تقاطرت جموع غفيرة من كافة فئات وشرئح الشعب السوداني ومكوناته واطيافه السياسية والحزبية الي مقابر البكري بامدرمان امس كان في مقدمتهم وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين والدكتور جلال يوسف الدقير ووزير العدل محمد بشارة دوسة وغيرهم جاؤا جميعا لوداع فقيد البلاد السياسي والمناضل الجسور الاستاذ غازي سليمان الذي اختطقته يد المنون ظهر امس الجمعة بالخرطوم وطوي جناحيه واستراح في رحلة ابدية بعد مسيرة عامرة وزاخرة بالعطاء وبالجسارة والشجاعة ,والنزاهة رسم خلالها لنفسه وضعا خاصا واستثنائيا وبني علاقات واسعة وممتدة مع كل قوي ومفاصل الشعب السوداني خاصم بشجاعة وتحالف بشجاعة اكبر كان وطنيا غيورا محبا لوطنه مخلصا لمواقفه وقناعاته صاحب قلب كبير رحيم في تعاملاته واصل في علاقاته . العديد من وسائط الاعلام تحاول وضع التوصيفات والاعتقادات عن شخصية غازي سليمان بعضها وصفته بالمثير للجدل وقدرة المهارية في جزب الاضواء وصناعة الدراما السياسية المحببة لدي الادوات الاعلامية وقالت عنه ايضا بانه نجم المنابر وسلطانها إثارة للجدل ، دائما محط الأنظار شغل الساحة السياسية ، فكانت تتلقفه أجهزة الإعلام المسموعة والمقروءة لآرائه المثيرة وتصريحاته الجريئة وتصويباته القويّة كما ذكرنا وظل غازي يصارع المرض اللعين على سريره بمزرعته بضاحيّة سوبا بعد مسيرة حافلة ، يتمدد جسده المنهك بعيداً عن ضوضاء وصخب المنابر والمسارح السياسية الي فارق الحياة ظهر امس . علاقات مع كل الطيف السياسي ..! ولان الفقد كان كبيرا وان الراحل كان قوميا واسع العلاقات بني لنفسه جسورا ممتدة تربطه باخرين فجاء كل الطيف السياسي لوداع غازي ..فتحدث وزير العدل محمد بشارة دوسة بان رحيل غازي يعني فقدا جللا للامة السودانية بعد ان وصفه بالشخصية المحورية علي المستويين المحلي والعالمي لاسهاماته المقدرة في كل الاطر السياسية والقانونية واضاف دوسة : لا ننكر ان غازي سليمان احد اعمدة القانون في السودان باعتباره مدرسة متكاملة اعطت الكثير للاجيال التي تعاقبت وامتهنت القانون ونحن ندعو له الله بالمغفرة والرحمة ووصفه الدكتور غازي صلاح الدين العتباني في حديثه "للانتباهة" بانه شخصية فذة ورجل نشط في كل المحافل السياسية والقانونية والاجتماعية والاقتصادية وقال ان شجاع في طرحه مكنته من بناء علاقات اجتماعية ممتدة مع كل مكونات الطيف السياسي السوداني معارض بطريقة "خاصة" .. الدكتور ابراهيم دقش وصف الراحل غازي بانه شخصية غريبة ونادرة وهو وطني بطريقته ويساري بطريقته ومناضل بطريقته وسوداني بطريقته وقانوني بطريقته ..وانا اعرف جوانب كثيرة في شخصية الرجل واعرف في الشجاعة والشراسة واعرف فيه كذلك جوانب انسانية كثيرة جدا وهو شيخ عرب ورجل وفاقي وكان قد عادي الانقاذ وكان اول المعارضين لها ثم اول المؤيدين لها ودخل سجونها ومعتقلاتها ولم يحقد عليها وكان وعندما صافي خصوماته مع الانقاذ صافاها حتي النهاية وغازي كان صاحب راي صريح لانه متصالح مع نفسه . ركيزة الدفاع عن الديمقراطية ..! وجاء اهل اليسار من الحلفاء القدامي للراحل .. فكان الرفيق صديق يوسف المتحدث باسم الحزب الشيوعي من بين الحاضرين في مراسم الدفن وكانت نظرة ورؤية الاخ صديق