"من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    التراخي والتماهي مع الخونة والعملاء شجّع عدداً منهم للعبور الآمن حتي عمق غرب ولاية كردفان وشاركوا في استباحة مدينة النهود    "نسبة التدمير والخراب 80%".. لجنة معاينة مباني وزارة الخارجية تكمل أعمالها وترفع تقريرها    وزير التربية ب(النيل الأبيض) يقدم التهنئة لأسرة مدرسة الجديدة بنات وإحراز الطالبة فاطمة نور الدائم 96% ضمن أوائل الشهادة السودانية    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    الإعيسر: قادة المليشيا المتمردة ومنتسبوها والدول التي دعمتها سينالون أشد العقاب    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطاب مفتوح حول خُزُعبلات المُتَعَافي على أهالينا في حَلفَا
نشر في الراكوبة يوم 23 - 11 - 2010


بابا
[email protected]
خطاب مفتوح حول خُزُعبلات المُتَعَافي على أهالينا في حَلفَا الجديدة:
مؤامرة تخصيص مشروع حلفا الزراعي مستنقع شِرٍ آسنٍ وإفساد وظلم أمة / محجوب بابا
سبحانَه تعالى مُسَطِرالإبتلاءات، مُسَلط على أهالينا من لا يَرحَم ويرعَوي ، أرذل سماسرة أملاك البلاد في عُصبَة يونيو89. وبعد الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه، يتواصل ابتهالنا المولى في إشفاءٍ من لدنه القادر وإتقاءٍ من زلعة إكتنازالمال الحرام الراسخة فيهم أينما تولوا وحلوا. هؤلاء الشَرُالمستطيرلايستحون من شائنة تمزيق السودان ولايستكفون باكتنازاتهم من موبقات السمسرة والعمولات واغتصاب حقوق الوطن، وأهلينا في صبرهم على الإبتلاء الإختبارفي يَقِين بأن المولى يمهل دون إهمال. إن أهلنا وعلي مدى خمسين عاماً في إمتثال بمأثورالحديث الشريف \" خيركم... خيركم لأهله....\"، واليونيويون الجاشمون على مناكب البلاد يستفحلُ حالهم، يصطادون المكَاسب ويمارسون دنيئتهم مع تعكيرالظرف العام. هؤلاء المنفلتون حتى من ثوابتهم المزعومة في دولة المشروع الحضاري، نسمع بهم يتفاوضون في الدوحة للتصالح في تزامنٍ مع تدبيج هجمات الإبادة في دارفور، يوهموننا بمشاريع التنمية وخيرات بناء السدود وهم في شأنهم بسفك دماء الأهل في كجبار والرباطاب وحرمان خلق الله من مياه الشُرب وخدمات الكهرباء، يستعدون المسيرية على الدينكا ويجيشون الرزيقات في عصابات الجنجويد وماليشيات كرتي وهارون وأجهزة الأمن، وهم على ذمة تعاهدات أبوجا وشراكةً نيفاشا وتحالف ما بعد إبريل2010 مع إنفصاليي الحركة الشعبية في جنوبنا المنكوب، يخادعون المتهافتين من ضُعَفاء الأمة على جيفاتهم بدعاوي هامش الحرية والتراضي وفي ذات الظرف يزورون الإنتخابات ويشعلون نيران الفتنة والعصبية البغيطة بين مكونات المجتمع. أما سريرة المعني بمحررنا هذا بينهم، فهي مَعلومةٌ بقرائن وبيانات إدمان شائبات السمسرة والعمولات في تسويات خصخصة الأملاك الخاصة والقطاع العام والإكتساب الحرام من هنات انتزاع الحقوق العامة والحلال الخاص. تأهلَ المُستَزورالموهوم على نفقة مال الشعب ليستوظف طبيباً شافياً لصالح المجتمع وإنجرف عليلاً إسلاموياً في آسن الزندقة وأدواء الإنقاذ مستقوياً على رصفائه بتقطيع أواصرالبلاد وتمكين منافسيه منهم بارجس الأتاوات. كان التفريض في عهده والياً على عاصمة البلاد بخسران مَحمِية إمتداد غابة الخرطوم وحزام مدخل قطاع سوبا وكأنه الأنصح بين سابقيه بجدوى المحافظة عليهما منذ تخطيط الخرطوم، ناهيكَ عن التسلط بمزادات وهمية وهبات مُستَهجَنَة لمساحات ميادين الأحياء ولفسحات الأسواق ولمستحقات الأوقاف ولأملاك الأراضي المُهمَلة عبرشبكات تزويرالمستندات ...