهم حتما سوف يصدحون به وكذا الحال أهل الشرق وحتى الكيانات الجهويه في تلك المناطق لها تطلعاتها للانعتاق من قبضة لمركز الكبير او الصغير معا . لهذا اى استجابة أو إرضاء لتلك الرغبات والتطلعات سواء كانت اتفاقيات أو معاهدات ليس حلا لازمه بل صياغة لتعقيدات جديد سوف تمضى لتمزيق الامه السودانية وتدميرها على المدى القصير وليس البعيد ثم إنها مغامرة ومصا دمه لمسار عجلة التاريخ ثم ان اى طرف في السودان لا يستطيع توفير متطلباته الحياتية دون غيره وتلك نعمه وهبه الهيه غرسها المولى عز وجلا في هذا القطر المسمى السودان لتتكامل إطرافه وتتحد ويتعذر فصل بعضها عن بعض فأهل الجنوب رغم كل يملكون عندما تتنزل عليها الخطوب والكوارث الطبيعية فأنهم ينزحون إلى الشمال السوداني وأهل الشمال وأهل القبلة والفكرة والدعوة لى أدغال أفريقيا هي ديار الجنوب وأهل الماشية والبقاره في دار فور وكردفان لا غنى لهم من الترحال جنوبا طلبا للماء والكلأ طوعا وكرها أضافه إلى كل ذلك فالمركز المتصارع معه وعليه بكل عمرانه وازدهاره لم يقم بجهد عرقيه معينه أو جماعه محدده اوفئه مميزه فهو جهد مشترك وفكر متواصل ساهم فيه جميع أهل السودان بأطيافهم وشعبهم المتعددة والمنتشر ه في المليون ميل مربع فكل المكونات ألاقتصاديه والبنيات التحتية والعمرانية مملوكه على الشيوع لكل مواطني السودان يتعذر فض هذا الشيوع مهما كانت الاسباب والمسببات . وما حدث الان من تعقيدات ومصادات الا نتيجه لمحاولة مصادمة واقع تكوين السودان ومهما ادعى من ادعى بانه يستطيع ان يخلق من السودان دولتين فهو غير واقعى فى احسن الفروض او واهم وكاذب فى جانب اخر . الجنوب هو الجنوب بموارده الزاخره و الكبيره فى باطن ارضه ومحددية قدرة كوداره البشريه محتاج للشمال حوجة حياه اوموت وكذا الحال الشمال هو الشمال بقدراته البشريه وامكانياته محدود الموارد وفى حاجه ماسه لماهو متاج فى جنوبه وما البترول الا مثل فقط غير المراعى والموارد الغابيه والمعادن لكل هذا بدلا عن الحرث فى البحر ومحاولات اختراع المعجرات على العقلاء من الطرفين العوده الى بداية الخطا وتصحيحه وتصويبه والسير فى الطريق القديم واقامة العدل والانصاف ميزان لكل اطراف السودان وليس الجنوب وحده [email protected]