كما تقول الاغنيه السودانيه -اسبوع تمام- فقد مضى اسبوع على خطاب الرئيس الموصوف شعبيا بخطاب الوثبة ولم يلح في الافق اي اشارة لأي تغيير في اي شئ وكل الامور تسير كما كانت تسير من حيث الاقتصاد او الحوار او السلام او الاندغام كما قال رئيس الجمهورية الهمام. لكي نقتفي اثر الرئيس ولكي نحدد ما اللذي يتوقع منه لابد لنا من الرجوع لنتفكر في ماضي الرجل وكيف وصل الى هنا فالرجل وصل للمنصب لانه قدم له كبديل لاخر ارتأت الجبهه القوميه -صانع انقلاب89- انه البديل المناسب لفترة ارتأت انها في حوجه لوجوده في المقدمه وبذا فهذه اول بادرة اثرت في رئاسة الرجل فهو لا يعتبر نفسه مسؤولا -في قرارة نفسه-الا بالشكل الصوري لأن هناك دائما من عليه العمل والتفكير والتخطيط وله هو الظهور في الاطار في كل امر وبالتحديد باشكال الاحتفال والتكريم والتبجيل وهذا كل شئ امر اخر اثر كثيرا على شخصيه الرجل وهو هول المفاجأة-وليسمح لي كل من له رأي اخر- فالعميد عمر حسن ولو كان يعرف بتخطيط الانقلاب لم يكن يتصور ان يتولى رئاسه البلاد ثم ينجح في الاستمرار -بالمراوغه احيانا وبالغدر احيانا- لربع قرن من الزمان صور له انه يستطيع ان يكسب ازمان وازمان ودائما بنفس الاسلوب, والمفاجأة الواقعه عليه شخصيا يصاحبها خوف ووجل اعتراه منذ الخطوات الاولى وهو يقود سيارته عابرا بها جسر القوات المسلحه قادما من منزلهم بكوبر باتجاه القيادة العامه وقد تكرم الرئيس بنفسه وذكر ذلك في حوار معه قبل سنوات وانه ظل يراقب سيارة ما كانت تسير خلفه وكان شعورة ان الامر انكشف وانه قد يتعرض للقبض عليه فاصبح يسارع حتى اطمأن انه وصل للقيادة العامه, ولحظة ميلاد المسؤوليه صاحبها هذا الشعور ولم يصاحبها الشعور بالثقه ولا بالتحدي ولابتحقق الحلم ولا بالتفكير بتنفيذ البرامج الاقتصاديه والعمليه كما يفعل سائر الرؤساء حين يستلمون السلطة بل صاحبها الشعور منذ اللحظة الاولى بالخوف والتردد وان هناك من يدبر كل شئ عليه فقط ان يصل في الموعد ليستلم ويقرأ البيان وغير ذلك فالرئيس شخص بسيط ذو ثقافه بسيطة وذو خطاب مباشر كثيرا ما يتعب السياسيين انصاره لانه في الاصل ليس سياسيا وهذه البساطة اضافه لامور اخرى جعلته قريبا من الناس -ذات يوم- وهذا القرب صور له انه معصوم وانه لا بديل له وبذا بدأ يستقل عن اقرانه وعن من اوصلوه للسلطه لكنه لايستطيع الانفراد لانه لا يعرف ماذا يفعل بخصوص اي امر لذا كان دائما ما يطرق السمع لاحدهم ودائما ماكان هم القريبين هو من ذا اللذي يستحوذ على اذني الرئيس والرئيس لم يصدق يوما ان الشعب اختاره ولذا كان بديهيا ان يولي بالرعايه كل اسلوب اوصله للسلطه وكل طريقه تساعده في الاحتفاظ بها فهو ككل البشر - عدو مالايعرف- وهو لايعرف ماذا سيحصل في الغد ومايهمه كيف ينتهي هذا اليوم اللذي بدأ للتو وان يكون موجودا حتى مغيب الشمس ان وفاء الرئيس للصدفه والاماني المرسله ووفاؤه للاسلوب اللذي اوصله للسلطه ووفاؤه للخوف اللذي صاحبه منذ اللحظة الاولى امر يستحق الدرس وفي ذات الوقت هو امر يكشف بعضا من شخصيه الرئيس [email protected]