الخ في هكذا السريرة الشائنه القبيحة. ومن موقعه الحالي مُستَزوراً على شئون الزراعة وتنمية الموارد تُذكَر في بدايةً عهده الباطل خُسَارة البلاد لمليون فدانٍ من مساحة مشروع الجزيرة المُقَلَصة أصلاً نتيجةً لسوءات إدارة حكومات الهوان ونكرانه الشخصي المُتَنَاقِض والمُعلن مع حقيقة تواجد المشترين بين حواشات تفاتيش المشروع، كما تُذكَرخُزعبلاته حول مشاريع النيل الأبيض وحوادث إقتتال المُدَافعين عن حقوقهم في العام المنصرف، واليوم يترشح إلى أسماعنا وعِلمنا جنائيات جريمة خَصخَصَة محالج ومؤسسة حلفا الجديدة كمقدمات لأنتزاع مُستَحَقات أراضي المشروع بكامله واغتصاب حقوق أهلنا الصابرين وقد عَميت بصيرته من مواقف التاريخ القريب والأبعد ولعنات النوبييين المُهلِكة لزمرة نوفمبرعصابة التهجير ولعُصبَة فتوات مايوالمُندحرة، وإن شاء الله، إن غداً لناظره قريب وعلى الأفق هبةٌ خلاص عارمة من لدن شعبنا الصابر ووطننا المجروح، فلا نامت أعين المتخاذلين.
هذا المستزورعلى شئون الزراعة جاهلٌ أو مُتَغَافلٌ لحقائق التاريخ وثوابت الحاضر. مشروع حلفا الجديدة الزراعي، ياهكذا الغافل، إمتداد صمودٍ في تهميشٍ مُتَعَمَد ومُعاناةٍ أمة منكوبة ببطش وظُلامات وسَرقَات حقوق في عهد شموليات حكومات الخرطوم المُتعاقبة، كانت سقطة المبتدأ بتهجير بطانة وأوسط ترابط عقد حلقات النوبيين القسري تحوطاً من مُترتبات وعيهم ومقدرات استنفارهم لشعبي أسافل وأعالي الوادي لمناطحة هوجاء الدكتاتوريات ومتاهات دعاوي مفاضلة القومية العنصرية إلى أراضي مناخٍ موبوءٍ بأدواء الكلازار ومسببات السرطان ومترتبات الملاريا والبلهارسيا والفشل الكلوي وأمراض السُل. كان توطينهم في بيئة طاردة مقصود بها إبادة أمة وإندثار ثقافة مُتَأصلة مع عُمق حضارات الوادي و مُتَزَامِنة رغم الأعادي مع بداية إستخلاف الخالق للإنسان على البصيرة والأرض تبقى خالدةً في صمود الأنبياء والأصحياء رغم كيد الظالمين. كان مقصد التهميش السيئ في الماضي القريب وبعيد سنوات معدودة من التوطين المنبوذ بإستهلال المقصد الشوم بتجميد وتعطيل مُستَحقات قانون التهجير القسري والتي قد تجاسرت بداياتها بتجاوزمُستحقات المشروع الإعاشي البديل عن وطنٍ مُغتَصَب غريق. نُفِذَت تلك السقطة بتخطيط مراحل التوسعات وإرواء الإمتدادات العشوائية الإرضائية في مساحة مشروع يُفتَرض توافقها مع سِعة خزان التخزين المُنشأ بمال التعويض عن أراضي وادي النيل في نتوء حلفا الغريقة المغتصبة. إذن يا مستزوراً في زمان الضياع، خزان خشم القربة وتوابعه في المشروع الزراعي الإعاشي على مساحة المائة والعشرين ألف فدان الأولي من أراضي سهل البطانة، وما هو قائم ويُقَام عليها