حلفا دغيم ولا باريس عبارة اطلقها اهلنا الكرام من وادى حلفا (حلفا القديمة) في مطلع ستينيات القرن الماضي إبان إقامة السد العالى وتهجير اهالى حلفا الى بطانة اب سن .. وتعنى بإختصار التمسك بالارض ..بكل ماتعنيه الارض للانسان ومهما كانت قيمة الارض البديلة .فالارض قيمة وجود الانسان من عدمه . .وهذا السودان البلد العظيم الذى نحبه جميعا ماهو الا ارضا للقبائل وحواكير إدارات اهلية عتيقة اقدم من هذا المسمى الجغرافى السياسى (السودان) وظلت العلاقات بين هذه المكونات الاثنية قوية ومتماسكة بسبب احترام هذه الاعراف والمواريث القبيلية فى التعايش السلمى ومتي ما إنفرطت هذة العقود المجتمعية كان الاحتراب هو البديل ودارفور المحترقة خير دليل . . السيد وزير التخطيط العمرانى ولاية كسلا إذا كنت أنت وقومك لاترضون باريس بديلا فإن اهل ريفى كسلا لا ولن يقبلون بكل عواصم الدنيا بدلا لأنها تأريخنا ومدافن آباءنا وآجدادنا وستكون قبورنا وقبور المعتدين عليها إن شاء الله .. هنا وجدنا منذ القدم على هذه الارض هى لنا ونحن لها ، وإن مخططات المكر والدهاء والشبية تماما بالمسوطنات الاسرائلية مع فارق أن المستوطن هنا مسلم ولكن يبقى القاسم المشترك موجود فى اقتلاع إلانسان من موطنه وتهجيره . . والخطط الاسكانية المتلاحقة فى ريفى كسلا والتى تلتهم المزارع والمراعى فى مراحلها الاولي لاتعنى سوى مؤامرة كبيرة ضد انسان هذه المنطقة تتدحرج بذكاء شديد حتى تنتهى إلى افراغ المنطقة من سكانها الاصليين (التغيير الديمغرافى). كل هذا يحدث فى ظل غياب ووعى تام أوضعف للقيادات السياسية والمجتمعية والأدارة الاهلية اهلى الكرام إنتبهوا لخطورة هذا الأمر الذى يستهدف وجودكم قبل أن يقع الفاس فى الراس . . علينا جميعا مسؤلية الحفاظ علي مقدراتنا ورصيد اجيالنا القادمة من هذا العبث بكل الوسائل المتاحة. [email protected]