اليوم نرفع راية استقلالنا ويسطر التاريخ مولد شعبنا يا إخوتي.. غنوا لنا.. غنوا لنا كنا نرددها في اعياد الاستقلال في المرحلة الابتدائية،وكان الامل يحدونا بيوم دا اجمل وابهى من صدق ما نسمعه وصدق ما يقولوه لنا مدرسينا بأنه سوف يكون هذا العام الذي استقبلناه سيكون عاما كله خير ،وكان الصدق في كل شيء من حولنا ، المتدين صادق والسكير صادق وحتى الكذوب صادق ،أعني انه لا يوجد نفاق لم نكن نعيش في المدينة الفاضلة ولكن كان الصدق هو العنوان العريض في حياتنا، نجوب الوطن من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه حياة مترعة في الالفة والحميمية اذكر جيدا كان لنا ابناء عمومة تجار يتحدثون عن انزارا واخرون عن نيالا وغيرها من المدن التي كانت عبارة عن حاضنات لكل الشعب من غير اي امتنان و كانت الفتيات تتباهي بحلم زوجها ( يا مغترب يا تاجر غرب) ، وكان الاب هو العائل الرئيسي والرسمي للاسرة سواء كان عامل او مزارع او موظف او عسكري ،كانت الهجرة هي الشذوذ عن القاعدة كنا نعيش مرحلة استقرار عام سواء كان اسري او فردي ،هناك الفة وتداخل و تعدد اثني في اي رقعة جغرافية سواء كانت مدينة او قرية كنا نعيش في هارموني من غير تناقض او نشاذ ، وفي قمة هذه التوليفة الجميلة للشعب ظهر في الافق نظام انقض ببشاعة على الوطن نظام منذ بداياته كانت واضحة هي هدم كل ما توارثناه وطورناه جيلا بعد جيل من تعايش وتقبل لتنوعنا والتعايش معه بصورة محترمة ،نظام شاذ غريب مكفهر عابس الوجه عصاه الدين وجذرته التمكين لكل عابر الى ضفته اليباب ، حصل الفرز وظهرت مهلكات الامم من قبلية وعرقية وجهوية و لعب على الوتر الديني ،اصاب الوطن حالة مخاض عسيرة وولد فأرا ،ولكن الولادة لم تكن سهلة بل كانت عسيرة ومرة ومرهقة جائتنا بمولود كسيح مريض مشوه هذا المولود برغم تشوهاته اصر ان يتواجد بيننا ربع قرن ،في هذا المدة التي قضاها ومازال بيننا داوم على زرع الفرقة والشتات والهدم للوطن والانسان بشكل بشع ، تخبط وعشوائية في الاقتصاد والسياسة وكل انماط الحياة ، وبرغم سواءاته وعجزه في قيادة الوطن ولكن نجد منظروه مصرون على تجميل الوجه القبيح في اعلامهم او تدوير الوجوه القبيحة التى مللنا اشكالها و مخرجاتها ،اتت الى هذا النظام فترات رخاء من عوائد النفط ولكن بعامل الجشع والفساد والتفكير الطفيلي ضاعت هذه الثروات التي هي ملك الشعب على نزواتهم وفسادهم وطمعهم ،وكانت هذه الثروة المهولة عامل تدهور ودمار للوطن وليس رفعة له ،وبعد مرور 24 عاما وصلوا لي قناعة بانهم لابد من التعديلات في سياستهم والاتيان بوجوه جديدة حتى تقود دفة الوطن في ظل افلاس بائن وكساد ملاحظ ،لن تنفع هذه الوجوه الجديدة القديمة لأنها من نفس هذه المدرسة التي اوردتنا الهلاك والمثقبة والجوع والقتل والتهجير ، انتم افشل ان تعبروا بهذا الوطن الى ضفة الحياة ، انتم افة حلت على الوطن ونحن مشاركون فيها بكل اطيافنا المعارضة بسبب هواننا وضعفنا وهروبنا، ولكني واثق سنرى الشعب الذي اهدرتوا كرامته سيثور عليكم ويرمي بكم الى مزابل الناريخ وعاجلا لأنكم استنفزتم كل اسباب حياة جنينكم المشوه ،، ربع قرنا وحصادا يبابا ، ربع قرنا والحصاد المر ، انها دعوة الى ما تبقى فينا من جينات كرامة موروثة ان نوقف هذا العبث بالوطن ، اعرف جيدا ان الطريق ليس سالكا ووعرا ولكن ان كبرت الاهداف ستهون كل المصاعب ، دعونا نتعاهد ان يكون 2014 وبمجرد ترديدنا لنشيد الاستقلال ان نطبقه عمليا في الشارع ثورة على هذا النظام البغيض ،واذا قويت العزيمة تتحقق الاهداف ، كل عام وانتم بخير كل عام والوطن عائد الى حضنه بعد سنين الغياب عام سعيد والوطن معافى من هذا السرطان الذي حل بجسده ---------------- مودتي علي ادم دفع الله [email protected]