مِلك كاملٌ خالصٌ للمهجرين من الوطن الأم دون سواهم لايُعقَل التنازل عنه ولاالتفريض في شبرٍ منه بطلعتكم وصيحاتكم الرذيلة المستهجنة، إلا بإرجاع الحقوق المُغتصبة أصلاً منهم وإعادة ترحيلهم في مدينةٍ مُكتَمِلة البنيان على ضفتي وادي حلفا الأم مع تعويضهم الكامل من مُعانات الخمسة عقودٍ في خسران الذات وفقدان تراث البيئة الأم والإستجارة بحمى جيران الهوية وأصول الثقافة. فالتعلموا يا قوم التخبط وشُلاليات مركز القوى الجهوية والإنحراف، أن تقادم وقع الجريرة والجريمة في عالم القانون لا يلغي مشروعية رفع دعاوي المطالبة الجنائية، وأنكم معشر أخطبوط الإسلاموين بمقدمات رأسكم المتهم عالمياً لفي رهبةٍ وإعتلالٍ وإنزواءٍ وجعجعات خائفٍ من ويلات الجنائية الدولية وهي اليوم أقرب للمظلومين ولأهالي حلفا إمكانيات لا يستهان بها في رفع وإيداع الدعاوي على منضدتها، كما وأن لهم مقدرات وريادة في تنوير وقيادة إنتفاضة منظورة.
ناضل رعيل أهالي حلفا المهجرين في تكييف سُبل كسب العيش لعشيرتهم على أرضٍ وبيئة غريبة ونشاذ عن طبائعم وعاداتهم وتراثهم الحياتي، وكانوا المُعَلِمُ في ترسيخ معارف التصنيع الزراعي التكاملي بتأسيس ثقافة الجمعيات التعاونية واستجلاب وسائل المكننة الزراعية وتأسيس إتحاد التعاونيات وتدشين المطاحن والمصانع ومغازل القطن والنسيج ومشاريع التكافل والإشتراكية وتنمية المجتمع وترتيب حملات مكافحة الجوع والمرض إلى أطراف السودان وحتى أواسطه، وهي مقدرات بشهادة موروثات ما قبل التاريخ ثقافات متأصلة في وجدانياتهم، وتغلبوا وهم الأوفياء رغم نكبات التهجير على أعاصير العدوان وأضحت مجاهل سهول البطانة بهم قبلة حياة آمنة ومُرَحِبَة باللاجئيين إليها من أصقاع السودان، وبمعايشتهم إنبثق نور العلم واندحرت أمية أهالي البطانه وبطونها، فكانت المصانع والمتاجر ومستحدثات سبل كسب العيش الشريف وتشاركيات وسائل تيسيير الحياة وكل ذلك في ظرف سنوات معدودة من التهجير والتسكين والتوطين، إلا أن هكذا الإشراقات الواعدة خيراً لعموم البلاد والجيران، لم ترضِ بؤرات السوء الناشذة في زمان الشعارات الزائفة وأهازيج نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع وأمريكا دنا عذابها، فكانت سقطات المحاصرة ومصادرات مُعينات الإنتاج وقرارات لجنة الإنقلابين الآبقة برئاسة عضو مجلسهم الإنقلابي المدعو محمد الأمين خليفة المُرتَد عنهم في معية شيخهم العائب أوان مفاصلة شطري حبة الإفساد في الرابع من رمضان السعد بداية التسعينات الجارية، ومنذ وطئتها وما قد ترتب عليها تعاني حلفا الجديدة من تخريب وتقزيم لنجاحات أولياء حلفا واضمحلال وانهيارات في بنيات تطويرحلفا الأساس. تراتب هكذا الظلمات في يقيننا، لأن ثقافة المهجرين وأخلاقياتهم وقيمهم المُكتَسَبة من أصالة الحضارات الممتدة لا تقبل التعايش مع إنحرافات توظيف سماحة العقيدة والمفاضلة بين أهل البلاد تحت دعاوي المشروع الحضاري وأسلمة أهل الذمة والمؤلفة قلوبهم وغيرهم ومن خالفهم واستهبال الخلق مع تمكين عناصر النفاق والزندقة وحرق البخور على مدافن النظريات والأفكار المُتَحَجِرة وأمراض التخلف المُزري.
