أي مشهد من مشاهد الحل يكون نظام الإنقاذ ومن سادنوه جزء منه سيكون مشهد فاسد ولن يكون سوى نسخ لذات المشاهد التي عاشها الشعب منذ يونيو 1989م ولن يفضي ذلك الا لمزيد من التعقيد وبالتالي تأخير الوصول للحل الشافي لكل هذا الداء العضال الذي الم بالوطن ، داء تمثل في المتاجرة بالدين ودغدغة العواطف الدينية التي ظلت ولم تزل تمارسها أحزاب الطوائف الدينية بمختلف مشاربها ومسمياتها وهي التي فشلت من قبل في تحقيق أي تقدم بالوطن للأمام وها هي تسعى لجره للخلف ، فلا صحوة ولا جمهورية ولا شريعة اسلاميه أقامها أولئك ولا هؤلاء الذين ظلوا يدعون اليها وهم يضمرون السلطة والجاه والمال ، وما مارسو قسم الدين قط ولو على مستوى السلوك ناهيك عن تحقيقها على مستوى حكم ومؤسسات وطنية تخرج هذا الوطن المكلوم بهم ، ولا ادري حتى متى نظل ننتظر والوطن يطنطن يرجحن ويئن من وطأة ما وقع عليه من استلاب لمقدرات وقيم لا تقدر بثمن ، فلا الأحزاب الطائفية التي منحها الشعب السوداني عدة مرت تفويضاً بالحكم قد حفظت العهد من قبل ولا طائفة الإسلاميين انقذت شيء مما ادعت انها أتت لإنقاذه وهي التي اهلكت ولم تنقذ شيء ، ومن سبقوها خانوا الأمانة وما حفظوها حتى اغتصبت ووقعت في ايدي هؤلاء الذين لم يزلوا يجكمون وهاهم قد اهلكوا القائم والنايم ولم يزلوا يسعون الى احداث الكثير من الهلاك . بحكم التجربة الطويلة التي تجاوزت نصف قرن من الزمان ، قد مر السودان خلالها بفترات عصيبة اشدها واطولها ما حدث خلال حكم النظام القائم حالياً (نظام الإنقاذ) ، وحيث ان الأحزاب الطائفية ثبت وبما لا يدع مجالاً للشك انها غير قادرة على تحمل المسؤلية بدليل ماضيها المخيب للآمال ومواقفها البائسة اليائسة من القدرة على استرداد السلطة المسلوبة منها عنوةً . والأدهى والامر انها ظلت ولم تزل في هرولة مستمرة نحو من اغتصب منها السلطة وهي تمني النفس بعودة فردوسها المفقود ذلك بمشاركة عطيةً من المغتصب بدلاً عن تلك التي منحها لها الشعب من قبل ، وهي اذ ترضى بالمشاركة بهذا الشكل تضيع قيمة الحق الذي مُنح لها من قبل وبالتالي تقر بالباطل الذي آلت به السلطة الى الإنقاذ وهي بهذا تكون قد ارتضت السير على طريق الباطل وخانت العهد اذ ضيعت حق الشعب الذي فوضها من قبل . ولن تستحق هذه الاحزاب بعد هذا احترام من احد وستفقد حظها من تفويض من شعب ذاكرته تابى نسيان سوء ممارسة نظام الانقاذ في حقه . نظام يفترض ان يجري الحوار لتصفيته واقتلاعه من جذوره بدلاً من الجلوس اليه ليدير هو حواراً بحسب ما يريد ، وماذا يريد نظام مثل هذا سوى اسقاط ارادة الشعب كما اسقطها من قبل عبر انقلابه الظلامي قبل ربع قرن من الزمان ...؟!!!! ومهما يكن من امر وما يجري عليه الحوار الداير اليوم فلن ينتهي الامر الا الى نتائج فاسدة تنتهي بالوطن الى جب قد يستحيل الخروج منه الا بمهر غالي . ولا حل ...لا حل إلا بتنحية نظام الإنقاذ واحلال محله حكومة انتقالية تؤل اليها مسؤولية تحقيق التحول الديمقراطي المنشود ، ذلك بتنفيذ برنامج يحقق ذلك ، ولنا في في حقبة ما بعد أكتوبر 1964 وحقبة ما بعد ابريل 1985م تجربة ثرة في تكوين الحكومات الانتقالية والخروج من المأزق بسلام ، وحيث ان الوضع اليوم يكون اكثر تعقيداً ودقةً فلا بد من توخي الحذر حتى لا نقع في استعجال النتائج كما سعى لذلك البعض وعينهم على المشاركة ، والوطن خارج دائرة اهتماماتهم التي تترسخ على السلطة والمال فقط . وسائلوا التاريخ عن ذلك سيحدثكم بان هولاء ليسوا سوى أحمد ومن يشركوهم حاج احمد وكلهم لا يخرجون من جلباب ام حمد .... [email protected]