انهيار الثقة بين الحاكم والمحكوم الثقة كمفهوم جدير بالنظر والدراسة .وهو من أهم اللبنات الأساسية في بناء كثير من النظريات في العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وهي تعني الايمان والتوقع لافعال الآخرين في المستقبل البعيد أو القريب ولها مستويات متعددة . 1- ثقة وايمان بالله عز وجل . 2- ثقة وايمان بالنفس . 3- ثقة وايمان بالاخرين . ويعنينا في هذا المقال المستوى الثالث من مستويات الثقة بين الحاكم والمحكوم والثقة في هذه الحالة ضرورة من ضرورات الاستمرارية للأنظمة الحاكمة وضرورية لتمرير السياسات والقرارات العادية والمصيرية وانعدامها يعني الكثير فهو يعني الحروبات الاهلية والاضطرابات الامنية والنتيجة انعدام الامن بمستوياته الثلاثة اجتماعي وسياسي واقتصادي . مفهوم بهذه الاهمية لماذا لاتكون له مؤسسة بحثية مستقلة في أي دولة من دول العالم بالذات في اسيا وافريقيا ترصد وتدرس مؤشرات الثقة بين الحاكم والمحكوم هبوطا أو صعودا وتحديد الأسباب بغية المعالجة وتقديم التوصيات للقيادة الحاكمة وكل ذلك يصب في النهاية لصالح المواطنين والقيادة في المقام الأول . واكتساب ثقة الاخر ليس بالشئ السهل في كل المستويات فلا بد من عملية تبادلية طويلة بين الأطراف والبناء يتتطلب وقتا وجهدا وصفات يجب إن يتصف بها طالب الثقة من أهمها . 1- التصالح مع النفس ومطابقة الاقوال بالافعال . 2- احترام الاخر وعدم السخرية منه. 3- تكليف الآخرين بقدر استطاعتهم إن كنت في مرتبة اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية اعلى فان الله سبحانه وتعالى قال ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) فمن باب اولى أن يكون ذلك واقعا في التعامل بين الناس . 4- الاستماع والانصات للاخر ومنحه المساحة الكافية للتعبير عن رأيه بصراحة وتحضرنى هنا قصة الشاب الذي أتى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يسمح له بالزنا فلم يزجره النبي بل قربه إليه وقال له اترضاه لاختك .............الى نهاية القصة فكانت النتيجة توبة الشاب . الواقع السياسي السوداني المرير الذي نعيشه هو نتيجة حتميه لممارسات هدم الثقة المستمرة منذ الاستقلال وحتى اليوم على مستويات الاقتصاد والسياسة والاجتماع والصورة ادناه اوضح تعبيرا : 1- الجنوبيون لا يثقون في الشماليين والنتيجة انفصال الجنوب . 2- قبائل الهامش الحدودي في الغرب والشرق وجنوب كردفان لا يثقون في قبائل الشمال النيلي والنتيجة اقتتال في دارفور قضى على الاخضر وسيقضى على اليابس وحرب مستعرة في جنوب كردفان وتذمر في الشرق ودخان قابل للانفجار . 3- انعدام ثقة بين عموم المواطنين والنظام الحاكم اضطرابات واحتجاجات وتظاهرات منددة بالظلم والقهر . 4- انعدام ثقة داخل مكونات المؤتمر الوطني تململ وسط قطاعات عريضة بداخله افضت إلى مجموعة الاصلاحيين وخروجهم من المؤتمر الوطني . 5- تخوف المواطن السوداني بكل ما هو اسلامي نتيجة البطش والظلم والقهر الذي مورس باسم الإسلام طيلة ال24 عاما الماضية وقد خرج الكثير من دين الإسلام والامثلة كثيرة بدون ذكر الأسماء . هذا ما اصابنا ولكن يبقى التساؤل الضروري هل بامكاننا اعادة بناء الثقة بين كل الأطراف والمستويات بعد زوال هذا النظام الحاكم ؟ وكم من الجهد والوقت يتتطلب ذلك في حالة النجاح ؟ اترك لاهل الاختصاص والقراء الاكارم الإجابة . هاشم حسن جبريل [email protected]