تقلصت سعة تخزين مياه إرتواء المشروع إلي أقل من ثُلث حجم الطاقة الإفتراضية إبان نكبة عُصبَة يونيو89، من مليار وثاثمائة مليون متر3، يخصص منها لري مزارع مصنع السكر حوالي ثلثمائة مليون متر3، والمتبقي لري دورات المشروع الأصل ومراحل الإمتدادات العشوائية زائداً أراضي أملاك المهجرين، تقلصت مياه الخزان إلى حوالي خمسمائة وستون مليون متر3، تخصم منها ذات نسبة ري مزارع قصب السكر المملوكة للمصنع القومي، أي المتبقي لأهالي المشروع فقط مائتين وستون مليون متر3 وذلك الإنخفاض الواضح في الطاقة القصوى، نسبةً لتغافل حكومة التجويع من ضرورة تطهير الخزان من ترسبات الإطماء وصيانة بوابات الخزان. كما وأنهم يوهمون المغلوبين على أمرهم بدعامة وتعويض خزان ستيت قيد التخطيط ، وهاهم سوف يحصدون السراب بعد أن أقحمت مصالح خزان ستيت في معادلة التصالح مع جبهة الشرق ومجموعات أسود الرشايدة. ومن الأعجب أنهم ومع إهمال الإمكانيات المُتَاحة يتشدقون بمشاريع السدود القائمة على رفات شُهداء كجبار والرباطاب، كما يتوافقون مع إدعاءات الحقوق التاريخية لدولة مصب الوادي ويتشاكسون ويتضادون مع مُطالبات دول حوض النيل الشقيقة لإعادة تصحيح توزيع الأنصبة. كيف يُفهَم هكذا التخبط غير كونها قرينة وبينة إفساد وتسويات موبقة. ترتب على تقليص المياه بوار أوسع من ثلثي الحواشات في حلفا فضلاً عن تجميد أراضي الأملاك وتجفيف الترع والقنوات ونفوق الحيوانات المستأنسة وبالتالي الجوع والهلاك والمرض وتسرب الأهل المغلوبين على أمرهم إلى حواشي المدن وتقنيين العطالة وإنفلاتات أمن المجتمع، وفي ذات الظرف أبدع اليونيويون في تمكين شرائحهم وتفرعنوا وتسلطوا على رعيل المجتمع. سبحان الله، أيمكن أن يكون كل هذا الخُبث والدهاء والزندقة والكفر واللعنة في آدمي يدعي التدين والتقوي أياً كان الدين؟؟ أما عن وضع الصحة المأزوم وسلامة المجتمع في حلفا، وفي إطار مَقاصِد الإبادة والتشريد، لم يحظ مستشفى حلفا ومرافق الصحة الاخرى بأي مستوى من التحديث والتطوير الكمي أو النوعي منذ إنشائها في الستينات الماضية، وتفتقد جميعها لأبسط مقومات التشغيل والكادرالمتخصص. إلا أن ألمع قرائن الإهمال المتعمد تصاعد نسبة مرضى أنواع السرطانات الناجمة من ملوثات سقوف مادة الإسبستوس المحرمة دولياً ، فضلا عن إستشراء حالة الفشل الكلوي ومهلكات أمراض الملاريا والكلازاروقائمة الأمراض غير المُشَخَصة حتي أضحى وفيات شريحة الأربعينات والثلاثينيات عادياً وحالات موت عُسرالتوليد خبراً يومياً ، فأي ظلم وتهميش وإزدراء بخلق الله هذا الواقع المزري. على هكذا المنوال من الإهمال المتعمد يتواصل تَعَمد تدهورالتعليم بعد أن كان متبوءً لموقع الريادة، حبث إنخفض مستوى التحصيل وأرتفعت إحصاءات التسريب وإنعدم قدر المنافسة في القبول بالجامعات ويمتهن أبناؤنا الهامشيات ويتعطل حتى الخريجون منهم على مقاعد الإنتظارووالوعد الكاذب في بطاقات توسيطات وتزكيات وساطة النافذين من