تغيرت الان خارطات التحالفات التي اعترت الساحة السياسة بعد تفكك التجمع الوطني الديمقراطي ،والذي علي انقاضه قام تحالف قوي الاجماع (اكبر تجمع للاحزاب المعارضة بعد التجمع الوطني الديمقراطي ) بعاصمة دولة جنوب السودان جوبا،عام 2010م ،وولد من صلبه تحالف قوي الاجماع الوطني (تحالف جوبا) والذي ظل فاعلا في الساحة السياسية السودانية ،ولكنه بالرغم من ذلك كانت تفتقد لصفة اساسية هي شرط النجاح لاي تحالف يريد الوصول لاهداف قطعها،وبيت القصيد هنا هو ان التحالف موجود علي مستوي القيادة للاحزاب التي نضوية تحت لوائه ،ولكن لم ينجح التحالف في الوصول الي قواعد جماهير الاحزاب هذه ،والتي كانت بمنأي عن مناشط وفعاليات هذه الاحزاب ،مما خلق فجوة عميقة داخل هذا التحالف،الذي ظهر وكأنه تحالفا فوقيا ،وربما كان هو ذلك : (1) وواجهت التحالف بعد تأسيسه ،معضلة اساسية ظهرت للسطح ،فاتحة الباب للكثير من الشكوك والظنون ،حتي ان البعض عدها خلل بنيوي لازم التحالف ومازال ،هو ان التحالف مؤسس علي تجمع احزاب لا يجمع بينها الحد الادني من التفاهم ،حتي تصل الي المطلوب ،فقد ضم احزابا من اقصي اليمين المتشدد الي اقصي اليسار،ولطالما ظلت الاحزاب المنضوية تحت هذا التحالف ،تتحدث عن ان الحد الادني الذي يجمعها هو العمل علي استرداد الديمقراطية المفقودة والتي ،لن تأتي الا باسقاط نظام المؤتمر الوطني ،وكان برنامج الاسقاط هو الذي تجمع عليه الاحزاب المنضوية في التحالف ،ولكن هذا الامر يبدو انه كان ظاهريا فقط ،لكنه في باطن الامر كان غير ذلك ،وهذا الامر كان واضحا عندما قررت احزاب التحالف مقاطعة انتخابات عام 2010م ،وساقت مبررات كثيرة ،تبدو عمليا مبررات ،مقبولة وواضحة ،ولكن مع ذلك قررت احزاب علي رأسها المؤتمر الشعبي الدخول في الانتخابات ،كاسرة بذلك اجماع قوي الاجماع ،وللخليفية المعروفة عن المؤتمر الشعبي ،فلم يكن الامر مستغربا ،ولكنه اعطي اشارة مبكرة علي ان التحالف يعاني من المشكلة البنيوية ،سابقة الذكر ،وقبل ذلك ظهرت هذه المشكلة في عدم تمكن قوي الاجماع من التوحد علي مرشح واحد في مستويات الانتخابات المختلفة في عام 2010م ،وقرر كل حزب خوضها لوحده ،كانت هذه فرصة للتحالف لكيما ،ينظر ويفكر مليا في مستقبله ،الذي تهدده مثل هذه المشكلات ،ولكن رأي التحالف غير ذلك ،فسار وسرنا جميعا ،املين في ان ينصلح الحال المائل داخل التحالف وخارجه. (2) والان بعد خطاب البشير الاخير ،والذي عدته بعض احزاب التحالف (فرصة جيدة للحوار مع نظام المؤتمر الوطني )وكاني بهم في هذه الحالة بالاية القائلة :( كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا( صدق الله العظيم .