مع أستمرار الأوضاع الإنسانية المتردية فى جبال النوبة بسبب القصف العشوائي التي أدت موخراً الى قتل وجرح عشرات الأشخاص المدنيين اغلبهم من النساء والأطفال ، يجد المدنيين من جديد أنفسهم في صورة طبق الأصل للأوضاع المساوية التي عاشها سكان القري في دارفور عندما مارس نظام البشير السفاح جرائمه ضد الانسانية في الفترة من 2002-2005م بدارفور ، ولا يعني البشير شيئاً ان قتل أو هرب الالاف من اطفال ونساء النوبة من قراهم منازلهم خاصة مناطق كجورية والبرام ودلامى والعباسية تقلى والدلنج والقرى ، فالاعلام الحكومي يصور سكان هذة المدن من المدنيين بانهم جزء لا يتجزاء من مقاتلي الجبهة الثورية والجيش الشعبي لتحرير السودان ، فالأستراتيجة التي يتبعها المؤتمر الوطني هي الأستخدام العشوائي للقري وتجمعات المدنيين بهدف توقف الحياة تماما فيها ونقص المواد الغذائية وتدمير واحراق المزروعات والمخازن التقليدية للحبوب ومنع الوصول الي مصادر مياه الشرب ولايجد المستهدفين مجالاً سوء الهرب من القري والصعود الي الكهوف والجبال حيث الأفاعي والحشرات، وكلما تمر الأيام فتسوء أوضاعهم الصحية والغذائية فيكون البديل هو النزوح الي معسكرات اللاجئين بجنوب السودان فيتححق للمؤتمر الوطني رغبته في التهجير القصري للسكان الاصلين، وفى ظل هذا الوضع الانسانى المأساوي تكمن التساؤولات حول الصمت المطبق لأبناء جبال النوبة بالمؤتمر الوطني وبالمؤسسة العسكرية لنظام البشير التي تمارس القتل الممنهج والتهجير القصري لأبناء جلدتهم ، فالذين يخدمون في المؤسسة العسكرية لنظام البشير وأجهزة حزب المؤتمر الوطني مدركين تماماً لفشل المؤتمر الوطني فى مسؤوليته لحماية المدنيين فى جبال النوبة ، ويدركون تماماً تجاهل وتعمد الحكومة وأجهزتها في أيصال الغذاء والدواء للمحاصرين بالكهوف والقري ، بل أن بعضهم يشارك حكومة البشير في شراء الوقت وأتاحة الفرصة لقوات البشير وجنجويده ومرتزقته لزيادة وتيرة المعاناة الأنسانية والقتل والتهجير بجبال النوبة ، وبينما هولاء المطاليق والعواليق يساعدون البشير ومليشياته ويروجون لرغبة المؤتمر الوطني في التفاوض مع ابناء النوبة بالحركة الشعبية ، تستمر الحكومة باللعب بورقة الأستعداد للتفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال ، ولا يدري هولاء المطاليق والعواليق أن الازمة الانسانية فى جبال النوبة تزداد كل يوم نتيجة القصف العشوائي والقتل الواسع والممنهج ، وستتحول الى كارثة أنسانية غير مسبوقة يوما بعد يوم ، وفي الوقت الذي لا يحركون فيه ساكناً سيتحملون مع البشير ونظام المؤتمر الوطني المسئولية كاملة عن وزر جرائمهم بحق شعب جبال النوبة وسيتم محاسبتهم عليها كما ينبغى ، وعليهم أن يعلموا جيداً أن نظام البشير العنصري لن يتوقف أبداً وعازم علي مواصلة سياسة التطهير العرقي التي بدأتها مليشيات البشير والمؤتمر الوطني بجبال النوبة ، ولن تجدي توسلات عواليق ومطاليق المؤتمر الوطني من النوبة لتردعه عن قتل الأطفال والعجز والشيوخ والنساء في جبال النوبة وبلا رحمة كما فعل في دارفور في السنوات الماضية ، فستظل مليشيات البشير وطياراته تقصف وتقل بعشوائية حتى يتحقق للبشير أوهام خيالية تشكل مراده من حملة التطهير العرقي التي تؤكد كل يوم النفسية المريضة لهذا