الخيار السلمى عبر سلاح العصيان المدنى والإعتصامات هو خيار ناجح فى اسقاط هذا النظام وهذا يطلب جهد جبار من منظمات المجتمع المدنى والقوى المستنيرة المتقدمة بخلاف القوى التقليدية والنخب السياسية التى تسيطر على الملعب السياسى الآن مثل احزاب الامة والاتحادى وغيره من القوى الرجعية التى تكرس للطائفية والقبيلة وآل البيت . الحل هو كيفية وجود نخب شابة جديدة تقود العمل الثورى وتنشد الاصلاح بين كل الاطراف السياسية التى تسعى الى اسقاط هذا النظام وان تنشد هذه النخب الوعى بين الجماهير لان الجماهير طواقة للعمل الثورى فقط علي هذه النخب الشابة توجيه الجماهير بشكل صحيح حتى لا يقعوا فى نفس الاخطاء التى وقعت فيها اسلافهم من النخب السياسية التى كان لها دور فى هذه الأزمة السياسية التى تمر بها الدولة السودانية الآن .. لان الخيار العسكرى حاينتج نفس السينارو الذى أتت به الانقاذ فى 1989 م وفرضت خطابها الاسلاموعروبى بقوة فى المركز والهامش وعملت على سياسة التمكين التى عبرها عملت على تمليك كوادرها لكل الوظائف فى جميع الوزرات والمؤسسات الحكومية مما اضعف دور المعارضة السياسية .. وايضآ عملت على توسيع سياساتها فى نقابات العمال والاطباء والمحامين وغيره من النقابات العمالية وكرثت للخطاب العنصرى وغيره من سياساتها التى قضت على الاخضر واليابس .. الخيار العسكرى الذى تتبناه الجبهة الثورية وقوى الهامش وبعض القوى السياسية قد يكون خيار مطروح لبعض القوى السياسية وبعض من عامةجماهير هذاالشعب السودانى حابى أوكد شئ محدد ان الخيار العسكرى سوف يطيل فى عمر هذا النظام لان كلنا نعلم ان هذا النظام نظام عسكرى شمولى لا يقبل التفاوض ولا الحوار فقط يعرف لغة البنادق لكن ماذا يترتب على هذا الخيار هذا ما علينا ان نعى له .. . ... يترتب على هذا الخيار ان قوى الهامش والحركات المسلحة متمثلة فى تحالف كاودا( الجبهة الثورية ) وبعض القوى السياسية فى المركز عندما وقعت على وثيقة الفجر الجديد من ضمن النقاط المهمة التى نوقشت وكان فى اختلاف فيها هى طرح بديل للحكم فى السودان وهو (الحكم العلمانى ) لان هنالك قوى سياسية ترى ان طرح الحكم العلمانى فى بلد تعددت فيه الديانات السماوية وبعض المعتقدات قد يواجه اشكالية هذا الطرح وبالذات فى المركز الذى تقطنه غالبية مسلمة كبرى فيهم من يرى ان الحكم العلمانى مناسب لهذه المرحلة وفيهم من يرى ان الحكم العلمانى قد لا ينجح او لا يشبه تعاليم هذه الغالبية المسلمة فى المركز وذلك لتعاطف كم هائل لا يستهان بهم مع الخطاب الاسلاموعروبى الذى كرست له ثورة الانقاذ ... وهنالك توجد قوى سياسية كبرى هنا فى المركز لم توقع على وثيقة الفجر الجديد ولها راى واضح فى ذلك حيث يقولون ان هذه الوثيقة لا تعبر عن عامة الشعب السودان بل تعبر عن قوى محددة ومجموعات معينة .. ان الخيار العسكرى يمكن يولد ديكتاتوريات جديدة تسيطر على السلطة وتفرض سياستها بقوة السلاح وتقيم نظام شمولى آخر قد يكون اقوى من الانظمة الشموليه السابقة لانه مدعوم من قوى الهامش وهذا يمكن يضعف القوى السياسية الشمالية الموجودة فى المركز ويقلل من نسب مشاركتها .. وينعاد نفس السيناريو كما ذكرنا اعلاه وهذه كله والشعب هو الذى يدفع الثمن ... لذا علينا ان نعى لهذه الاشكاليات التى تترتب على هذا الخيار ... نسال أنفسنا سؤال اذا كانت هذه الاموال التى صرفت فى الحروب من الطرفين النظام والحركات المسلحة فى اقاليم السودان وظفت فى التنمية والخدمات ما كان افضل لنا بدل قتل الابرياء والدمار والخراب الذى تخلفه هذا الحروب عليه انا بفتكر ان الخيار السلمى هو خيار ناجح ومجرب فى تاريخ الدولة السودانية والتاريخ يشهد على ذلك لدينا ثورتان إكتوبر 1964 أبريل 1985 م كيف كانت مواقف الشعب فى الحراك السلمى عبر الانتفاضات .. .. وهنا اتزكر تنبؤات شهيد الفكر والانسانية الأستاذ / محمود محمد طه فى ندوته الشهيرة قبل إعدامه فى 1985م حيث قال إن جبهة الميثاق الإسلامى سوف تستولى على السلطة عبر عنف وهذاا ما حدث بالفعل وقال ايضآ انهم سوف يذوقون الشعب مرارات كثيرة وسوف يظهر فسادهم وسوف يختلفون فيما بينهم وهذا ما حدث واخيرآ قال ان الشعب السودانى سوف يقتلعهم اقتلاعآ من جزورهم ... لقد صدقت تنبؤات الاستاذ محمود محمد طه فى كل ما قاله فقط تيقت لنا واحدة وهى اقتلاع هذا النظام من جزروه وهذا ما سوف تحدثه الايام القادمة عبر الانتفاضة والعصيان .. لأن هذا النظام يخاف من سلاح واحد وهو سلاح العصيان المدنى لذا علينا ان ننشر ثقافة الوعى الثورى بين الجماهير ولقد وضح جليآ خوف هذا النظام من سلاح العصيان المدنى وكان ذلك فى احداث الثورة السبتمبرية عندما ارتعش من شكل الحراك الجماهيرى فى المركز والاقاليم لذا استخدم القوة فى قتل الأبرياء فكم سقط شهيدآ فداءآ لهذه الثورة التى عبرت عن سخط الجماهير من سياسات هذا النظام الفاشل والتى تمثلت فى رفع الدعم عن المحروقات وعن السلع الضرورية انذاك .. ايآ كانت المعاناة ودرجة ضراوتها فان القاسم المشترك لاسبابها هو وجود هذا النظام في الحكومة ولا امل لنا في حياة افضل الا بزوال هذا النظام.فالتغيير لن ياتي عبر جنود من الاممالمتحدة او من تلقاء نفسه، ولن يأتي عبر فوهات البنادق وانما عبر الشعب. فالتغيير لن ياتي الا بقناعة ورضا ودعم الشعب السوداني، وهذه مسؤليتنا جميعا ولكل منا دور فاعل ومهم في احداث هذا التغيير الذى ننشده جميعآ عبر سلاح العصيان المدنى والاعتصامات لأن هذا الخيار هو الذى ياتى بالتغيير واسقاط هذا النظام .. [email protected]