سمعنا كثيرا بأن الوظائف العامة لمن يمتلك الكفاءة والقدرة المهنية والادارية وليس الانتماء والولاء سواء لكيان او أفراد او جهوية وان رياح التغيير ستشمل كافة مرافق الدولة لتحقيق الغايات والوصول لمرامي واهداف اصلاح حال البلاد بما يعود بالنفع على اهلها . وإستبشر العاملون بمرافق الدولة خيرا ببشريات الرئيس بتحسين حال الخدمة المدنية وتوقعنا ان ينطبق ذلك على جميع مناطق وولايات السودان الا انه للأسف ما زالت بعض الوجوه والشخصيات متشبثة بمقاعد الوظائف القيادية لفترات طويلة دون ان تجد من يقوم بالتغيير والتبديل ولو من باب اتاحة الفرصة لتبادل الخبرات وتواصل الأجيال .. ومثال ذلك مدير الثروة الحيوانية بولاية نهر النيل الذي قدم لهذا المنصب منذ العام 2006م وحتى تاريخه ومرت هذه الجهة خلال فترة ادارته بالعديد من العواصف التي كان لها التاثير السلبي على بيئة العمل وقد كان نتاج ذلك ان تقدم في اكتوبر عام 2008م اكثر من خمسة وثلاثون من الأطباء البيطريين بمذكرة حول حال هذه الجهة وما وصلت اليه من سوء حينها للوزارة المعنية بالولاية وصورة لكل من والي الولاية والمجلس التشريعي ووزارة الحكم المحلي اضافة للوزارة المختصة الاتحادية والاتحاد المهني الاتحادي تضمنت الاشارة لسوء الادارة وتجاوزات ادارية أومالية في الادارات التابعة لها ببعض المحليات (عطبرة /الدامر/ بربر ) اضافة للدخول في خلافات مع الجهات الاتحادية ذات الصلة المهنية التي تعمل على معاونة ادارته في عملها بل وصل الأمر لمنع زملائه من حضور الفعاليات العلمية المقامة بالولاية اذا لم تصله دعوة رسمية وان وصلت لجهات تابعة لادارته او ذات صلة بعمله كما اشارت المذكرة وهو ديدنه التعامل بالانطباع الشخصي وتصفية الحسابات الشخصية اداريا مستغلا سلطته فينقل من لايرضى عنه للمواقع النائية أو يترصد له كل مرصد ويتضح ذلك من كثرة التنقلات في هذه الجهة بما يتعارض مع المصلحة بينما من يقرع الطبول بالمدح والثناء المصطنع يدخل في قوائم الحوافز ويحاط بالعناية والتستر على أخطائه مهما كبرت وتذخر مضابط التحقيقات في بعض المحليات بعدة تجاوزات لمقربين منه تم وأدها تماما . وكل ما ورد في مذكرة 2008م عن اسلوب ادارته ضرب به عرض الحائط بكل برود وتعامل بطريقة سالبة حتى طفح الكيل ليتم رفع الأمر لأصحاب الشأن الا انه لم يتم الرد على تلك المذكرة حينئذ في ظل سياسة التمكين آنذاك وحماية اصحاب الولاء وعدم قبول راي الآخر وان كان صوابا ما عدا تجاوب الاتحاد المهني معها محاولا رأب الصدع الا انه لم يفلح وقد لجأ هذا المدير لتصفية حساباته اداريا مع كل من وقع على المذكرة بالنقل التعسفي والابعاد. وظل على ذات النهج على امتداد فترة تواجده وجدد في الفترة الأخيرة استخدام نفس سلاح النقل والابعاد لمن اعترض وطالب بحقه المهني والوظيفي ويرى منع تخصيص أفراد من أصحاب الولاء لهذه الشخصية بالامتيازات الوظيفية دون غيرهم دون مراعاة للقوانين واللوائح المنظمة لها فكان كشف التنقلات الأخير الذي طال 9 من الموقعين علي مذكرة 2014م .. نتمنى ونأمل ان يتحسن حال الخدمة المدنية واصلاح بيئة العمل وأن تكون التنقلات بغرض المصلحة العامة وليس للعقاب وتصفية الحسابات واتباع سياسة نقل الكوادر القيادية واتاحة الفرصة لوجوه جديدة لديها القدرة والكفاءة للنهوض بهذا القطاع الهام والفاعل وان يتم تنفيذ الاصلاحات التي وعد بها الرئيس في كافة مرافق الدولة . ونرجو كذلك من وزير الزراعة الجديد بنهر النيل الأستاذ عمر أحمد الشيخ أن يراجع كل المذكرات التي رفعت بشأن دائرة الثروة الحيوانية وأن يعمل علي تكوين لجنة تحقيق وتقصي ويبادر بالإصلاح ورفع الظلم ومحاسبة كل من يثبت أنه يعيق العمل ويتصرف في هذا المرفق الحيوي كأنه مزرعة خاصة لا سلطة للولاية أو وزارة الزراعة عليها . نواصل [email protected]