ان تكتب ليس مشكلة كبيرة لكن ماذا تكتب هو الاهم , وان تثرد قصه او رواية ليس امرا به غرابة , لكن ان تبداء برواية مكتملة الاركان الفنية والادبية , كما التصورات الواقعية من الاماكن والشخوص وينتقل بك الى الازمان بصورة تلقائية لاتكاد تشعر بانك تقراء فى رواية , بها من الخيال والابداع فى الحكي كائنها مشاهدة , وياخذك علي زين العابدين في رحلة سياحية خيالية لاماكن واقعية بدهشة لاتفارقك , كما استدعاء التاريخ لوقائع تاريخية مختلفة وتصور مجتمع متباين ومتقاطع المصالح التي ترتبط بالشخوص والامكنة ومكوناتة الاجتماعية والتراتبية السائدة من اسياد ,عبيد , جنود , غرباء , عمال , تجار , نخاسة الخ, وهنا مكمن الابداع فى ربط تلك العوالم فى سيناريو وحوارات ممتعة, كما تطرقة لقضية يتوارى منها الكثيرين خجلا , او هربا من الاعتراف بها لحساسيتها او خطورتها لارتباطها بالقضايا السياسية , فانه تناولها بسلاسة مع الحقائق التاريخية المتعلقة بتجارة الرقيق ومشاكل الرق وتبعاياتها فى الوضع السياسي فى السودان , كما امتداد جزور وعلاقات تجارة الرقيق على المستوى الخارجي على الاطار الاقليمي والدولي بما فيها المستعمر البعيد والجار القريب , وانعكاستة على النشاط الاقتصادي ونشؤ اقتصاد الريع العشائري السائد فى تلك الفترة , ان الرواية لا تعطيك الاحساس بانها باكورة انتاج لناشط سياسي ولا قاص رؤائ محترف , انما للمبدع عركتة المعانة وصقلتة التجارب , انها دليل موهبة ولوعى متقدم نتاج سعة اطلاع بلورت اراء سياسية مكنت الكاتب من ان يتناول موضع يعتبر مصدر لكل الازمات السياسية والاجتماعية وحتي الاقتصادية والثقافية , التي اشعلت الحروبات لنصف قرن من الزمان فى بلد اسمة السودان , فتناول الكاتب اس المشكلة وتطويع الفكرة لتكون مستثاقة , الابدع , السرد الممتع , والاشارات لبشاعة تجارة الرقيق واضحة وتمثل صلب الموضوع, ومعالجتها لطرح اثارها الاجتماعية لماحة , كما الاشارات السياسية واضحة ومثيرة الاهتمام مواكبة للحركة الاجتماعية والسياسية اليوم , وبها من الحقائق التاريخية الصحيحة ما يعطيها بعدها الثقافي فى التاريخ الاجتماعى وهى من النقاط التى يفتقدها اغلب كتاب التاريخ والمؤرخيين , فانهم ياخذون التاريخ كاخبار ويتجاهلون الحياة اليومية وتفاصيل النشاط البشري , يغيبون الجانب الاجتماعي في نقل العلاقات الانسانيه والحياة اليومة , مع تهميش الطبقات الاجتماعية خاصه الفقيرة, مع العلم بان العرف السائد تناول اخبار الحكام المنتصرين والاغنياء فى المجتمع ,اما تناوله تفاصيل حياة العبيد ومعاناتهم وافراحهم واحزانهم فهي مواكبة سياسية وعصرية لسمؤ القيم الانسانية ومواثيقة الاجتماعة السائدة الان , فقد نجح الكاتب في استدعاء التاريخ الاجتماعي بنشاطة اليومي وهو ما اضاف ابعاد جمالية جديدة للرواية , وربما تطرح الرواية بعض الاسئلة هل توجد تجارة بالبشر حديثا فى السودان ام لا ؟ ماهو النطاق الجغرافي لها لقد اجاب علي هذا السؤال بنعم ، وبحقيقة تاريخية اخرى مفادها بان جميع الملل السودانية مرت بالتجربة هذة .! وليس جنوب السودان ولا غربة الكبير بما فية جنوب كردفان انما في اقصي الشمال قد مرى بتلك التجربة , فكئنما يريد القاص ارسال مفاهيم جديدة يجب ان تاخذ مسارها في معالجة القضية .! لقد استطاع علي ان يفتح ملف يكاد يكون شاملا لاهم القضايا السودانية وهي قضية الرق , قضية , الانسنة السياسية , والمواطنة والحقوق الاجتماعية الاخرى, اسقط عليها فلسفة مشروع السودان الجديد وطرحه للتمسك بالتاريخ علي علاتة وحسناتة, انها رواية تعطي اشارات قوية لازمة الهوية واهم العوامل التي ساهمت في اشعال الحروب واذكت روح الجهوية والغبلية في السودان ، ان المفاهيم السائدة تنبع من هذة النقطة تحديدا وهي الازمة المستمره والاكثر حضورا في جميع الازمات التي ارهقت العالم وهي جزور الازمة السياسية السودانية, التحية للكاتب لقد استطاع ان يضع النقاط فوق الحروف وابدع . ان رواية زاكرة الشم جديرة بالاقتناء والقرائة فهي تسلك مسار الحقيقة والمصالحة مع الزات الانسانية الفانية , مع التارخ لتفضى لوضع نهاية للظاهرة النفاق الاسلاموي السائدة طوال عمر الانقاذ , ووئدا لاوهام النقاء العرقي لدى بعض ائممة الضلال واعدا الانسانية . خضر عابدين علي [email protected]