منذ بداية التمرد في دار فور في نهائيات عام 2003م وهجوم التمرد على مدينة الفاشر في 25 ابريل 2004م الشئ الذي ادى الي تعيين الاستاذ /عثمان محمد يوسف كبر والياً على شمال دارفور بالرغم من ذلك لم تهدأ الاحوال الامنية خلال الاعوام 2004- 2005م ولكن سرعان ما استقر الامن بالولاية واصبحت آمنة تماماً حيث شهدت العديد من النشاطات تمثلت في الدورة المدرسية ومؤتمر قضايا الاعلام وصعود مريخ الفاشر للممتاز واقامة دورة سيكافا واستمر الاحوال مستقرة حتى عام 2012م ولكن رغم ذلك الاستقرار الذي تمتع بها الولاية إلا انه لا يخلوا من حين لاخر من عدم الاستقرار والانفلات الامني خاصة في حاضرة ولاية شمال دار فور التي شهدت العديد من الاغتيالات والنهب والسلب والشائعات والاكاذيب والصراعات القبلية و بالرغم من كل ذلك استطاعت حكومة الولاية فرض سيطرتها الامنية ولكن الي حين ويعزي ذلك لضعف المقدرة الامنية وعدم السيطرة على الوضع الامني التي تفوق إمكانيات حكومة ولاية شمال دار فور في بسط الامن والاستقرار في كل ارجاء الولاية . لأن حقيقة الصراع الدارفوري وابعاده القبلية والاقتصادية والبيئية والسياسية انحرفت واستندت في تحقيق اهدافها على الاغتيالات التي تحدث بين الحين والاخر مستهدفاً قيادات المجتمع المدني وإستهداف القبائل وقياداتها حيث لا تجد للإدارة الاهلية صوتاً في كل ارجاء دارفور . بداية الوالي الاستاذ عثمان محمد يوسف كبر في عام 2004م كانت بداية موفقة في إدراة دفة الامور في ولاية شمال دارفور ، حيث استطاع في وقت وجيز تهدئة الاحوال الامنية وبسط الشورى والتوافق بين كل قطاعات المجتمع في ولاية شمال دارفور حتى ان علاقاته مع قادة التمرد كانت جيدة وتسير نحو الافضل رغم وقوفه القوي في وجه التمرد حيث منعتها تماماً من الاقتراب من حاضرة ولاية شمال دارفور ، وللحقيقة أؤكد بإن الوالي كبر يملك مقدرة هائلة ودرجة عالية من الفهم والادراك والإلمام بقضايا دارفور عامة وولايته بصفه خاصة ، والدليل على ذلك توحيده لاهل الولاية على صعيد واحد خاصة في الانتخابات الماضية ، إلا أنه رغم كل ذلك وللحقيقة أقول وأؤكد أن هنالك الكثيرون من بعض السياسين من ابناء شمال دارفور بعضهم يحتل مواقع دستورية في حكومة ولاية شمال دار فور هؤلاء يقفون ضد الوالي كبر محاولين إنتهاز الفرصة لتحقيق اهدافهم ورغباتهم وتصفية حساباتهم القبلية والشخصية ، ولقد حذرنا من هؤلاء مرات عديدة وكتبنا في هذا الموضوع مقالات كثيرة محذريين من هؤلاء. خاصة أن الكل في ولاية شمال دارفور يحلم ان يكون والياً أو وزيراً او معتمداً ، وهذه طموحات مشروعة يمكن تحقيقها بطرق مشروعة ليس بالمؤامرات وقتل المواطنين العزل ونهب ممتلكاتهم وزعزعت استقرار الولاية وجعل والوالي شماعة لتعليق مؤامراتهم عليها ، فهل اذا ذهب كبرسوف يشفع لهم ذلك الدماء الذي سفكوه ؟والاموال التي نهبوها من المواطنين ، والقرى التي احرقوها – والارامل – واليتامى ؟ مايحدث الان في ولاية شمال دارفور إتخذ منحى خطيراً على الدولة ان تحسم الموقف و أن تترك موقف المتفرد على الاحداث ، لان ولاية شمال دارفور ليس إقطاعية لشخص او قبيلة او طائفة او مجموعة معينة . فالولاية جزء اصيل من السودان ولابد للدولة ان تفرض سيادتها عليها بإتخاذ قرارات سياسية حكيمة واضحة ازاء هذا الموقف المريع وحمامات الدم والفوضى ، لان مايجري من عمليات عسكرية في دارفور ليس من مسؤولية الولاة وإنما هي مسؤولية الدولة التي تسعى للحوار مع الحركات المسلحة ، التي تحاول جاهدة زعزعت الامن بالهجوم على مناطق عديدة في دارفور ليستفيد منها كورقة ضغط في الحوار الذي لم يتم التفاوض فيه حتى الان .وبالرغم من ذلك يدفع المواطن المغلوب على امره الثمن متحملاً تبعات وآثار هذا الحرب سلباً أو ايجاباً .