ثير من النساء يقعن ضحايا لما يعرف ب(تحرير المرأة) ،والتحرير بالضرورة هنا يعني مساواتها بالرجل ،وهو أمر يعارض ناموس الطبيعة ،فكل الحيوانات تختلف اناثها عن ذكورها نفسيا وجسديا بحكم الخلق ، وهذا الاختلاف هو الذي يجعل الطرفين ينجذبان لبعضهما ضمانا للاستمرارية.. قولوا لي ما الذي يجعل القوانين تجرم قتل النساء والاطفال ، ويتخذ قتل النساء ذريعة دوما لتأجيج المشاعر ،ما الذي يجعل الامر كذلك طالما هنالك مساواة ،في هذه النقطة تخرج الغريزة بلا تشويش وهنا تتجلى حقيقة كون المرأة لايمكن مساواتها بالرجل .. ما الذي يجعل المرأة تختبيء خلف الرجل بتلقائية اذا ما توقعت خطب ما . انا مع احترام المراة وحمايتها وليس مع مساواتها بالرجل ،فالمساواة لها مفهومها المغاير تماما . المفتونات بالحياة الغربية عليهن أن يبصرن ثم يرجعن البصر كرتين ليرين ما جنته النساء الغربيات من المساواة المزعومة .. تصبح المرأة ب(استرجالها) منفرة للرجل وهو ما يفسر انتشار المثلية هنالك .. وتفقد المرأة المسترجلة عطف الرجل فتصير ضحية لجرائم القتل والعنف والشرور بأنواعها .. ويكثر الطلاق بصورة مريعة فينهدم كيان الاسرة ويتفكك المجتمع .. وكلها مشكلات تعاني منها المجتمعات والمرأة الغربية ،التي هي أقل سعادة من النساء الشرقيات حسبما جاء في العديد من الدراسات الاجتماعية المقارنة التي اجرتها المعاهد والجامعات في الولاياتالمتحدة .. المرأة تتوق لعطف الرجل وحمايته واهتمامه ،فإن فقدت ذلك تفقد سعادتها ، فدعوات المساواة تلك حققت للمرأة ما تصبو اليه لكن كان ذلك خصما من علاقتها بالرجل ، فيندر أن تستمر علاقة صداقة أو زواج لعمر بكامله في مجتمعات الدول الغربية الاكثر تحررا،فعمر الزواج هنالك لا يتعدى بضع سنوات في الغالب الأعم وهو أمر لايؤثر في الرجل بذات القدر الذي يؤثر فيه على المرأة .. المرأة الغربية تتعطش للحب الذي تجده نظيرتها الشرقية ولا تجده هي، فالرجال هنالك باردون عاطفيا والنساء يعشن تعاسة تقود كثيرات منهن الى الانتحار أو الاصابة بالامراض النفسية رغم ما يتبدى من تطور مادي ظاهري ، الذي هو كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءا .. وهنا في السودان يمكننا أن نجر مقارنة بين نسب الطلاق في المجتمع السوداني قبل وبعد دخول الفضائيات وقبل أن تتأثر النساء والفتيات بالقيم الغربية والتقاليد المصرية التي هي امتداد للحضارة الغربية المتحررة من ناموس الطبيعة ، والتي باتت تشكل ذهنية الفتيات هنا من خلال السينما والدراما ، فأصبحت تصرفاتهن انعكاسا جليا لها .. تفشي الطلاق في المجتمع السوداني لدرجة أن بات ظاهرة، يغنيني عن الاسهاب في القول ، فما الذي يجعل شابا ينفق ربع عمره في جمع نفقات الزواج ثم ينتهي امره بالطلاق بعد شهور او بضع سنوات قليلة ! انها ضريبة اعتناق االقيم الغربية ، والتصارع الرهيب بين معتقداتنا الدينية وما تأتينا به هذه ، لدرجة أن تجد الفرد مضطربا في سلوكه وكأنه يعاني من انفصام في شخصيته.. أقواله تناقض افعاله .. [email protected]