ما أن سمعت برحيل الزعيم الاسطوره نيلسون مانديلا الي مثواه الاخير ..حتي تذكرت كتابا كنا نقرأه في المرحله الثانويه حيث كانت كلماته وعباراته تستعصي علينا فهما ونطقا ...وغاب عني هذا الكتاب الغير معرب طوال سنوات ولم احظي باقتناءه الا قريبا جدا كتاب (ابكي يا وطني الحبيب)cry.The belived country لمؤلفه alan paton حيث يحكي فيه مأساه الرجل الاسود والمرأه السوداء او قل المجتمع الاسود الذي ذاق وبال الاستعمار الاوروبي الذي خلف قوانين وفصولا من التمييز بين اللونين الاسودين (السود والملونين) والابيض .. ولا تهمني القصه التي وردت في الكتاب لانها تحكي ما حصل هناك من احداث ودراما بقلم علي ما اعتقد ابيض غير منحاز ... ولكنني اريد ان اضيف امر قد يكون في غايه الغرابه لهذا الصراع التاريخي المرير والمؤلم والغير حضاري مسرحه التمييز بداع اللون والشكل (حتي لا يعتقد ان البيض فقط يقصدون الاسود لا الوجه الغير حسن ) فكلاهما من اليات التمييز العنصري ... ولان البيئه السودانيه هي الاشبه بدوله جنوب افريقيا من حيث التنوع والاختلاف والتباين في اللغه واللون والدين (قبل انفصال الجنوب) .ولان كذلك المجتمع السوداني المثقف ورث تاريخا مشوها عن التمييز بدافع اللون والدين مكتوبا في اهم دور التوثيق ويدرسونه في كل مراحل التعليم دون ان يلتفتو الي مصداقيه وواقعيه و عواقب ذلك ومع تزايد نسبه الثقافه بين ابناء الجنوب قبل الانفصال طبعا ازداد الوعي بما كانو يتلقونه من تعاليم كانت توثق لحياه اجدادهم واستعبادهم كما ورد في التاريخ ..ولكنني وبكل الثقه استطيع ان اقلل من اهميه ما جاء علي لسان المؤرخين (الاجانب) لاحظ تشابه الحال في الذين كتبو تاريخ جنوب افريقيا وتاريخ السودان كلهم من الاجانب....حيث ان معظم ما كتب كان تاريخا مصنوعا بدليل دعم هذا التاريخ بقوانين واطر ودعامات كنسيه تؤيد وتؤازر التمييز وتباعد بين الشمال وجنوبه أو قل بين الجنوب وشماله .. وحتي لا اطيل التعليق والتقديم في المقصود من هذه المداخله.. اقول وبمنتهي الجراه ان هنالك انكماش بين الثقافتين واللونين وتباين واضح جدا نعترف به أثر علي منقولات التاريخ الذي أثر واثري الساحه بلغه التمايز والتفاضل والتخاصم والقطيعه والقطيعه الاجتماعيه بالتحديد ... المهم اذا افترضنا ما يحدث من تمييز واسميناهو انكماش .. كان ذلك في تقديري عباره عن (رده فعل) قويه متصله متماسكه تغزي بعوامل الجغرافيا والثقافه من البيض تجاه السود اللون الغالب في الانسانيه بسبب ان السود( استعمرو واستعبدو) البيض الاقل عددا قرونا سابقات ليست بالقليلات والذين استفادو(اي البيض) من الدين والجغرافيا ليرجحو الكفه وينقلب الحال علي عقب .. هذه الافتراضيه ليست فلسفه فقط ولكنها تستند علي ادله تاريخيه موثقه وحقيقيه سواءا من الكتب السماويه أو تراث الانسانيه المكتشف حديثا و الجراءه في التفسيرات الحديثه والتأمل الاكثر جرأه في السير القديمه للانسان ... مثلا من كان يظن انه سوف يقرأ كتابا يؤكد فيه ان سيدنا موسي عليه السلام ولقمان الحكيم كانا رجلين اسودين وطبعا وبطبيعه الحال لا يمكن ان تكون الرسالات الخوالد الالهيه قاصره علي انبياء بيض فقط ..والا فان الاتهام بالتمييز لن يكون قاصرا علي الانسان وتجاربه بل سيطال الخالق المعبودجل شانه وغلب عدله طبعا لهذه القصه بقيه وبحوث ومقترحات لعلاج الازميه التمييزيه بين الانسانيه وللدين فيها الفضل وللسنه النبويه الهدايه طالب وباحث تاريخ [email protected]