ماذا لوا إشترك الرقاص في برنامج Arabs Got Talent برغم علمك ان البرنامج بمجمله لمواهب الرقص الغربي؟. لك أن تترك العنان لخيالك لتتصور كيف يمكن أن يؤدي وسأخبرك بما يمكن أن تقوله لجنة التحكيم في نهاية المقال. ولكن الآن دعنا نتأمل أبرز مواهبه. من أكبر موهباته العمل الدرامي حتى صار مخرجا. فبهذه الموهبة أزاح شيخه الذى أتى به إلى مسرح السياسة وإستقطب جل من معه ليكونوا تحت خدمته، ممثلين. فصار هو الحزب والدولة بل والحركة "الإسلامية" أيضا. فلم يكن البشير أساسا شيئا مذكورا فى التنظيم لولا أنه أختير ككومبارس يلعب دور الطرطرنجى و أرتضى لنفسه هذا الدور البائس، ولكن بمهارة إستطاع ان يصبح المخرج في النهاية. ولكن هل فعل كل ذلك بموهبته فقط أم بمساعدة؟. ففى تقدريري إن موهبته تجلت في إجادته دور الديكتاتوربكل أبعادها الشخصية. فاستطاع بهذه الموهبة الفريدة في العشرة الأولى البيات الحزبي لينقلب بعدها ويقوم بتشكيل بستان إسلامي حوى كيزان و متصوفة ومن بيت الانصار والميرغنى والسلفيين والمتشددين. وكل هذا الكيان يستمد قواه من تنظيم الاخوان العالمي. فبعد أن علم الدروب والمداخل والدول التى ترعى هذا التنظيم صار يأخذ المدد وحده. وهو يعلم بأن الإسلاميين لن يتركوا السودان لتحكمه فئة أخرى غيرهم (أي الإسلاميين)؟، لذلك وبرغم الخلاف الظاهر، فهو الورقة التي لا يمكن تجاوزها ويتبادل الضمان والسند السياسي الدائم. وبالمقابل يعلم التنظيم العالمي بأن الشعب السوداني طيب وشديد الحساسية في مسألة الدين والقبيلة لذلك لعب على هذين الوترين كثيرا. فهاهم قد افلحوا فى إحكام سيطرتهم على السودان على مدى 24 عاما ومرروا أجندتهم ونفذوا مخططاتهم لتكون هناك دولة إسلامية بمفهومهم المثلثي. فبأيدى الإسلاميين قد تم إنقاص أرض السودان وغرز سكين فى خاصرة الوطن فصلته نصفين، وما تزال الجراح في تلك المنطقة تنزف وتلقي بأثرها على جميع صحة الوطن. وأستغرب من يجهد نفسه ويحلل: بهذا يريد أن يزيح هذا وهذا يريد أن يزيح من؟... وإصلاح وكلام فارغ، ففى النهاية فأى فلان منهم إن كان زيد أو عبيد فهم سواء و سيجثم على صدر هذه الأمة بمسمى أنه من الإسلاميين مع علم الغالبية بأن هؤلاء قلوبهم ليست على وطن وهم أفسد من فسد. والبشير أثبت أنه موهوب في تصريحاته و خطاباته اللامنطقية الكوميدية، المليئة بالعنف اللفظي والسفه، التي لا يمكن أن تصدر من مسؤول عاقل ناهيك عن رئيس. والموهبة هنا أنه عامل فيها عنتر، لكن هو ما عنتر، لكن يتحدى كل السودانيين، وخصوصا المثقفين، ان أنا رئيسكم برغم كل إمكانياتي الضحلة وبنفس الصبغة تجدوا معظم المسؤولين في (لا) نظامي. وحقيقة علينا شكره لأنه كان أداة مهمة في كشف الإسلاميين بصعود نجمه بينهم. فيمثل دلالة واضحة على فشل الإسلاميين وفساد فكرهم وضلال منهجهم. والبشير موهبة عربية رئاسية، لأنه الرئيس العربي اللأكثر إستبدادا وتجويعا واهانة لشعبه ويتمتع بإسلوب نادر للرؤوساء في التمثيل والكذب، والحليفة بالطلاق والقسم المغلظ. وبرغم ذلك لا يزال على رأس سدة الحكم ولم يستطيع الربيع العربي هز شعرة منه. وبما أن لمعان نجوم الرقص الغربى فى برامج مواهب العرب دلالة على إنعدام المواهب العربية أصلا، فإن بروز الرقاص على مسرحنا السياسى دلالة على فشل نخبنا السياسية وعقرها في ميلاد زعيم وطني. وإكتفائنا نحن بالفرجة والتحليلات يبين مدى بؤسنا وحالتنا التعيسة والتى تشارف على أن تكون ميئوس منها. وهكذا تبرز موهبة البشير كلما زاد ضعف أو عجز الناس على دحض هذه المسخرة، وقوي إيمانهم بالواقعية المنحطة التى تقول بأن الاستبداد والديكتاتورية قدرنا. فكما كان يقول أحد مقدمي البرنامج السابق للمشاركين الموهوبين: شمعة فلة منورة ... قال خبيث، متخيلا البشير أمام اللجنة،: صلعة لمعة مدورة. بل إني متأكد بأنه سيحظى على الأقل بإعجاب نجوى كرم التي ستقول له: اكتييير حبايتك...، كما نحن والحمد لله: حابينو حب شدييييييد. [email protected]