أدع الشعب لإسماع صوته عبر قناتك لو كنت صادقاً ما حصل أي تمكين هكذا يقول الإعلامي حسين خوجلي في إحدى آخر حلقات مراجعاته.وفيها يقول متحسراً أنا ندمان إلا على إني اشتغلت صحفي ما متأسف في حياتي على شي إلا إني بقيت صحفي قنبنا نكتب وعلينا ناس ما بيعملوا أي حاجة وصلونا لي أسوأ درك ممكن. الدخلنا في كارثة الإعلام دي شنو ؟عملنا الجبهة الإسلامية وكسرنا الديمقراطية فاكرين حنجيب لينا ناس يفتحوا لينا جنوب أفريقيا . ومضى حسين خوجلي في ذم من علاهم بقلمه فقال : كل زول فيهم خايف على وظيفته سمقوا مادياً وسقط السودان. وتحسر على كون هؤلاء لايملكون عشرة في المائة من حب الوطن. من كلام الإعلامي الكبير حسين خوجلي لو كان صادقاً واعترافاته التي تبدو كاعترافات المسيحيين في الكنائس أمام القساوسة نمسك بجملة واحدة هي (كسّرنا الديمقراطية ) بتشديد السين فلو أنك تعترف يا حسين خوجلي بأنك ساهمت مع غيرك من إعلاميي الجبهة القومية الإسلامية ( جاق) في تكسير الديمقراطية فيمكنك الآن تصحيح الوضع بأن تساهم بقدر كبير في استرجاعها فلديك قناة فضائية مجهزة وجاهزة والمعارضة بالداخل ينقصها صوت فلتدعها لبرامج (توك شو) من صنعها هي بدون رقابة قبلية مثلما هو الحال من عدم الرقابة على برنامج (مع حسين خوجلي) فلتدعها خاصة الشباب منهم المعارض بكل ألوان طيفهم ولتجعل من قناة أم درمان صوتاً للشعب لا تغرد فيها وحدك هل تقدرعلى ذلك؟ هل تذكر محطة التلفزيون الأهلية العميري وصحبه الذي زلزلوا كيان البث الرسمي؟ فلتبدأ التصحيح من هناك.وإلا فإن الاتهام الذي اعترفت به بنفسك واعني تكسير الديمقراطية سيك سيك معلق فيك, قلبنا مع إنسان السودان الجنوبي السودان الجنوبي – وهذا هو اسمه الصحيح- ينزف وهو بلد يهمنا بالدرجة الأولى وهذا يتضح من انشغال الجميع به وبالصراع الدائر هناك لا باعتباره بلداً مجاوراً أو صديقاً أو شقيقاً أو غيره بل لأنه قطعة من لحمنا وشريان رئيس من دمنا. بلد هذه حاله يعنينا فرضاً وواجباً وقد رصدت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بالدفاع عن حقول الإنسان انتهاكات عديدة ارتكبت في جنوب السودان من طرفي الصراع وقالت عن الجيش الحكومي الرسمي يستهدف المدنيين في قبائل النوير وجنود من قبائل النوير من نفس هذا الجيش يستهدفون المدنيين في قبائل الدينكا وهكذا يصبح بعد حين القتل على الهوية وما كوارث التطهير العرقي في رواندا وبوروندي ببعيدة عن الأذهان . ما يجري في جنوب السودان يستدعي ما هو أكثر من التعاطف بالقلوب الرصد. أوباما يرسل قوة صغيرة للسودان الجنوبي عن وكالة اسوشيتد برس فيما يلي ترجمة لما نشرته صحيفة واشنطون بوست صباح أمس الجمعة: أرسل الرئيس الأمريكي باراك أوباما فرقة عسكرية صغيرة قوامها 45 عنصراً إلى جمهورية السودان الجنوبي للمساعدة في تعزيز الأمن في السفارة الأمريكية وسط تصاعد حالات العنف في هذه الدولة الأفريقية الوليدة ففي رسالة وجهها للكونجرس قال الرئيس الأمريكي إن هؤلاء الجنود قد تم إرسالهم للسودان الجنوبي يوم الأربعاء وهم بأسلحتهم استعداداً لأي اشتباك والهدف من إرسالهم هو حماية المواطنين الأمريكيين والممتلكات الأمريكية وسوف يظلون في السودان الجنوبي حتى تتحسن الأوضاع الأمنية هناك وقال أوباما في رسالته للكونجرس إن السودان الجنوبي يقف على حافة الخطر فالقتال الجاري حالياً يهدد بإرجاع هذا البلد إلى ماضيه والأيام المظلمة التي عاشها في السابق.