إذا ذهب كبر اليوم او الغد فلن يخسر شيئاً ، فليأتي من بعده من يستطيع الحفاظ على الولاية وحاضرتها من السقوط في يد التمرد ، ويلبي احتياجات بعض اهل شمال دارفور وثوراتهم وغدرهم وخياناتهم ويحافظ على ماحققه كبر من إنجازات بالرغم من أن التنمية لايتم في ظروف أمنية غير مستقرة ، فدارفور ارض الثورات والخيانة والغدر منذ عهد السلطان تيراب وحتى الآن ولن يهداء لها حال حتى قيام الاخرة ، صدقوني وراجعوا تاريخ دارفور جيداً قبل انضمامة للسودان وبعد انضمامه له عام 1916م .منذ حدوث مشكلة جبل عام عام 2013م شهدت المنطقة قتالاً قبلياً ومواجهات دامية وعنيفة بين قبيلتي البني حسين والرزيقات ادى الي مقتل اكثر من الف شخص ، الشي الذي ادى إلي تطور الموقف وتصاعد الاختلافات بين الشيخ موسى هلال ووالي ولاية شمال دارفور ونفى الوالي كبر ان يكون لديه اي خلافات شخصية مع زعيم قبيلة المحاميد وان الشيخ موسى هلال لم يدعم التمرد بقيادة مني اركوي مناوي (اخر لحظة العدد 2704بتاريخ 17/3/2014م ) .، رغم ان الشيخ موسى هلال قد ساهم بصورة فعالة في فوز الوالي كبر في الانتخابات الماضية ، تؤكد بعض المصادر أن سبب الخلاف الاساسي بين كبر وهلال يرجع الي احداث منطقة جبل عامر ، حيث عملت بعض القيادات من اطراف النزاع على زرع الفتنة بين هلال وكبر من أجل مصالح شخصية وذاتية .تقع مسؤولية تصعيد الحركات المسلحة لعملياتها في اجزاء واسعة من شمال دارفور على عاتق الذين ساهموا في زرع الفتنة بين كبر وهلال ، والشئ الذي ادى الي قتل وتدمير ونهب ممتلكات المواطنين في محليات اللعيت – الطويشة – مليط – سرف عمرة – كلمندو حيث بلغ عدد النازحين بولاية شمال دارفور 54 الف نازح اضافة على الهجوم على قوات الاحتياطي المركزي في محلية سرف عمرة . تناولت الصحف ماحدث بمحلية الكومة و الذي يعتبر مؤشر خطير للاحداث بشمال دارفور وإذكاء وإشعال لنار الحرب القبلية إذا صحت الروايات ، لان ماسبق احداث الكومة من هجوم على محليات اللعيت – الطويشة - مليط من قبل قوات مني وعبد الواحد محمد نور هواستهدافاً واضحاً وبائن لقبيلة معينة ، وتصعيد خطير لم تشهده ولايات دار فور منذ قيام التمرد . لماذا يهاجم المتمردون المواطنين العزل في هذه المحليات التي يعلم (مني وعبدالواحد ) انها تخلو من حاميات عسكرية ؟ لماذا لم يهاجم مني وعبدالواحد الفاشر او الابيض او يذهب للخرطوم بقواتة ليواجه الدولة التي يريد اسقاطها بدلاً من أراقة دماء الابرياء وسلب اموالهم وكثرة التصريحات والتهديدات التي لا تقتل ذبابة ، الموت والدمار يخيم على دار فور وخاصة شمالها من جراء هجمات التمرد على المواطنين وقراهم ، وصاحب وثيقة الدوحة يقضي احلى ايامه عريساً متمتعاً بشهر عسل ناسياً ان هنالك بحور من الدماء تسيل في دار فور شأنه شأن لويس التاسع عشر الذي اعدمه الشعب الفرنسي الجائع ، لقد اشرت في عدة مقالات بان دكتور التجاني سيسي ليس بالرجل المناسب لهذا الموقع لانه لم يفعل شئ يذكر من أجل السلام في دارفور رغم دعم الدولة السودانية ودولة قطر والإمم المتحدة لوثيغة الدوحة : مال السلطة الاقليمية التي من المفترض ان تذهب للتنمية والنازحين والارامل واليتامى تبدد في الخرطوم في إقامة حفلات وندوات ومؤتمرات فارغة من محتوها .اين وثيقة الدوحة ؟ واين قادة التحرير والعدالة ؟ ممايجري في شمال دارفور ؟ واخيراً ابوجا – الدوحة - الاتفاقيات الفرعية لسلام دارفور المستفيد منها القوة الاجنبية من أجل تحقيق اهدافها والضغط على الحكومة السودانية وإملاء شروطها، من اجل تحقيق سلام لا يتلائم وطبيعة السودان سياسياً وإجتماعياً وأخطرها عقائدياً – وهذا ماترمي له وتتمناه الولاياتالمتحدةالامريكية من خلال بيان المندوبة الامريكية (سما نثا باور) بشأن دارفور في مجلس الامن حيث اوضحت الموقف السالب للإدارة الامريكية تجاه السلام في دارفور . في وقت تتصارع فيه قيادات دارفور من اجل الحكم متخذين ، دماء وجثث وبكاء الارامل واليتامى وحرق القرى وسلب اموال المواطنين وتحطيم المنشأت الحكومية والمدارس والمستشفيات والنزوح واللجؤ من أجل تحقيق اهدافهم ، غيرمدركين بان دار فور سوف تصبح فارغة يجثم على ارضها اخرين بعد أن تحقق اهدافهم بواسطة قيادات دارفورية غير واعية بمايدور سياسياً وامنياً ودولياً من حولها. يوسف الخضر احمد [email protected]