اذا بعد كل هذا مطلوب من التحالف الان التوجه نحو الجماهير المكتوية بنيران النظام ،شظفا معيشيا وفصلا تعسفيا وتدميرا لبنيات البلاد ،وفصلا لجزءا مهما من ارضها وشعبها ،والبقية تنتظر اذا لم تنوجه نحو هذه الجماهير العاملة في المصانع والمزارع والمدارس والمعاهد والجامعات ،نحو الشباب الثوري والمثقفين الثوريين ،نحو النساء العاملات ،نحو النساء المخلصات لوطنهن وشعبهن ،فلتكن بيانات وندوات قوي الاجماع في الشوارع والمصانع والمزارع ،نحو ابناء وبنات شعبنا في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ،وجبال النوبة ،وارض النوبة في اقصي الشمال،حيث التاريخ المشرف والباهر والحاضر الذي يقود لمستقبل نستلهم فيه روح التحضيات من ملوك وكنداكات النوبة ،وفقراء بلادي في الشرق الذين تقتلهم فيروسات السل والدرن ويعانون من التهميش المتمعد،نحو مزارعي الجزيرة والمناقل الذين قتلتهم الحكومة وتصر علي قتلهم بدما بارد ،وهي تنزع منهم اغلي ما يملكون (حواشاتهم )كلنا وكلهم رصيد للتحالف والتحدي الماثل ،هو العمل مع هذه الجماهير التي لا مستقبل لبلادنا الا بها ومعها وعليها قوم كل شئ ،فليكن بيان قوي الاجماع ومنشورها سلاح معرفي ورافعة وعي في يد جماهير شعبنا جميعها ،نحو بينان وطني وشعبي جماهيري ،ليقف سدا منيعا يحافظ علي ما تبقي من وطننا ،مؤمنا بان لاحل لازمة البلد الا باسقاط نظام المؤتمر الوطني،فليستوعب التحالف في منظومته كل المنظمات الجماهيرية الديمقراطية ،وكل القوي الاجتماعية والطبقية صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير . (3) خطرا اخر يمثٌل الان بقوة ،وهو توحد قوي الاسلام السياسي واليمين الطائفي ،ويتحدون جميعا الان فيما ما يسمي (الحوار الوطني والتوافق)ولكنه في باطنه ليس الا اعادة انتاج لما حدث بعد المصالحة الوطنية في عهد السفاح نميري عام 1977م ،وانتاج دستور 1983م فيما سمي ب(قوانيين سبتمبر )وما اشبه الليلة بالبارحة ،حيث ابطال تلك لمسرحية الهزيلة (الصادق ،الترابي،الميرغني )الان هم نفسهم يعيدون انتاج هذه المسرحية في ثوب جديد الان،اختلف مع اختلاف الظروف التاريخية والاجتماعية ،حيث بدأ في سياقه الان يشبه ذلك وسوف ينتج مثلما انتج ذاك ،والان الان الواجب علي قوي الاجماع الوطني ان تتحرك لهزيمة هذا المخطط الذي ان مشي واستفحل فعلي بلادنا السلام ،فما عدنا ولا عادت بلادنا تتحمل مثل هذه الالاعيب الفهلوانية ،علي قوي الاجماع الان هزيمة مخططات الخارج (الامبريالي )في الاسلام السياسي والامبريالية الامريكية والاوروبية والشرق اسيوية ،الان الوطن يضيع من بين ايادينا والترابي يسكن سكينه الحادة نفسها ،والصادق يلعب لعبته التي يعشقها وهو يرقص علي جثة شعبا ،يدعي انه يريد مصلحته ،اتحد القتلة ،فلنتحد نحن الضحايا ولن نخسر سوي اغلالنا فقط . (4) سِنِّي على النضال إيدي سوِّكي بالهُتَاف فَمِّي شوارعِكْ لَيْ .. دَويها عَلَيْ .. اذا ما اخر العلاج الكَيْ ... مراويدِكْ حُمُر صَمِّي مراويدِكْ حُمُر يا امِّي بليلتي ... ولا ضبايح طَيْ ؟؟؟ قليلتي ... ولا كُتُر سِمِّي ؟؟؟ وطني ... ولا مِلي بطني !!!! سُكَاتي .. ولا الكلام النيّ !!! أسامة حسن عبدالحي [email protected]