شأن الحزب الاتحادي الديمقراطي عظيم الان بمعنى ان الحزب يمر الان بمرحلة مخاض وتحور جديد نتيجة للصراع القائم الان داخل الحزب وهو شئ مبرر ومفهوم اذا استقرأنا تاريخ الحزب وتكوينه بالاضافة للظروف المؤثرة التي احاطت به وبكافة الاحزاب السودانية في الساحة. فهل يعقل ان نتحدث عن احزاب راشدة وقد غابت عن ممارسة دورها في الحياة السياسية لمدة سبعة واربعين عاما هي فترات القمع والكبت الديكتاتوري والعسكري منذ الاستقلال فهي الان تفتقر للمؤسسية والتنظيم وغياب الممارسة الديمقراطية داخلها. فالحزب الاتحادي الديمقراطي واحد من تلك الاحزاب ولكن بطبيعة تكوينه يظل هو الاكثر والاسرع تأثرا بما حوله و هذا ادى الى ان يصبح الحزب بلا منهجية واضحة ومحددة وتقادم الفكر الاتحادي وتباعدت الاهداف ولم يتبقى منها الا شتات الصراع ما بين ماهو تقليدي وماهو حديث. تبقى اماني الاتحاديين بان يتم اعادة فكرة الوسط السياسي الذي يعتمد على مرتكزات اساسية هي الهوية السودانية في منهج الاجتماع واللبرالية كنهج سياسي ومحاولة التنظير لمنهج وسطي كفكر يستمد مقوماته من الدين والتراث الوطني وما اشد الحوجة الان لحزب وسط ليملأ هذا الفراغ البائن واتوقع ان يفرز هذا الصراع الدائر داخل الحزب هذا الحزب المرتجى وربما يبقى الاخرون متمترسون داخل كيان تقليدي جامد وغير متطور. اما من ناحية الاداء الحالي للحزب فالمحصلة تخبط يحكي عن هيمنة مأخوذة عن ارث تاريخي وانتهازية سياسية واستقلال لاسم الحزب والدليل العملي الواضح هو مشاركة الحزب الغير مجدية ولا مبررة لهذا النظام العاجز . خلاصة القول ان هذا التشرزم والتشظي في الحزب هو نتيجة لتراكمات وكأن الحزب استدار كهيئته الاولى يوم ان اتحدت فصائل الاحزاب الاتحادية الصغيرة في مؤتمر 1953 بالقاهرة ومثلما افرز ذلك المؤتمر وحدة تلك الاحزاب تحت مسمى الحزب الوطني الاتحادي اتوقع ان تفرز الحالة الراهنة حزب لبرالي وسطي سوداني اقرب الى حزب المؤتمر السوداني الحالي ولكن بزخم جماهيري وتاريخي اكبر . [email protected]