لغازي بانه احد اعمدة واركان الديمقراطية وحقوق الانسان في السودان وسنفتقده كثيرا في هذه المجالات وتشهد له الساحات السياسية والقانونية لوقفاته القوية والكبيرة لدعم الديمقراطية واعتقد ان غازي هو ركن اساسي من اركان الدفاع عن الديمقراطية في السودان بل كان احد ابرز المرشحين في الدورة قبل الاخيرة لنقابة المحامين السودانيين وذلك تقديرا لمواقفه القوية والبارزة في مجال الحريات وحقوق الانسان علاوة علي ذلك فان غازي سليمان له علاقات واسعة مع كافة الاطراف السياسية من اقصي اليمين الي اقصي اليسار وهو ليس محكوما بحزب معين واتمني ان يجتهد المحامين لملء المساحة الشاغرة للدفاع عن الديمقراطية التي خلفها رحيل غازي وتتعد الجوانب التي تشكل شخصية الراحل غازي بعضا من هذه الجوانب منظور للعام والاخر لا يدركه حتي الخاصة هكذا كان يتحدث عنه الشيخ حسن ابوسبيب فقال عنه انه كان مناضلا جسورا واسع الثقافة والاطلاع وله بصمات كبيرا في تاريخ السودان فهو شخصية اجتماعية وقانونية مقتدرة وسياسيا محنكا وكريما وهو من الاوفياء والخلصين لهذا السودان ومحبا له له مواقف ظل يعتز بها يحتاجه السودان في هذا الوقت . الاعتداد بالذات وبالوطن ..! وترحم الاستاذ امين بناني علي رفيق دربه في مجالات الحقل القانوني والسياسي ووصفه بان رجلا كريما وصادقا في كل مواقفه بدا حياته مناضلا سياسيا لا يخشي في الحق لومة لائم منذ ان كان طالبا في المدرسة الثانوية ببورتسودان وانهي حياته كذلك وكان الراحل يتمتع بعلاقات اجتماعية واسعة وهو كثير الاعتداد بحسبه ونسبه خاصة جده حامد ابوعصاية سيف وتجمعني به علاقات طيبة واعتبره استاذي في القانون والسياسة واعتقد ان السودان برحيل غازي افتقد احد اهم رموز الحركة الوطنية وكذلك الحركة الطلابية لم يكن حزبيا او صاحب انتماءا ضيقا بل هو رجل قوميا في كل مواقف وكان حريصا علي وحدة السودان شمالا وجنوبا اسال الله له الرحمة والمغفرة . جسارة في المعارضة والمصالحة ..! ويري المحلل السياسي والكاتب الصحفي ان غازي سليمان كان رجلا شجاعا ومنافحا في مواقفه في المعارضة وفي المصالحة وفي مجاله القانوني ايضا حيث كان له دوره ومواقفه التي لا تنحاز لمصلحة او لجهة معينة وانما ينحاز لما يراه حقا وهذا شانه وديدنه منذ ان كان طالبا في جامعة الخرطوم الي ان تخرج وعمل بالمحاماة ونشط في السياسة وكان معارضا للحكومة منذ ان كان في الحركة الشعبية وفي التجمع الوطني بالقاهرة ولكنه عدل مواقفه واصبح معارض للحركة الشعبية وللتوجه اليساري بشكل عام وانضم للمؤتمر الوطني في المواقف التي يراها صحيحة ومناسبة ولكنه لم يتخلي عن مواقفه الجريئة والواضحة . اما الاخ عابدين درمة حفار القبور الشهير قال ان غازي ترك له وصية خاصة وهي انه عند وفاة رئيس القضاء السابق حافظ الذاكي وتم دفنه في هذه المقابر ان غازي امسك بيدي واخذني الي مكان جوار قبر والدته وقال لي يا درمة انا اذا مت ادفني هنا وكان معه ابنه الاكبر وظل غازي كل ما يلتقيني يردد لي هذه الوصية وها نحن الان ننفذ وصيته بدفنه في حضن والدته وهناك وصية اخري اوصي بها غازي الدكتور ابراهيم دقش بان يصلوا عليه في سوبا ويرفع العزاء بعد الدفن مباشرة . هاشم عبد الفتاح [email protected]