ما يحدث الان سواء كان في الداخل او الخارج هو إعادة لذات السناريوهات التي سبق وان أعدّها نظام الإنقاذ ونفذها من قبل ، وهو لم يزل يعيد انتاجها من جديد مزاولاً حرفته القديمة في التطويل وتدجين المبادئ وافراغها من محتوها وهذا امرٌ لم يعد مخفي على احد . بخصوص المؤتمر الشعبي لا ادري ماذا تنتظر قوى الاجماع الوطني من|( احمد ) وهي تسعى لاسقاط (حاج احمد ) ...؟؟!! . فالموتمر الوطني والمؤتمر الشعبي ليسا وجهين لعملة واحدة فحسب بل انهم العملة التي يجب تقرر قوى الاجماع الوطني عدم اتاحة الفرصة لتداولها ثانية ، وهذا لن يتحقق عبر أي تفاوض مع نظام الإنقاذ (المؤتمر الوطني +الموتمر الشعبي) . اساساً وجود المؤتمر الشعبي من ضمن قوى التحالف الوطني كان خطأ كبيراً وبافتراض انه يعارض معارضه حقيقية فإلى ماذ يهدف المويكر سوى الوصول للسلطة بذات مفاهيم وأدوات نظام الإنقاذ وهو جزء منه ، ان منطق التحالفات التكتيكية من اجل انجاز مرحلة معينة (اسقاط النظام) لا ينطبق على حالة المؤتمر الشعبي ، ذلك ان المؤتمر الشعبي في اعتقادي لم يكن سوى صنيعة نظام الإنقاذ التي برعت في صنع الفخاخ للآخرين على مدى ربع قرن من الزمان ولم تزل قيادت الأحزاب تقع في تلك الفخاخ التي سقط فيها (السيدين ) ولن نقول الحزبين الكبيرين ( الاتحادي والأمة ) ، ذلك ان جماهير هذين الحزبين ليست على وفاق مع قادتها فيما يخص المشاركة ولا المهادنة ولا التحالف مع نظام الإنقاذ بفرعيه اللا (وطني / شعبي) . لا ينبغي لقوى التحالف الوطني ان تضيع الوقت في غير فائدة ولا ينبغي لها ان تتيح الفرصة لنظام الإنقاذ لكي يعيد انتاج ازمات البلاد من جديد ، وينبغي التحرك بوعي حاذق لايقاف تنفيذ نظام الإنقاذ للأجندة الأجنبية التي تسعى لمزيد من تقسيم ما تبقى من هذا الوطن الجريح . اننا اليوم تحت ظروف فاصلة ما بين دعاة الدولة المدنية الحديثة التي تستند على مبدأ دولة القانون عبر حكم ديمقراطي يستند على دستور ديمقراطي يؤسس لدولة المؤسسات ، نظام يؤمن بالديمقراطية مبدأ ومنهجاً لحكم البلاد ، ومثل هذا النظلم لا مؤتمري الإنقاذ(الوطني والشعبي) ولا السيدين (الصادق والميرغني) بقادرين على انفاذه بحكم ان هؤلاء واولئك لا يعيشون الا في ظل نظام اما ديكتاتوري شمولي او في ظل نظام طائفي شمولي وكليهما يستند على تغيّب العقل وتنشيبط العاطفة الدينية وكلا النظامين اعتقد قد عفى عنه الزمان الى غير رجعه ، ما جعل هؤلاء وأولئك العمل على تبديل جلودهم تمشياَ مع المرحلة المقبلة وكأني بهم لا يدركون ان المرحلة المقبلة هي مرحلة حكم الشعب عبر نظام ديمقراطي حقيقي ، والشعب قادم لا محالة لانجاز هذه المهمة شاءوا ام ابوا مكروا ام استكبروا ... أي تنازل من جانب قوى التحالف الوطني عن مبدأ التحول الديمقراطي عبر حكومة انتقالية ، يعني انتكاسة ستعيد انتاج الإنقاذ والطايفية ثانيةً وسيعود الوطن كرة الى الخلف وستنخر فيه أدوات التمزق بما يجعل ما تبقى من الوطن عدة دويلات متناحرة لن يستقر لها حال ابداً ...ابداً .. [email protected]