كنت مع بعض الاصدقاء فى زيارة احد اساتذتنا الافاضل والذى يقضى عمره وما تبقى غربة كحال الكثيرين وانا منهم وبعد تناول الغداء البلدى والشاى الاحمر طلبنا الاذن بالانصراف لتكملة الزيارات الاسريه مستفيدين من اجازة نهاية الاسبوع – فبادر شيخنا المعلم باخذ عصا كانت متكيه خلف باب المضيفه واصطحبنا الى الخارج حيث العربه (السياره) بادرته بالسؤال عن مغذى العصى التى اخذها ليودعنا حيث لا وجود لكلاب او هوام لكى يهشها عنا – بادرنا بانه عادة تعود عليها منذ ان كان بالقريه القصيه التى نشأ وتربى بها وذاد بانه لم يترك تلك العصى حتى عندما كان فى بلاد الفرنجه . العصا او العصى جمعا لها استخدامات واشكال عديده والوان واحيانا تكون مزخرفه لزوم الفنجره وللعصا مواقف وشهره كعصا موسى عليه السلام والتى استخدمت فى توفير غذاء الغنم وكان له فيها مارب اخرى منها طرد الهوام والوحوش وكان لها شأن عندما ازهلت فرعون وسحرته . وهنالك العصا (العكازه ) التى يستخدمها كبار السن ليستعينوا بها على القيام والقعود والمشى والعصا الخاصه بالوجهاء وكبار القوم وتسمى الحداثه والكثير من الانواع التى تتعدد استخداماتها والاشخاص الذين يحملوها والذين يحق لهم حملها ولها اداب وطقوس يعاقب كل من يسئ استخدامها والى وقت قريب كان هنالك نظام يحدد حمل العصا عرفا معترفا به واذا تجاوز احد العامه القواعد بالتواجد فى مجالس الكبار وهو يحمل العصا يطلب منه الخروج من المجلس او ترك العصا خارجا وربما وصل الامر درجة الاحراج وتكون الطامه اكبر عندما يشير بها او يلوح بها فى وجه الحضور وربما يصل الامر لفرض عقوبه الجلد او الغرامه واحيانا العقوبتين معا – اذن لم تكن العصا بالسهوله التى يتخيلها البعض او يتعامل معها دونما مراعاة لللوائح المنظمه . فى الحقيقه ان اساءة استخدام العصى فى ايامنا هذه بلغت الحد البعيد وتجاوزت كل الاعراف والاداب وحملها الكل دونما تمييز وتفننوا فى اختيارها على حسب لون اللبس او السياره واحيانا الساعه والنظاره والادوات الاخرى وتفنن الساسه والمتنفذون فى حمل العصا واصبحت العصا الاماراتيه الرشيقه المطعمه هى السائده وبعضا من عصى الجنوب الابانوسيه وهذه من نصيب القيادات الوسطى وبعضا من الدنيا (معتمد وانت نازل ) الى هنا وكل شئ جائز طالما كان حامل العصا وجيها متنفذا الى حد ما ولكن المستغرب والمستهجن او استخدام العصا فى كل مناسبه زمانا ومكانا فحتى المقابر لم تخلوا من حاملى العصى دونما مراعاة للموتى ويهش المتنفذ عصاه فى وجه الحضور ويلوح بها متى شاء متخطيا بذلك حدود الادب واللياقه واذا سألت احدا من حاملى العصى لماذا تحملها او لماذا تلوح بها فى وجه الجمهور وبهذه الكيفيه المستفذه ,لما وجد اجابة او مبررا سوى انه حاكم ومتنفذ وبس المهم فى الامر انتشار تلك العصى التى باتت تقلق الناس وتظهر لهم فى منامهم واحلامهم لكثرة ما يلوح بها فى وجوههم ونخشى على ابنائنا الصغار من محاولة تقليد اولئك المتنفذين وتكون النتيجه فقئ اعين الاطفال او اصابتهم بعاهات مزمنه ولاسباب اخرى اقترح انشاء لجنه قوميه لجمع العصى والعكاكيز من الجميع ويعاد صرفها لمن يستحقها ويحسن استخدامها بالضوابط والشروط المرفقه ويتم الاستفاده من العصى المميزه فى اعادة تصديرها للمصدر واعادة قيمتها لدعم تطوير مستشفى حلفا الجديده والدويم واية مستشفيات اخرى وصلت حد الانهيار التام . وللتاريخ فان عصا الدكتور مصطفى اسماعيل هى الاحدث موديلا وظهورا لذلك اوصى اللجنه الموقره بان يبدأوا بها اولا . اسقاط النظام والحوار معه خطان متوازيان من لا يحمل هم الوطن --- فهو هم على الوطن اللهم يا حنان ويا منان الطف بشعب السودان ---آمين [email protected]