قلت في موضوع سابق أن الأستاذ المرحوم بشير محمد سعيد قال: لو وضعت 4 خيارات من الرجال للسيد الصادق ليختار واحد منهم لمهمة معينة وكان ثلاثة من أولئك الأربعة مؤهلين بنسبة 100% للمهمة وكان الرابع لا ينفع في هذه المهمة لاختار السيد الصادق الرجل الرابع. لا يمكننا إلا أن نتفق مع أستاذنا بشير محمد سعيد في مقولته لما لمسناه من تعامل مع السيد الصادق واختياره لمن يود اختياره لمهمة ما. يُؤمِن السيد الصادق ويردد كثيراً المثل القائل: (الما بعرف ما تدوهو الكاس يغرف، بكسر الكاس وبعطِّش الناس). فهل أعطى السيد الصادق الكأس لمن يستحقها، أي هل أعطى القوس لباريها؟ الله أعلم. أنظروا لوزرائه في عهده هل هم الرجال الصاح في المكان الصاح والزمان الصاح؟ ما هي المقاييس التي بناءً عليها يختار السيد الصادق معاونيه؟ لمن يستمع السيد الصادق عندما يريد إختيار شخصية ما لمهمة ما أو تعيين وزير في وزارة ما؟ لو كان يستمع لنصائح شخص ما أو أشخاص عدة فإما أنهم هم نفسهم خطأ في إختيارهم أو يعطونه الخيار الخطأ لأنهم لا يعرفون الصواب، والإحتمال الثالث أنه يعرض عليهم إختياره وما عليهم إلا الموافقة عليه .. ونعم أغلبية. فترة الإنقاذ هذه ومنذ بدايتها فرزت الكيمان. هنالك من النساء من صمدن أكثر من كثير من رجال السيد الصادق المقربين. وكمثال لا حصر الأخت المناضلة سارة عبد الله عبد الرحمن نقد الله. هذه الست بمائة راجل ممن يعدون من الرجال وهم أشباه رجال. فقدت كل شئ إلا إرادتها وكرامتها وعاشت مرفوعة الرأس حين طأطأ الكثيرون رؤوسهم ولكل منهم سببه. حتى لا يقال أننا نلقي الحديث على عواهنه فسنقدم بعض من الأمثلة التي كانت خير دليل وبرهان على ما نقول. ليست لنا عداوة شخصية ولا بيننا وبين من نوردهم كأمثلة أي حقد وضغينة حتى نلقي عليهم التهم جزافاً ولكن وقائع ما نذكر تؤكد ما ذهبنا إليه. من الوزراء المقربين للسيد الصادق الأخ عبد الله محمد أحمد .. كان وزيراً في عهد حكومة السيد الصادق ولكنه أول من حنى رأسه ودخل الإنقاذ من أوسع أبوابها وما قاله عندما كان وزيراً للتربية والتعليم في بدايات الإنقاذ يكفي أن ندلل به أنه كان الرجل الخطأ في المكان الخطأ والزمان الخطأ عند تعيينه وزيراً في حكومة الديمقراطية. المرحوم عثمان عبد القادر حاكم الإقليم الأوسط والذي كان يضم ولايات: الجزيرة، سنار، النيل الأزرق والنيل الأبيض، قابلته رحمه الله في لندن عندما كان وزيراً للمواصلات في عهد الإنقاذ، قال في السيد الصادق ما لم يقله مالك في الخمر. ايدت كل ما قال لي. وحمّلت السيد الصادق كل المسؤولية. وقلت له في نهاية حديثي معه: كلامك صحيح لأن السيد الصادق إختارك أنت الرجل غير المناسب لتكون حاكماً لأكبر إقليم بعد الخرطوم وكما يقول المثل: (الضربتا إيدا ما بكى). تمّ إختيار عبد الرحمن فرح وزيراً للأمن وهو رجل بحرية معروف. لم يعمل في الإستخبارات العسكرية ولم يتدرب على مهام أمنية سابقاً ولكن تعيينه جاء نتيجة لما لو عرفه القارئ لضحك ملئ شدقيه. ولكن لن بنوح بها حتى لا يضحك الناس على سيدي. وهكذا قامت الإنقاذ دون أن يدري عنها مسؤول الأمن الأول في البلاد. والكل يعرف ما قاله عندما تمّ القبض عليه في المؤامرة المزعومة! والأغرب كيفية القبض عليه في بدايات الإنقاذ! مبارك عبد الله المهدي فتى السيد سابقاً والإمام لاحقاً المدلل، تبدّل في الوزارات وتمرّغ في الميري وكأن حواء الأنصار وحزب الأمة لم تلد قبله ولا بعده. وسقطت الحكومة ذات ليل وهو في حفل ساهر. هل هو الرجل البعرف لنعطيه الكأس ليغرف .. وهكذا عطشنا وعطّش معنا 40 مليون نسمة. وما فعله بعد الإنقاذ معروف للقاصي والداني، وكافأ السيد الصادق الذي خلق له مكانه من عدم بجزاء سنمار المعروف. واليوم بينهما ما صنع الحداد. كما يقول أهلي البقارة: (أزيدكوا ولّا كفاكوا كي؟) (العوج راي والعديل راي). كباشي النور الصافي لندن - بريطانيا [email protected]