السفاح المجرم، فكل يوم يمر يعني مزيداً من القتل والدمار والتشريد للمدنيين بجبال النوبة ، يقابله مزيد من الخدمات والانصياع والانقياد الأعمى لمن يسمون أعضاء في المؤتمر الوطني من جبال النوبة ، فبعد أن قتل السفاح البشير طوال السنوات الماضية مئات الالاف من السودانيين ، مازال يطمع ان يواصل هولاء المطاليق والعواليق تقديم هذه الخدمات المجانية والزهيدة الثمن لتوفر له الغطاء ليمارس البشير ومليشياته التلذذ بدماء الأبرياء من الأطفال والنساء والعجزة بجبال النوبة ، فالأبرياء الذين حرموا من الحصول علي لقاحات التطعيم وقبلها الغذاء والطعام لثلاث سنوات ، قدم لهم السفاح البشير الاسبوع الماضي قنابل السوخاي والانتنوف ليحرم أطفال جبال النوبة الحق في الحياة والحق في الحياة والتنعم بطفولة بريئة مثلهم مثل أطفال ونساء وشيوخ وكهول السودان ، علي مطاليق وعواليق المؤتمر الوطني من جبال النوبة أن يدركوا تماماً بأنه لن يجاهر احد من رموز نظام الظلم العنصري البشيري هذا ويطالبه بوقف القتل وسفك دماء النوبة بل كل تصريحاتهم وأفعاهم تكرس لمزيد من القتل والسحل للمواطنين الأبرياء فى جبال النوبة , ولن يشذ احد من هولاء الرعاع من القطيع فجميعهم خدام وعبيد ومسترقين في نظام عمر البشير الدكتاتوري العنصري ، ولا يمكن لا احد منهم أن يجرؤ على التوقف عن العمل في نظام السخرة ولو بالحديث عن الإصلاح لان جزائه معلوم وهو الطرد والرفس والذقل ، فنظام البشير لا يقبل المبادرات ولا يحترم الرأي الأخر وغيره من رأي وأن كان من مؤسسات الحزب الكسيحة ناهيك عن كونه قادم من مجرد مطاليق وعواليق يخدمون في بلاط البشير من خارج الأسوار وتفصلهم عنه السياج ، البشير الذي وصل السلطة بالانقلاب كاذب في حديثة ووعوده لجبال النوبة ويتحري الكذب كل يوم ليحمي نظام الفساد الذي يقنن لوجودة وبقاءه بالقتل والتشريد للسكان الأصلين في السودان ، مثل هولاء المطاليق والعواليق من جبال النوبه خدام نظام البشير الاستبدادي لا يطلب منهم شعب النوبة خشية الحكومة ومهابتها فهم مدجنون لا يستطيعون ، وليس كذلك الخوف والقلقل علي مصير شعب جبال النوبه فقد لفظهم شعبهم ومغتهم، ويعلم الجميع أن عدد من هولاء كان لهم دور أساسي في الأزمة الإنسانية بجبال النوبة وبعضهم تلطخت أياديهم بدماء شرفاء من جبال النوبه ، وغفلوا عن سياسات المؤتمر الوطني في جبال النوبة من حرب وقتل وتجويع وأختطاف وتعذيب واعتقال عشوائي ومصادرة الممتلكات وتعذيب النساء وتدمير القري ، ولم يساءلوا البشير الكف عن ممارسات حزبه الأخلاقية والتي كرست العنصرية وللفقر وللكراهية والحقد كسمة أساسية لهذا النظام العنصري الديكتاتوري ، وإفرازات هذه السياسات العنصرية الكريهة لنظام عمر البشير لا تزال قائمة في مناطق أخرى من السودان بدارفور والنيل الأزرق وكما هو الحال في جبال النوبة منذ عامين ويزيد . فالتوقف عن تقديم الخدمات المجانية والانضمام أليه سيعجل برحيله وهو الضرورة الملحة حالياً لبقاء النوبة علي قيد الحياة وتجنيبهم التعرض للمجازر البشرية ، فالخلاص من نظام الإبادة يستدعي التوقف الفوري عن الخدمات المجانية ومحاربته والانضمام للثوار في معركتهم الكبيرة للخلاص من المؤتمر الوطنى واستعادة الكرامة والعيش في أمن وسلام وحرية. [email protected]