عند الفيضان تطفو خفيفات و توافه الأشياء من حيث ترى – إن كانت ترى – أن طفوها ارتقاء و أن شهرتها سمو و لكن تبقى الحقيقة إلا أن يكون الأمر جميعه (سماح جمل الطين) بالونة منظرٍ بلا مخبر تفرغ هواءها الفاسد أشعة الشمس أو رأس دبوس صغير ثم يتكوم ذاك البالون بلا حول و لا قوة تدوسه الأرجل كأن لم يكن. كما الطيور على أشكالها تقع .. جلس الهندي – دعيِّ الصحافة – على ذات السرج الرخيص – سرج أجراء الكيزان – ثم صار يصف آراء الآلاف المؤلفة من مرتادي المواقع الشبكية ( بأنها هطرقات و سفاهات) ثم أردف يصفهم (بصعاليك الأون لاين) و قال إنه لا يملك وقتا يضيعه و أن لا حاجة به إلى مطالعة (تعليقات أميي الإنترنت و مرتكبي جرائم الإملاء و أنها – تلك التعليقات - لن تجد حيزا و لو صغيرا في برنامج متابعاته اليومية) و وصف من ينقل إليه – متبرعا – تلك المقالات و التعليقات بالبريئين و البلهاء ثم يرد عليهم بأنه لم يقرأ و لم يسمع و عندما يردده الناقل على مسامعه تكون إجابته الحاضرة أبدا ( خليهم يقولوا .. أنا قاعد .. و زايد). أما الذي سر باله و أثلج صدره أن الصحافة المصرية مهتمة بما يخطه قلمه. لن نرفع حواجب الدهشة أو نفغر أفواه التعجب فأنت خِرِّّيج مدرسة البشير و نافع في البذاءة و النيل من الشعب السوداني و تكون فوّت على نفسك شرف أن تقرأ و تتعلم من تلك المواقع مقالات صادقة و تعليقات تلامس سقف الاحترافية من كُتّابٍ شرفاء لا يرجون عطية .. أحرار .. لا يرهنون ذواتهم و لا أفكارهم لسيد .. همهم الوطن. هؤلاء (الصعاليك) أصحاب إباء و أنفة و تلك (الهطرقات و السفاهات) منهم إنما هي سهام صادقة .. كشفت و عرّت الفاسدين و المفسدين و ما أنت إلا مجنّد تحاول عبثا وقف تيارهم الذي لن يعصمك منه الإيواء بجبلهم الزبدي الزائل بإذن الله. ما كنا ندري أن زمنك ثمين و ما كنا ندري بأنك سيبويه زمانه تتأذى لجرائم المخطئين في الإملاء و لكنا نقول لك إن قيمة الإنسان لا تحطها أميته و لا يرفعها علمه و ثقافته فنبينا أمي كما كان أجدادنا و جداتنا الذين نحن من أصلابهم و أرحامهم .. ما حاجتي إلى صحة الإملاء و الكتابة ممن فكرته عميقة و فعالة؟ و أنت أيها الهندي .. بافتراض ما تملك من علم و ثقافة .. ماذا أفدت الناس غير المشاتمة و المنابذة؟ و هل أسهمت بحبة خردل من النفق الذي أدخلنا فيه من ترضيهم صباح مساء؟ ثم ما حاجتك إلى نشر صحيفتك على النت و أنت تصف من يخالفونك الرأي بالصعاليك و أن آراءهم لا تزيد عن كونها هطرقات و سفاهات؟ بل و أفردت نافذة للصعاليك أن يدلوا بهطرقاتهم و سفاهاتهم .. لكنهم لم يفعلوا .. فأينا الصعلوك و أينا صاحب الهطرقة و السفاهة؟ أما حديثك عن أم الدنيا و انشغال إعلاميوها بما تكتبه فليس لاستحقاق و أهلية بل لأنك ترقص على إيقاعهم و تعزف على أوتارهم و لن نستغرب إن هم استضافوك فأرضيتهم و أسخطتنا .. و نحمد الله أنك لست صاحب قرار و إلا أوردتنا تعميقا فيما ورطنا فيه رهطك من الحاكمين. أنت مخدوع إن حسبت أن إطلالاتك التلفزيونية بين الفينة و الفينة نابعة من أهميتك و عمق فكرك و رؤيتك للأشياء و لكنك أداة كيزانية تحركك أصابع طالما أنت طيع هين المقاد. و إن وجدت صحيفتك رواجا فلأنها تُباع مقفلة و ترمى كذلك و أنت و أنا و الكل يدري من الذي يدفع الثمن. و حين يبزغ فجر جديد ستكون أشعتها جاهرة للوطاويط حتى في كهوفها و عندها لن يكون ظلام لتمارس لعبتها الخبيثة مستورة بثوبه. [email protected]