ودعا الرئيس أوباما إلى إنهاء العنف وحث قادة جنوب السودان بأن يظهروا الشجاعة ويعربوا عن التزامهم بالسلام. وكان العنف قد اندلع في أحدث دولة في العالم في ليل الأحد الماضي حين انقسم الحرس الرئاسي على أساس إثني وبدا العنف في العاصمة جوبا ثم انتشر في بقية البلاد وكانت حكومة الولاياتالمتحدة قد أخلت سفارتها في مطلع هذا الأسبوع من موظفيها من غير موظفي الطوارئ وعلقت العمل في السفارة على الرغم من أن السفارة لازالت تستقبل طلبات المساعدات الطارئة من الأمريكيين وفي يوم الأربعاء عمل البنتاغون على ترحيل 120 أمريكيا من الدبلوماسيين وغيرهم بطائرات حربية وحذرت وزارة الخارجية الأمريكية الأمريكيين من السفر للسودان الجنوبي. وقالت وزارة الخارجية إن مواطني الولاياتالمتحدة الذين سيبقون رغم هذه التحذيرات عليهم القيام بأمنهم الشخصي بطريقتهم وأن يراجعوا قرارهم بالبقاء في جوبا. أيها السودانيون الكاتب الفنان بهنس رحل قد لا تعرفونه أنا أيضا لم أتعرف عليه شخصياً لكن تعرفت على روايته الفريدة (راحيل) التي أظهر فيها قدرات روائية فذة فهو كاتب روائي وعلى رسمه بالضوء الذي احتفى به عمدة منطقته بجنوب باريس فدشن له معرضاً به حيث كان الراحل بهنس يعيش مع زوجته الفرنسية فمحمد حسين بهنس رسام ومصور اختط نوعاً جديداً قال إنه تأثر فيه برسام ياباني وتجدون العديد من تلك اللوحات الضوئية التي ابتدر بهنس فنها في السودان بأرشيف موقع (سودان فور أوول ) لعام 2006م.في ثوان يقتنص بهنس من الضوء لوحة وهو فن له فيه تجارب مدهشة وصل بها للرسم بالضوء الملون.وبهنس شاعر وصور شعره مدهشة عن: الفوضى وشجار طفلين في ساحة روضة وعن : أهديك شنو؟ (أهديك ولا شي واقطع وديان السهو مشي) محمد بهنس أم درماني مات في الثالثة والأربعين من عمره بشوارع القاهرة وقد وجدوه يوم 12 الجاري ميتاً في الشارع وهو مجمد من البرد في موجة البرد التي تجتاح القاهرة هذه الأيام وهي موجة لم تر القاهرة مثلها فيما يقول الأرصاد الجوي هناك منذ مائة واثني عشر عاماً. وبهنس موسيقي يعزف على الجيتار ويغني وهكذا فهو فنان سوداني متعدد المواهب شامل مثل العميري وكلاهما رحل مبكراً وهو أيضاً مثل أبوذكرى وأميقو وحميد و عمر خيري وعلي المك والخاتم عدلان ونزار أحمد أيوب ونجم الدين محمد نصرالدين أصحاب المشاريع الإبداعية الفكرية التي لم تكتمل وآلمنا غيابهم في الرحيل الموجع وغير هؤلاء من المبدعين والشعراء والمفكرين في رحيلهم المؤلم المباغت الموجع وأكثرهم لم يرقدوا على سرير المرض. يقول بهنس عن نفسه (أنا اسمي محمد حسين علي صالح,وبهنس هو لقبي منذ الصغر;لأنني الظاهر كنت اتبهنس). كان بهنس يعيش في باريس مع فنه وزوجته الفرنسية ثم عاد لظروف خاصة للسودان ومنه قبل سنتين سافر للقاهرة وهناك صار يعاني من ظروف خاصة قاسية وعن ذلك كتبت صحيفة الدار في شهر نوفمبر الماضي : وهي تنوه عن حالته بالقاهرة وتشير على خمسة أشخاص ماتوا بالقاهرة في ظروف إنسانية بائسة كتبت الصحيفة فيما يشبه النبوءة تقول: (الدار تقرع ناقوس الخطر وتدق جرس الإنذار لأكثر من مرة وتنبه المسئولين عن ضياع مثل هؤلاء الشباب الجميل وتناشد أسرة الفنان والأديب محمد بهنس وأصدقاءه خاصة الدراميين والتشكيليين الموسيقيين بأن يسارعوا من اجل عودة بهنس إلى حضن الوطن سليماً معافى وتطلب الدار من الرجل الفنان على مهدى نورى الأب الشرعى لكثير من هذه الحالات الإنسانية والفنية للتدخل الفوري والعاجل خاصة وأنه قريب جداً من كبار المسئولين برئاسة الجمهورية إنقاذا لأبن السودان الفنان بهنس ونحن في الانتظار) . وبعد نشرت اليوم السابع بأنه بهنس مات جراء ضربة بجسم صلب فوق الرأس وعلى أهله والمقربين منه التحقق من هذا .أما ما حذرت منه صحيفة الدار فيبدو انه قد سبق السيف العزل فمات محمد حسين بهنس وحيداً في ليل الشتاء الطويل بلا دثار من تعاطف أو محبة.لكن كثيرين يحتفون بفنه وهو لم ينل منه كما لم ينل الرسام فان جوخ شيئاً. وداعاً محمد حسين بهنس يرحمك الله . ___________________ إطلالة السبت 21 ديسمبر 2013 نشرت بصحيفة الخرطوم [email protected]