جاءت الأخبار أن صديق محمد توم وزير الشباب والرياضة حذر المجتمع من تفشي ظاهرة انشار الايدز وسط الشباب. قال ما قال وكأنه بعيد عما يجري للشباب أو أنه غير مشارك فيما يتعرض له المجتمع وليس الشباب فقط فهو الذى كلف من قبل الدولة بأن يكون وزيرا للشباب والرياضة التى يفترض عليها أن تكون وزارة عملية بمعنى الكلمة وليس وزارة صورية كما نراها الآن. يمضي (التوم) فى تنصيب نفسه كمصلح اجتماعى يتباكى على ضياع آلاف من الشباب إذا افترضنا أن النسبة كما تقول الإحصائيات إنها وصلت الى 4% من تعداد السكان. ماذا قدمت وزارته من أجل إفراغ طاقات الشباب فى أعمال مفيدة إذا أخذنا الأنواع المختلفة للرياضة ابتداء من كرة القدم والكرة الطائرة والسباحة وألعاب القوى وو.. وغيرها بماذا دعمت الوزارة هذه الأنشطة الرياضية المختلفة؟ ماهى الأندية التى افتتحتها والتى أهلتها وماذا عن الأوضاع البائسة للأندية الرياضية بالأحياء المختلفة بالعاصمة المثلثة. أندية تحمل لافتات فقط لتثبت أنها أندية رياضية من غير أن تمت للرياضة بشيء. ذكرنى حالها بالفيلم المصري (التجربة الدينماركية) عندما كان الممثل الكوميدي القدير عادل إمام وزيرا للشباب والرياضة وكان يتفقد أحد الأندية الرياضية بعد أن هاله ما رأى لم يستطع أن يتمالك نفسه واضطر لضرب كل من بالنادي وقال:(ده مش نادي ده غرزة). سعادة الوزير ما عندنا ليست أنديه بل (غرز) كما قال عادل إمام. حتى القطاع الخاص الذى جاء ليساعد الشباب قبل أن يستثمر أمواله يا وزارة الشباب والرياضة لم تتعاونوا معه و(دسيتوا المحافير). من هذه الزاوية ناشدت فى أكثر من مرة الوزير صديق محمد توم وزير الشباب والرياضة بضرورة إعفاء أصحاب الصالات الرياضية ( كمال الأجسام) من الرسوم وهى التى انتشرت بالعاصمة وصارت تستوعب طاقات الشباب بدلا من أن يوظفوها توظيفاً سيئاً أو أن ينجرفوا نحو المخدرات والرذيلة التى أفرزت لنا هذا الكم الكبير من مرضى الايدز كما أفادت التقارير بوصول أعداد الحاملين للفايروس الى قرابة (80) ألف مصاب جلهم من الشباب كما قالت وزارة الصحة الاتحادية أما المحزن المبكي فى تقرير وزارة الصحة قالت إنها تتوقع وفاة (5416) شخصا بالايدز خلال العام. هذا يعني أنها فشلت فى توفير الأدوية لهؤلاء المرضى فالمعروف أن الأدوية توقف من حدة المرض ولا تقضي عليه لكنها تؤخر من حدوث الوفاة التى تحدث لضعف المناعة والأمراض الانتهازية التى تسبب فى الفتك بالمصابين بالايدز حمانا الله. أنتم يا وزارة الصحة مسؤولون أمام الله عز وجل حيال هذه الأرواح البريئة التى تنتظر (الوفاة) بغض النظر عن كيفية انتقال المرض اليهم لماذا لا تبرئوا أنفسكم إن لم تسطيعوا إحياء هذه الأنفس بأن تستقيلوا فالخوف ليس من سؤال الناس إنما من سؤال الله عز وجل يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. أصحاب هذه الصالات شكوا لطوب الأرض من التكلفة العالية فى إيجار هذه الصالات التى تتطلب مواصفات خاصة ضف الى ذلك الجمارك التى تفرض على استيراد الآلات الرياضية مرورا برسوم المحليات والنفايات وهلم جرا. أما موضوع الترخيص فهو كوم لوحده فهم مطالبون بالترخيص برقم (فلكي) بعد ذلك تجديد سنوي بمبالغ (مليونية)، أيعقل هذا يا وزير الشباب والرياضة؟ تجديد سنوى؟ كان الأجدر أن تدعموهم بدل أن تأخذوا منهم رسوم فحتى الرقابة التى تقوم بها الوزارة لاستيفاء الشروط لا ترقى لأن تكون رقابة بالمعنى وما يهم الوزارة فقط تحصيل الأموال. أين الدعم لمثل هذه الأنشطة التى تصب فى صميم عمل وزارتكم كان الأجدر سيادة الوزير أن يكون لكم دور واضح فى المساعدة والحل بدل من لبس (ثوب الواعظين) وتوجيه الانتقاد والتحذير. أما وزارة الصحة الاتحادية والتى تقع على عاتقها المسؤولية الكبيرة فى تفشى مرض الايدز بهذا الوضع الأشبه بالوباء سنتناوله فى مقال لاحق. [email protected]