قالت الحكومة أنها تدعم السلع بمبلغ 14 مليار جنيه في السنة ، حتي لا يحسد الناس السدنة والتنابلة علي قصورهم الفارهة ولما كان المبلغ المذكور كبيراً ، ويساوي 14 تريليون جنيه بالقديم ، فليس من المعقول ألا يري بالعين المجردة ، فهل صادفك عزيزي القارئ أي دعم من هذا النوع وأنت ( تتطوطح) في المواصلات العامة، أو تقف في صف فواتير الدفع المقدم ، أو تشرب شاي سادة تحت ضل شجرة ؟؟ تركب المواصلات ، وتدفع 80 قرش للحافلة أو 2 جنيه للهايس ويستلمها الكمساري إنابة عن السائق ، ولا يقول لك اتفضل (هاك) الباقي لأن الحكومة دعمت مواصلاتك بمبلغ 10 قروش أو 20 أو 30 . وتنزل من المواصلات ، وتدخل مطعم ( تعبان) ، وتاكل فول غير مصلح بمبلغ 5 جنيه كاملة ، يستلمها صاحب المطعم دون أن يقول لك أن صحن الفول صار 3 جنيه لأن الحكومة دعمته ب 2 جنيه . وتشرب شاي تحت شجرة بي جنيه ، لأن السكر والشاي غالي ، وعندما تدقق في الأمر تجد أن الحكومة تاخد رسوم علي السكر وضرائب علي الشاي وليس هنالك دعم ولا يحزنون . وتشتري الدواء بضعف سعره لأن الدولار غالي كما يقول لك الصيدلي ، وبفهمك أنهم يشترون الدولار من السوق الأسود لأن بنك السودان ضارب طناش وليس عنالك دعم للدواء ولا يحزنون . وتشتري القلم والكراس والشنطة والهدوم ، لأولادك في الدراسة ومطلوب منك أن تتبرع للمدرسة عشان الكراسي ومواهي المعلمين . وتدفع كل يوم حق النفايات دون أن يقال لك أن الحكومة ستتحمل هذا العبء نيابة عنك وتركب البص لزيارة حبوبتك المريضة في كاجو كاجي ، فتدفع تذكرة البص مضاعفة ، ورسوم دخول الميناء البري ، وعندما تسأل عن السبب يقال لك أن الاسبيرات غالية والجازولين غالي ومطلوب من الناس أن تدفع حتي لا يطفش أصحاب البصات . وتشتري اللبن من سيد اللبن بواقع الرطل اتنين جنيه ونص ، ويشتكي لك صاحب الحمار من غلاء العلف ، ولو سألته عن دعم الحكومة لظن أنك مجنون . وتخاصم الجزارة لأن اللحمة أعلي من دخلك ولأنك لا تريد أن تكون حرامي . وتنظر في الجرائد فتجد المحاكم والطلاقات بسبب عدم الإنفاق ، أو بسبب ضيق ذات اليد بالمعني الصحيح وتنظر كذلك إلي ناس زعيط ومعيط فتجدهم في النعيم يرفلون لأنهم ( سدنة فاسدوووون) علي ذلك فأين ياتري راح هذا الدعم الذي قيل علي رؤوس الأشهاد ؟ ، من يراه يبلغ السلطات المختصة بل غير المختصة بأي شأن من شؤؤون الناس ، في أبوكرشولا أو كدباس الميدان