التربية، كلمة ذات تفاصيل عميقة، وموروث مكتسب من جيل لآخر، إنها العنوان البارز للفرد، فمتى ما كان تعامله مع من حوله رائعاً راقياً أعطى ذلك انطباعاً بحُسن تربيته عاكساً أخلاق أسرته التي استنشق منها هذا النهج. التربية كانت وما زالت نتاج للتأثيرات المحيطة بالبيئة ، وإن كانت للأسرة والمدرسة القدح المُعلى أيضا لا يفوتنا أن الغزو الثقافي عبر القنوات الفضائية له عظيم الأثر في تشكيل سلوكيات الأفراد في المجتمع، ودور القنوات الفضائية وما تبثه من مواد قد تكون كفيلة بهدم أسس وثوابت ركيزة التربية، من هنا يبدأ الانحدار التربوي في لحظة لا نستشعر فيها ما يحدث حولنا. سؤال مهم.. هل التقدم والتطور العلمي كان على خصماً على التربية السليمة؟ أُجيب.. نعم، فأجدادنا لم يتلقوا العلم والمعرفة المطلوبة، ولم تكن وسائل الاتصال والإعلام بهذا الكم الهائل، ومع ذلك أخرجوا لنا جيلاً معافى تربيةً وخلقاً وسلوكاً، فقد كانت تربيتهم لأبنائهم تربية عملية على أرض الواقع، وليست نصوصاً مكتوبة كما نقرأه اليوم في كتب التربية التي تعّج بها المكتبات، وأرى أنها لا تمت للواقع بصلة وما هي إلا للترّبح... لا تستعجبوا، أن القيم والأخلاق والتربية تحوّلت إلى نصوص تُباع في الأكشاك والمكتبات. من الملاحظ، أن جُلّ الآباء انشغلوا بأعمالهم اليومية وتركوا التربية جانباً، جاعلون التربية أمر ثانوياً، وقد لا يعلمون أن التربية هي المسار الصحيح لمواجهة متقلبات الحياة وأنها الحصن الآمن لهم ولمستقبلهم.. وأنت أيها الأب عندما تُخرج ابنك للحياة فاشل تربيةً، فأنت بذلك حطمت مستقبله دون أن تدري، والفشل الذريع حينما نظن أن العلم أهم من التربية.... العلم يؤتى في أي زمان ومكان، أما التربية تتم بالتنشئة الصحيحة والقويمة في البيت.... ولا أعلم .. أين النجاح في المتفوق علمياً ومنحدر تربوياً ؟ أخيراً .. كلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته، هؤلاء الأبناء مسؤوليتكم أمام الله، أحسنوا تربيتهم تفلحوا، كونوا نموذجاً يحتذى، امنحوهم جزءاً من وقتكم، فهم يستحقون منكم التوجيه والنصح، يا آباء هؤلاء الأبناء عنوان لكم... ليكن العنوان سليماً لكي لا يتوهوا في ردهات الحياة. الطاهر أمين [email protected]