تعانى معظم الدول الافريقيه من ازمه خانقه فى الممارسه الديمقراطيه .. وهى بالاساس ازمه فى العقل النخبوى .. ان الشعوب الافريقيه فى معظمها تركض نحو لقمه العيش ... وتوفير الحد الادنى للمعاش (ما يستر الحال ) الشى الذى جعلهم غير مباليين بمسارات السياسه وخباياها ودهاليزها .. وحسب التراتيب الانتمائيه نجد ان كل مجموعه تدين بولاء شديد لآصرة العرق .. والبعد القبلى وهى انتماءت تضر بالعمليه الديمقراطيه .. وتعبث بمراميها الساميه .. بل وتدفعها سريعاً نحو الارتداد لسالف عهود القبيله والدفاع عن مضاربها ... من بين الواقع القبلى المتجذر ورغبه النخب فى الحكم (بأى طريقه) .. تضيق فرص الديمقراطيه بل وتنعدم تماماً .. لان التربه غير صالحه لانبات حكم ديمقراطى ... دولة جنوب السودان ليست استثناء من هذه القاعده ... فهى ما زالت فى ميعة صباها .. كآخر دوله تنضم للعائله الدوليه ... وبعد استغلالها مباشره تم انتخاب حكومتها بواسطه شعب جنوب السودان و بعد كتابه دستور الدوله الوليده .. نص على ان الحكم يكون ديمقراطى .. الذين جاءت بهم صناديق الاقتراح غالبهم من الحركه الشعبيه التى قادت النضال حتى تحقق لهم الانفصال .. ولم يخبروا معانى التداول السلمى للسلطه .. و لم يحسبوا إن للسلطه شهوه جامحه ، ان تمسك بها من جلسوا على اريكتها (كنكشتةً) ، سيضيق بهم رفقاء السلاح .. لانهم فى حوجه كذلك للتمرق فى ابهتها وهيلمانتها .. لم تنعم الدوله الوليده براحه البال وظلت فى حاله تاهب قصوى لمبارزه من خرجوا على سلطان جوبا من زملاء الامس ، وهم كثر .. كما ان غبائنهم تجاه غرمائهم فى الخرطوم ، لم يخبو لهيبها الشئ الذى حرك كوامن الماضى الاليم .. وتحركت الجيوش من هنا وهناك لتدك الامل فى جوار آمن ... وتعبث بثروات اخوه الامس من الشعبين لاشباع حماقات الحكام من الجانبين .. بيد ان الصراع المكبوت قد برز بعد القرارات التى اتخذها سلفا كير رئيس حكومة جنوب السودان ، بتجميد نشاط امين عام الحركه الشعبيه بقان اموم .. الذى يمثل احد انتلجنسيا الحركه ويرى فيه جيل الشباب شئٌ من الزخم الذى يمثله (قرنق) .. كما تم ابعاد دينج الور وزير الخارجيه السابق واحد ابناء دينكا نقوك فى منطقه ابيي بتهم قالوها فى الاعلام ولم يخضع لمحاسبه ... وتطور الواقع بصورة دراماتيكيه بعد اقالة د رياك مشار من منصب نائب رئيس الجمهوريه .. كل تلك الاجراءات جعلت حاله الفرز المكبوت تدوى عاليةً بين معسكرى سلفا ومشار .. ليتفجر الموقف بعد انعقاد اجتماعات مجلس التحرير وينتهى كل شى بقتال خلف اشلاء فى داخل المدن وجرح قبلى لن يندمل قريباً ... لتوفر النديه بين طرفييه وهم الدينكا والنوير .. الذين لم تأريخ طويل من الحروب والثارات .. وللنخب بين القبيلتين دور مؤثر فى اشعال الحرو ب ... خدمه للاطماع الشخصيه وقطعاً لا تتماس مع الرؤى والافكار ... [email protected]