(كانت المرأة الأريترية في قيدها حينما وضعت طفلها بعد ساعات فقط من تعذيبها بواسطة خاطفيها . لقد أعطوها قطعة معدنية صدئة لقطع الحبل السري ثم واصلوا ضربها بشكل يومي ، مطالبين بفدية مقدارها 35.000 دولار أمريكي من عائلتها . كانت المرأة البالغة من العمر (25) عاما والتي عرفت بالحرفين (ه. ت) حينما أجرى معها الباحثون المقابلة ، واحدة من حوالي 25.000 – 30.000 وقعوا ضحية لشبكة واسعة من التهريب والإبتزاز في إقليم سيناء المصري ، حيث أحتجز الاف اللاجئين الأفارقة في معسكرات التعذيب بينما هم يسعون للهجرة إلى إسرائيل) . توصل تقرير جديد قام به ثلاثة باحثون أوربيون ، ينشر الأربعاء إلى أن معسكرات التعذيب وحلقات التهريب قتلت على مدى الأربعة سنوات الماضية ما بين 5.000 – 10.000 لاجيء ، معظمهم من أريتريا الدولة الفقيرة . الضحايا هم من بين المد المتصاعد للهجرة البشرية اليائسة التي قادت إلى المأساة والمعاناة عبر البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا . في أكتوبر مات أكثر من (360) مهاجرا أفريقيا حينما إنقلب قاربهم بالقرب من جزيرة (لامبيدوزا) الإيطالية ، فيما أصبح عشرات الألأف من المهاجرين الأفارقة الذين لجأوا إلى إسرائيل هدفا للإضطرابات العرقية والتهديد بالترحيل الجماعي . إن أريتريا التي تعتبر واحدة من أفقر الدول الأفريقية ، تحكم بواحد من أكثر الأنظمة قمعية في العالم فقد وصفت (هيومان ووتش رايتس) البلد بأنه (سجن كبير) للعمل القسري والإعتقال التعسفي وقد فر مئات الألاف من البلاد في محاولة للوصول إلى أوروبا أو إسرائيل ، تاركين أنفسهم عرضة للإختطاف والإبتزاز بواسطة عصابات لا تعرف الرحمة في كل من السودان ، مصر ، ليبيا وحتى أريتريا نفسها . لقد تعرض الكثير من اللاجيئن وبشكل روتيني إلى التعذيب والإعتداء الجنسي من قبل خاطفيهم بغرض الحصول على فدية وفي كثير من الأحيان يجبرونهم على التحدث إلى أقاربهم من الهاتف وهم يعذبون وذلك لزيادة الضغط العاطفي على عوائلهم كما يقول التقرير . بناء على عشرات المقابلات المفصّلة مع الضحايا والخاطفين فإن التقرير يعتبر أول محاولة لتقديم تقدير دقيق لقائمة الضحايا . لقد قام بالبحث ناشط سويدي مهتم بحقوق الإنسان ، يتخذ من أستكهولم مقرا له هو (ميرون إستيفانوس) ومعه أستاذين يقيمان في هولندا وهما (ميرجام فان ريسين) و (كوني ريجكين) اللذين وثقّوا مآزق المهاجرين في صحراء سيناء لسنوات . لقد قدر أن حوال (50) عصابة تهريب قد إنتزعت (600) مليون دولار كفديات منذ عام 2009 ووفقا للتقرير فإن أكثر من 90% من الضحايا هم من الأريتريين . إن تصاعد أرقام في الموتى في سيناء مرعب فقد أقر أحد المهربين بأنه قتل جوالي ألف لاجيء وفقا للتقرير ، فيما تقذف أجسادهم في حفر غير معلومة في الصحراء تعرف بإسم (القبور الأفريقية) ، بينما يترك البعض الذين أنهكهم التعذيب ليهيموا في الصحراء حتى الموت . وفقا للتقرير فإن مسئولي الأمن في أريتريا والسودان بما في ذلك حرس الحدود وضباط الجيش متورطون بقوة في عمليات الإختطاف والتهريب . في بعض الحالات يجري إختطاف الضحايا في أريتريا ويقادون إلى السودان حيث يتم إخبارهم بأنهم سيباعون إلى عصابات التهريب إلى سيناء إذا لم يدفعوا الفدية . يقول التقرير أن مفردات (مستودع) و (مزاد) والمفاوضات حول سعر الرهائن هي من ذكريات عصر العبودية . يذكرالتقرير كذلك أن الضحايا خضعوا إلى تعذيب سادي (الحرق ، الضرب ، التعليق ، تقطير البلاستيك المذوب ، الصعق بالكهرباء ، التشويه ، الإغتصاب وقطع الأيادي والأطراف ) . إن قصة (ه. ت) قصة نموذجية فقد غادرت أريتريا وهي حامل في شهرها الخامس وسافرت إلى معسكر اللاجئين في السودان لمقابلة زوجها ، حينما إختطفها ضباط شرطة سودانيون قاموا ببيعها إلى أحد مهربي البشر إلى سيناء الذي كان يعذبها بشكل يومي . حينما وضعت مولودها لم يتكرم عليها خاطفيها حتى بإعطائها ماء وأكتفوا بإعطائها فقط قطعتين من الخبز يوميا . لقد تحررت منهم أخيرا حينما دفع أخواتها وزودها الفدية وقدرها 15.000 دولار بحسب التقرير ، غير إنها حينما حاولت الدخول إلى إسرائيل إعتقلها حرس الحدود وسلمت للجنود المصريين . كان عليها أن توفر مزيدا من المال لكي تحرر من سلطات السجن المصرية ، غير أنها رجّلت إلى أريتريا . لقد عاش طفلها الإعتداء والحرمان وسمته ( إلهام) . الرابط : http://www.theglobeandmail.com/news/...ticle15757184/