من اهم الاسباب التي ابقت هذا النظام كل تلك السنوات برغم الأزمات التي مرت بها هما سببين اساسين ، الاول هو سياسة الاستقطاب لقوي المعارضة وبعض الشخصيات المؤثرة بها اما الثاني فهو سياسة الاختراق المنظم لتلك القوي المعارضة في جميع الاحزاب السياسية السودانية علي وجه التقريب!.. وكانت النتيجة الحتمية لهذين السببين هما الضعف الواضح الذي اعتري تلك الاحزاب المعارضة بل والتشظي والتفتت الذي لازمها خاصة في حزبي الامة والاتحادي!.. والاختراق تحديدا ظل يتم عبر كادر مزروع داخل تلك الاحزاب وبالتالي في جسم المعارضة او من خلال كادر تم شراءه او تهديده ليتعامل مع النظام واجهزته الأمنية ويمدها بتحركات تلك الاحزاب وخطوات عملها المعارض! ولم تسلم كل الاحزاب السياسية من العديد من الضربات الأمنية بما فيها الحزب الشيوعي الأعلى تنظيما من بين جميع الاحزاب المعارضة السودانية!.. وامتد الاختراق ليشمل الحركات والفصائل المسلحة والحركة الشعبية ماقبل الانفصال وكان ذلك ضمن أولويات العمل الاستخباراتي لجهاز الامن! ، ولا يستغرب ان تكون للأجهزة الأمنية كل تلك الميزانيات والصرف! فالحقيقة ان هنالك اموال كثيرة صرفت وتصرف لبعض كوادر تلك الاحزاب والفصائل لكي تتعاون مع النظام وتعمل باجندته الأمنية! ولعل التبدل في المواقف او الضبابية فيها هو نتيجة مباشرة لهذا الاستقطاب!.. ووضح هذا في الاحزاب والشخصيات الحزبية التي انضمت للنظام من بين عضوية هذه الاحزاب! او التي تتبني مواقف تخدم النظام وتعمل علي ابقائه! فالنظام وجهازه الأمني استغل تلك الثغرات كي يضرب كل او معظم انشطة المعارضة وتحالفها!.. ولعل الاحزاب قد أدركت ذلك الا انها لم تستطيع اعادة بناء احزابها بشكل تنظيمي يضمن عدم اختراقها! والمؤسف هو وجود الإسلاميين داخل التحالف المعارض بمسمي المؤتمر الشعبي الذي هو في الاصل مؤتمر وطني يسهل علي أجهزة الامن ترك عناصر منه تنشق علي اساس انها شعبية وماهي الا كوادر مزروعة في جسم التحالف المعارض تعمل لصالح بقاء النظام!وليس معني انه قد حدث انشقاق ومفاصلةان يتم استيعابها بكل تلك السهولة داخل المعارضة! وتحضرني هنا الاختلافات التي كانت قد حدثت مابين الشعبيين في مسألة العودة للاندماج مرة اخري مع الوطني وتصريحات لقياديين فيه تؤكد ذلك علي رأسهم ابراهيم السنوسي وعلي الحاج! بينما ظل كمال عمر هو وحده من ينفي ذلك! وذلك مبرر لوجوده كنائب لرئيس قوي الإجماع في التحالف المعارض! اليس ذلك يبعث الشك ويجعل ان تثق في الإسلاميين وتشركهم معك لإسقاط النظام امر يدل علي قلة الحيلة والوهن معا!.. هولاء الإسلاميين هم ملة واحدة وهذا النظام من خلال كل تلك الاختراقات للأحزاب المعارضة يجب ان تعيد المعارضة ترتيب نفسها وابعاد الإسلاميين ان كانت جادة في اسقاط النظام! ويجب ان يكون التحالف المعارض الجند الاساسي فيه هو العمل المسلح! لان منطق القوي وحده هو من يربك النظام وحتما سيؤدي لسقوطه ومعه سند الشباب والحركات الشبابية والثورية التي افرزها الحراك الاخير فهي الوحيدة التي لم يطالها الاختراق نسبة لحداثة تكوينها وثورية عناصرها!... [email protected]