لم تعد الخلافات بين حزب الأمة والمعارضة حول آليات العمل بل تعتدها لتخرج للعلن وتتصد صفحات الصحف، لتبدأ المساجلة وتعيد للأذهان ما دار داخل أروقة التجمع الوطني الديمقراطي من قبل فالخلاف كان أيضاً حول العمل الجماعي والعمل المنفرد وهيكلة التحالف وتفاصيله لا تختلف عن واقع قوى الإجماع الحالي.. ولكن المسألة تبدو أكثر من تعقيداً وذلك لإصرار بعض ممثلي الأحزاب في الهيئة العامة للتحالف على إستيضاح المهدي مباشرة بدلاً عن طرح الأمر لرؤساء الأحزاب للبت فيه. وفي السياق ذاته قررت أحزاب المعارضة المنضوية تحت لواء قوى الإجماع الوطني، تشكيل لجنة لاستيضاح رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي، بشأن تصريحاته الأخيرة وانتقاداته لقوى حليقة في المعارضة خاصة حزب البعث العربي الاشتراكي. وقال مصادر مطلعة إن اجتماع الهيئة العامة لقوى الإجماع الوطني الأخير قرر تشكيل لجنة للاجتماع بالمهدي لاستيضاحه ومراجعته بشأن تصريحاته بخصوص حزب البعث وقوى الإجماع الوطني، تمهيداً للفصل في الشكوى المقدمة من البعث واستجلاء موقف الصادق من المعارضة. وكان المهدي حمل بشدة على الفكر القومي ووصفه بالعنصرية، واتهم قوى البعث بتقويض وثيقة الفجر الجديد، وجاءت انتقادات البعث للأمة في إطار سلسلة من التراشقات الإعلامية بين الأمة وعدد من القوى ((الصغيرة الوزن)) حول موقف كل منهما من النظام الحاكم وتصوراته لإحداث تغيير سياسي في البلاد. وقال مساعد الأمين العام وممثل حزب الأمة هيئة المعارضة عبد الجليل الباشا إن اللجنة مختصة بالتحقيق مما ورد في الصحف حول تصريحات المهدي المتعلقة بحزب البعث، وان يفهم بالضبط ما أراده بهذه التصريحات، وألمح الباشا إلى إن عدداً من أحزاب قوى الإجماع الوطني لم تكن مؤيدة لتشكيل اللجنة. ودافع المهدي في تصريحات صحفية نشرت السبت عن نفسه وشدد على انه لم يسئ للمعارضة لكنه يطلق تصريحاته من باب تقويم الأحزاب وتنبيه الإعلام الذي يجب أن يفرق بين حزب صاحب رؤى وأفكار وحضور فاعل ويعقد مؤتمراته، وبين آخر خامل ليس له أفكار ولا يعقد مؤتمراته ويعتمد على أسماء وعناوين. ورفض المهدي المقارنة بين نقده لحلفائه والهجوم المستمر لمساعد الرئيس نافع علي نافع على قوى المعارضة معتبراً انفعال بعض القوى وغضبها من تصريحاته التي أشار فيها إلى ((أحزاب الطرطور والصندل)) راجع إلى أن ((زول شاف الطاقية القدرو ولبسها)). وأعتبر تسمية قوى الإجماع الوطني للمعارضة ((فضاضة)) مشيراً إلى أنهم اقترحوا إن يكون الاسم (قوى الإجماع الجديد أو القوى الديمقراطية). وجدد المهدي الحديث حول أهمية إعادة بناء هياكل تحالف المعارضة الحالية لضبط الأمور، معتبراً الهيكل الحالي فضفاض ويحتاج لعملية إصلاح يحدد كيفية اتخاذ القرار وتنفيذه ويخرج من العاصمة بحيث يكون له وجود في كل أقاليم السودان وفي المهجر ويكون به ترحيب بكل القوى المعارضة التي تريد نظاماً جديداً، وأضاف: ((لانو ما ممكن أي زول يتكلم باسمنا وهو غير مفوض ويشارك في مؤتمر كمبالا دون موافقة المعارضة ((والمعروف إن عدداً من القوى الرئيسية في تحالف المعارضة أعربت عن تحفظها على ميثاق الفجر الجديد المعلن في 5 يناير الماضي وقالت إنها لم تفوض اللجنة التي مثلت التحالف بالتوقيع وإنما بالحضور والنقاش ورفع تقارير للقيادات في الداخل لكي تقرر في ذلك. يبدو أن الخلاف داخل تحالف الإجماع بلغ مداه ووصل التهابه إلى حد الاشتعال ويبقي السؤال هل سيقابل الصادق المهدي لجنة الاستيضاح التي كونها التحالف؟ برأي المراقبين أن الطريقة التي يتعامل بها الصادق المهدي مع هذه اللجنة ربما تحدد مستقبل حزب الأمة داخل التحالف. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل صحيفة الجريدة