الإسلامويين وأئمة المساجد وفقهاء الخلاوي وحتى من دراويش الحلقات ومشعوذي السُفلي. من غبر المهمشين أهالي حلفا كان رائداً في إثراء الحياة المدنية في السودان والإقليم حتي يأتي مستزورزمان الضياع مُستأنساً آفة السمسرة مُهلالاً بمكروه تصفية مشروع إعاشتهم وإغتصاب الحقوق المشروعة لهم ، لله في شأنكم ياعُصبة تمزيق وحرابة البلاد حِكَم. يذكرفي هذا المقام للذكرى فقط وليس غيرها ونحن قومٌ لا يتباهى بالتميز قدرتعليمها للآخرين، أنه قد كان في المظهرالغالب بين مجتمعات طلاب جامعتي الخرطوم والقاهرة الفرع والعاملين فيهما منذ بداياتهما والجمعيات المهنية وحتى عهد اليونيويين في89 لوناً نوبياً وحلفاوياً صارخاً، كان الداخلون إليها يتخاطبون بالنوبية أولاً حتى في القاعات ومرافق الخدمات ومكاتب الإدارة والإجتماعات، وإذا استصعب التفاهم كانوا يعربون أو يفرجنون لغة الخطاب، ألهم لا راد لقضائكم ونبتهل إلى جلالتكم إشفاء أمتنا من أزمات السفهاء منا. في بالنا صورة مُضحِكَة من إنعكاسات خلفيات التهميش المتعمد، يحكى أنه إبان السنوات القليلة الفائتة أُقحِمَت تموينات بعض المنظمات العالمية في ما يُعرف بإعمار شرق السودان تستهدفُ إنشاء البنى التحتية والتدريب ومكافحة الفقر والتمويل الأصغر للأسر الضائقة، أُستثنيت محلية حلفا الجديدة منها وكأنها الغريب بين مكونات الشرق بناءً على توصيات سياسيةعُليا من الخرطوم بشهادة مديرإحدى هذه المنظمات عند استيضاحه. لو أصبح الإعمار محرماً على أهالي حلفا وهم في الشرق، فلماذا لا يتجرأون بإرجاعهم وإعادة توطينهم في بيئتهم الأم وهم الأقدر بخلفية وإستقواء شواهد التاريخ على ابتكار وسائل الإعماروتطوير الذات حتى لمن جاورهم صعوداً ونزولاً الى حوافي إفريقيا عبر السودان. كيف يتغافل بطانة المُهَمِشون عن أن بوابة السودان موطن أهالي حلفا الشمالية الاصل قد ترسخت عبرالتاريخ مدخلاً لإرساليات حملات إغاثات طوسون باشا قبل قرون وتحرير جنوب الوادي من بطش مجاعات سنة سته وانتهاكات مضرب أمثال الدنيا مهدية ودخول معارف الحياة الحديثة إلي مجاهل الجنوب. من المعيب نسيان رد الجمائل يا عصبةً قد تسلطت على الأحرار في غفلة سقطة التاريخ.
ختاماً دعوانا للأهل والعشيرة أن صبركم الأيوبي الشاكلة وإنتفاضتكم البيضاء العارمة مع رصفائكم أحرار السودان لهي الخلاص، كما وأن إستصراخنا للمنظمات المدنية المحلية والإقليمية في التكاتف والتعاضد لتحريرمشروع حلفا من براثن الفك المتوحش المفترس، وللمنفلتين من أبناء حلفا المتورطين في معية عصابة الإنقاذ الإنفكاك ورمي أحجارهم في مذبلة التاريخ، أما آمالنا في بيوتات المال والخبرات والنجاحات النوبية لفي تجديد متواصل لإعادة وادي حلفا إلى سيرتها الأولى بأهلها وإمكانياتها ووحدة ثقافتها وكفانا من سيل التضحيات ومعاناة نكران الجميل.
محجوب بابا
من إشكيت حلفا
هاتف محمول 0097339347132 ،
بريد إلكتروني: [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.