للاسف كثير من الاخوه الاعزاء وبالصدفه عندما يذهبون للتبرع لاقاربهم واصدقاءهم بالدم يفاجئون بعد الكشف الطبي استبعادهم من التبرع بالدم او عند الكشف الطبي لتوظيفهم في بعض البلاد لاصابتهم بالتهاب الكبد الفيروسي وهذا الفيروس انتشر بصوره كبيره في بلدنا السودان ويتم انتقاله عن طريق نقل الدم او الاتصال الجنسي او وراثيا من الام او ينتقل عن طريق اللعاب بواسطة مشاركة اواني الشرب او التقبيل وللاسف هؤلاء الاصدقاء كل احتمالات الانتقال اليهم بالطرق السابقه تستبعد الا عن طريق اللعاب. فبعد غربه طويله طفت فيها اقطاب الارض وتجولت بين البلاد عدت الي وطني السودان فذهلت وضربت كفا بكف عندما شاهدت شباب وشابات افراد وعائلات علي شارع النيل بطوله الفارع يجلسون حول بائعات الشاي يرتشفونه يضحكون ويتسامرون غير مبالين تماما بما يمكن ان تحمله هذه الظاهره اليهم والي اسرهم واقرباءهم من امراض استعصي علي الطب علاجها وكيف لوزارة الصحه ومفتشي الصحه والمحليات وحتي لمثقفينا الذين منذ ستينات هذا القرن طافوا بلاد العالم لماذا لم ينقلوا ما راوه من ثقافات صحيه الي بلادهم فمن المؤكد بان هذه التجمعات علي شارع النيل تجهل تماما بخطورة هذا السلوك الصحي السئ. الكثير من الامراض التي من الممكن ان تنتشر بواسطة مشاركة اكواب الشرب غير المعقمه مثل التهاب الكبد الفيروسي باء والتهاب الكبد الفيروسي سي والتهاب الكبد الفيروسي دال والتهاب الكبد الفيروسي الف وفيروس الانفلونزا وباكتيريا الزهري التي تنتقل من شخص مصاب بقروح زهريه في فمه الي الشخص السليم وباكتريا التايفود او الدسنتاريا وفيروس الهيربس الفموي والتناسلي وباكتريا السل الرئوي التي قضت علي اهل الشرق بسبب ادمانهم لشرب القهوه ونشكر الله بان فيروس الايدز لاينتقل بمثل هذه الطريقه ولكن للاسف فان التهاب الكبد الفيروسي يعتبر اخطر من فيروس الايدز لان الشخص المصاب لا تظهر عليه اعراض المرض ولا حتي هو يعرف بانه مصاب ويمكن ان يظل عشرات السنين حاملا لهذا المرض وناقلا له دون ان يدري بذلك. فقط بنظره سريعه انظروا الي الطريقه التي يتم بها تعقيم اكواب الشرق وهم يسمونها غسيل الاكواب حيث في كل الاحوال يوجد وعائين كبيرين احدهما به ماء الصابون والاخر به ماء صافي فيتم غمس هذه الاكواب علي ماء الصابون ثم تغمس علي الماء الفاتر ومن ثم تعطي مسحه بمنشفه او فوطه وتقلب علي الطاوله وللاسف من الممكن ان يظل هذا الماء طيلة اليوم دون تغير بل انظروا الي شكله مسود وعندما سالتهم ردوا الي بان هذه هي سواد القهوه ومن الممكن بان هذه الفوطه لها شهور لم يتم تغيرها او غسلها وطريقة الغسل هذه ليست تعقيم وليست من الممكن ان تمنع انتقال الامراض بواسطة اللعاب وللاسف فان معظم بائعات المشروبات الساخنه وبائعي المشروبات البارده وحتي اماكن التدخين العامه مثل نوادي الشيشه فانهم يجهلون تماما بالتدابير الصحيه لحماية زبائنهم ولم يتلقوا دورات تدريبيه قصيره من وزارة الصحه لاتباع السبل الصحيه الوقائيه . انظروا لكل دول العالم اليوم من حولنا انهم يستعملون طريقه بسيطه هي الاكواب الورقيه ذات الاستعمال لمره واحده وحتي بعض الدول مثل مصر والشام توجد رقابه لصيق علي المقاهي حيث يغسلوت الاكواب بماء الحنفيه الساخن وهو ماء متحرك ولا يستعملون المنشفه ولهم وعي كبير بخطورة مشاركة اكواب الشرب ولكن للاسف فان مسئولونا يشاهدون ويصمتون علي ذلك واخشي بانهم يجلسون ويرتشفون المشروبات بنفس هذه الطريقه في مساكنهم او متاجرهم او في الاماكن العامه وقد حاولت التحدث مع الكثير من اصحاب المحلات باتباع الطرق الصحيه في تعقيم الاكواب ولكن نصحي دائما مايقابله بالامتعاض والرد باننا اناس نظيفين واذا انت تري غير ذلك فاذهب الي بيوتنا او اذهب الي مكان اخر لتشرب فيه. لا احد مستعد ان يسمع نصحي فخصصت لنفسي كوب خاص احمله في حقيبتي او سيارتي وعند زيارتي للاماكن العامه اعتزر لاصدقائي بانني لااشرب هذا واحيانا عندما انسي كوبي استاذن من صاحب المقهي فاغسل الكوب بنفسي اضعه امامه واحزره من استعمال المنشفه فعندما اري الاشمئزاز في وجه اتعلل له بان يعزرني فانني اعاني من وسواس قهري.اخوتي انها ماساة الشعب السوداني لايقبل التغير الا عن طريق التشديد والضغط علي ذلك ولكن يجب ان لايصل بنا التساهل والتحامل علي اشياء مثل هذه السلوكيات الصحيه السيئه سوف لن تظل في مكانها العام هذا بل تحمل الي زوجاتنا واطفالنا واهلونا وهو مظهر غير حضاري امام ضيوفنا من شتي بقاع الارض وهذه صرخه قويه للاخوه المسئولون عن هذا الامر بالتحرك لايقاف هذه الظاهره وانا اعلم تماما بانهم تلقوا التعليم سنين في جامعاتهم عن الطب الوقائي وانتقال الامراض بل هم يطوفون بلاد العالم لحضور المؤتمرات والدراسات فيا ايها الناس اتقوا الله في هذا الشعب واوعوا بدوركم ومسؤلياتكم. دكتور سعيد تورشين بكالريوس طب وجراحه جامعة الخرطوم [email protected]