أولاً: لا يوجد خطاب ثاني او ثالث كما ان خطاب البشير هو الخطاب الاصلي ولا يوجد غيره وهذا الخطاب يتماشي تماما مع الخط العام لحزب المؤتمر الوطنى وهو (المكر والخداع) ولو وجدنا أي خطاب آخر يكون هو النسخة المزيفة وذلك لما علم (التمكينيين) بأن الله خذلهم بهذا الخطاب وكشف مكنونات صدورهم وروحهم الثعلبية بدأ التمكنييون يروجون (لفرية) أخرى بوجود خطاب آخر وهذا بمثابة العذر الذي هو أقبح من الذنب حيث أن (الفرية الأولى) أنهم دعوا رؤساء الاحزاب وتفاهموا معهم على شي ويعلم التميكنيون في قرارة انفسهم بعدم وجوده اساسا في خطاب البشير المخذول ولا في غيره من الخطابات التي يبشرون الشعب بها وهم يبشرون (بقية افراد المؤتمر الوطني وأن المعنى بهذا الخطاب فقط) وأن الامر كله مجرد خدعة كبيرة واستمرار لنفس الخدعة الاولى فهم استمرأوا الخداع والكذب فلن يتركوه ابداً لأنه يحقق مآربهم كما أنهم تعودوا عليه ورحم الله المتنبي حين يقول (لكل أمرئ من دهر ما تعودا). ثانيا : ان الروح الثعلبية وتبييت النية الماكرة واضحة جدا في هذا الخطاب فهم يسمون الاشياء بغير اسمائها (مثل الاحابيل وهي الحيل والوثبة هي القفزة بمكر في الهواء) مثل وثبة القط او الثعلب وهي من الكلمات المرتبطة بالسلوك الحيواني اكثر منها بالسلوك البشري كما ان كلمة احابيل ووثبة لم ترد في القرآن والسنة وهو مرجع الذين كتبوا الخطاب وهي كلمات غريبة يخفون ورائها مآرب شتى وهم بذلك نافسوا اليهود اذ قال الله لهم قولوا حطة نغفر لكم خطاياكم (قالوا حنطة) وكانوا يدخلون على رسول الله (ص) يقولون (السأم عليك) يلوون بها السنتهم وهم يقصدون الموت... الخ ثالثاً: خلو الخطاب من الاستشهاد بالقرآن الكريم او احاديث الرسول (ص) وهي مرجعيتهم التي يتشدقون بها. رابعاً: لم يتضمن الخطاب أي اشارة لقتلى المتظاهرين العزل في سبتمبر الماضي وتعويض اسرهم بالديات المقررة شرعاً او طلب العفو او تحمل المسئولية عنهم في الوقت الذي يخطاب فيه البشير قبل اسبوع واحد احتفال منظمة الشهيد وامهات الشهداء الذين ماتوا في المعارك الحكومية الآخيرة وغيرها مشيراً اليهم بقوله أننا ماضون في درب الشهادة والجهاد .. ولا ادري اي جهاد يعنى. خامساً: تضمن الخطاب المخذول ما يسمى بدعوة للحوار فحتى هذه الدعوة الهلامية لم يحدد سقفها ولا كيفيتها ولا آلية تنفيذها او فترتها او جدول اعمالها كما لم يٌشر الرئيس او يٌبشر الى وجودها أصلاً مع العلم بقولهم ان الخطاب تم اعداده منذ يونيو الماضي اي منذ اكثر من ستة شهور لذلك فهي دعوة هلامية للحوار المفضي الى لا شئ سوى تضييع الوقت بالوعود لحين الإنتخابات القادمة (Wasting time) وصدق الله العظيم حين يقول (ولو أرادوا الخروج لاعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا ما القاعدين) سورة التوبة. المعروف ان حكومة البشير تقول ما لا تفعل اطلاقا بل تفعل عكس ما تقول تماماً وقد ذكر مؤخراً بالقضارف بوقف التمكين ولا يوجد (تاني ما في اولاد مصارين بيض او بدريين) وهو اعتراف واضح صريح جداً بالظلم ولكن الواقع يقول غير ذلك بل ان الامر ليس في يده لا التمكين ماضي بوتيرة سريعة جداً مع اقتراب الإنتخابات المقبلة لان المؤتمر الوطني يعلم تمام العلم ان وصول حكومة اخرى الى سدة الحكم بأي صورة كانت قومية او عن طريق الإنتخابات يعنى افتضاح امرهم لأنهم جاثمين على أسرار خطيرة لا يعلم مداها الا الله وبذلك فإنهم لن يتنازلوا عن الحكم لاي سبب من الأسباب وهذا يعنى استمرار الخداع. عبدالرحيم محمد عبد الكريم [email protected]