المشُاطه كما هو معروف في مجتمعنا السوداني هي تلك التي ( تمشُط ) رؤوس النساء بعمليه احترافية فيها من الفن بحيث ( تضفُر ) شعرهن ضفائر صغيره مما يستغرق زمنا" طويلا" بحيث يتسبب في الملل لدى الزبونة , إلا أن المشًاطة لكسب ود زبونتها والتسلل إلى قلبها بالتفنن في الحكي ( المتواصل ) , وبما أن المشًاطه تدخل كل البيوت وبالتالي تجمع ذخيرة وافره من المعلومات ومن ثم تسخير تلك المعلومات في كسب ود زبوناتها ومن ثم الاصطفاف مع كل زبونه في قضيتها تجاه الأخرى . برنامج ( المشاط ) والذي يبث في تلك الفضائية اكتسب ود طائفة من (المؤتمرجيين ) ومن هم في المساحة ( ما بين المؤتمرين ) فتجدهم يتهامسون في حيثيات البرنامج في موافقة تامة لما يرد فيه , ومباركه لصاحب البرنامج علما" بأن ما يقال في ذلك البرنامج أكثر بكثير مما يقال مما وصفوا بأنهم طابور خامس والذين سلطت عليهم الدولة أجهزتها الرقابية والقمعية فان الذين خرجوا في سبتمبر وقتلوا لم تكن حناجرهم الصغيرة تهتف إلا لأمر قد مسهم في معايشهم وحياتهم .. فقتلوا بغير رحمه , ولكن برنامج المٍشاطه باقي . الغريب في الأمر ان الذين يوصدون أبوابهم ويحتسون قهوتهم بمزاج معالي مع ذلك البرنامج ينكرون سماع ما يقال فيه اذا قيل من أخ ( ليس منهم ) ولكن من أخ لهم فكلهم آذان صاغية وهكذا .. فإنهم لدنيا قد عملوا وليسوا للدين فداء . اقر مقدم البرنامج ان المشاهده تتصاعد يوميا" فنبشر صاحب البرنامج ومن ورائه النظام ان حديثه بغير جديد لطائفه عريضه من الشعب السوداني ولكن قد يكون جديدا" لآذان اعتادت الطرب على انغام المدح واعتادت على الترف في كنف النظام اذ ان انهيار النظام يعني انهيار مصالح شخصيه ومكانه اجتماعيه فرضت على المجتمع فرضا" بتقديم ما حقه التأخير وتأخير ما حقه التقديم ( ولا شنو يا حسين ) . [email protected]