الجيش الأحمر هو مجموعة من مليشيات تم تشكيلها من أبناء دينكا نقوك المنضوين تحت لواء الحركة الشعبية و هم جزء من جنود الجيش الشعبي لتحرير السودان من ابناء دينكا نقوك ، و قد نظموا أنفسهم تحت مسمى الجيش الأحمر . قامت هذه المجموعة بعدة عمليات خلال الشهرين الماضين استهدفت السيارات التجارية العابرة إلى منطقة ميوم على طريق دفرا ميوم ، كانت خلاصة هذه العمليات إغتيال أربعة عشر مواطناً شمالياً كان آخرها هجوم يوم 12 ديسمبر الحالي الذي أدى إلى إستشهاد ثلاثة من المواطنين إثنان من المسيرية و واحد من أبناء مدينة الأبيض و جرح خمسة آخرين في منطقة الشقاقة الزرقاء ، فضلاً عن حادث مهاجمة الرعاة في ام بلايل و اصابة اربعة أبقار على مسمع من قوات بعثة اليونسفا المناط بها حماية المنطقة من القوات العسكرية و حماية المواطنين حسب قرار مجلس الأمن ( 1990) يوينو 2011م. إن هذه القوة بنت خطتها على تنفيذ عمليات التسلل و القنص ، و تتحرك في مجموعات صغيرة تتكون من (10 إلى 20) عنصراً بهدف التخفي و سرعة التنقل ، و قد تسربت تصريحاتهم بأنهم يستهدفون إغتيال ألف شخص من المسيرية إنتقاماً لإغتيال السلطان كوال دينق مجوك في مايو الماضي ، و لكن الخطة هي خلق زعزعة أمنية بالمنطقة تجعل من مجلس الأمن يتدخل لوضع أبيي تحت الوصاية الدولية حسب ما طالب الدكتور لوكا بيونق بذلك سابقاً . خطورة هذه الخطوة تتمثل في إستمرار هذه العمليات في ظل تواجد القوات الأثيوبية بالمنطقة دون أن تتخذ أية خطوات لمنع ذلك ، مما يجعل المسيرية يعتقدون بتحيز هذه القوات لصالح الدينكا خاصة لو تم ربط ذلك بمواقف هذه القوات من مصادرة الأسلحة الخفيفة من المسيرية بما فيها أسلحة الخرطوش التي تستخدم للصيد ، و التشدد في المتابعة و الحد من حرية تحركهم في المنطقة ، الأمر الذي قد يولد ردة فعل تؤدي للاصطدام بين هذه القوات و مواطني المسيرية في ظل عدم تواجد أي مسئول من جانب السودان بالمنطقة بالعكس من الوضع في الجنوب حيث هناك إدارة حكومية متواجدة في منطقة أقوك و تدير عملياتها و متابعة هذه القوات بشكل يومي مما أدى لهذا الانحياز البين . و لو حدث صدام بين هذه القوات و المسيرية سيكون نجاح لسيناريو الحركة الشعبية الذي ظلت ترسمه و تنفذه بعناية مستغلة غياب جانب السودان ، بل نقول مساعدته في تنفيذ هذا السيناريو بوعي أو بدونه بسبب غيابه عن أداء دوره منذ تعيينه في 2011م ، و هنا ستدخل حكومة السودان في معضلة مع المجتمع الدولي تحصد نتائجه الحركة الشعبية سياسياً و إجتماعياً و أمنياً . و نحن بهذا المقال ندق ناقوس الخطر لننبه غفلة حكومة السودان التي كادت أن توردها موارد الهالكين بسبب إهمال ملف حساس مثل ملف أبيي و تركه في يد رجل غير مسئول و لا مدرك لمآلات هذا الإهمال الذي لا نبرئ منه مؤسسات الدولة السودانية السياسية و التنفيذية و التي تتعامل مع ملف أبيي كحظيرة أغنام يديرها راعي بلا رقيب ، و لم تعر صيحات وتظلمات المواطنين إهتماماً يشعرهم بأنهم في وطن يحترم إنتماءهم لترابه . و نحن من مسئوليتنا تجاه الوطن نطلق هذه الصيحة علها تغشى أذن تسمعها قبل فوات الأوان و حينها لا ينفع الندم بعد أن تقع الفأس في الرأس . اللهم أشهد أني قد بلغت .. أمبدي يحيى كباشي 18 ديسمبر 2013م [email protected]