تلك العروس التي تستقبلك هاشة باشة ، بثياب خضر ليس من سندس وإستبرق ، وإنما هي وشاح رباني متكامل الجمال ، خص الله به محبوبتنا هذه وأخواتها دون غيرهن في طول وعرض البلاد ، ليزيدهن جلال على جمال . إحدى مدن جبال النوبة ، هي مدينة رشاد ، تلك التي تزداد إخضرارا وبهاءً ورونقا مع فصل الخريف وهطول الأمطار ،والتي تقبع بالمنطقة الشرقية لجبال النوبة ، إذ يمثل موقعها الإستراتيجي مدخلا لعمق الجبال ، بجانب انها تمثل معبرا رئيسيا لمدن المنطقة الشرقية . ولاية جنوب كردفان عموما ، تعتبر أرض خير كبير ، وجبال النوبة هذه سحر آخر ، إن تكن قد فعلتَ مدنها وقراها التي رأيناها (من رأى ليس كمن سمع ) فعل السحر بأنفسنا ، فقد سحرت اخ لنا من قبل ، هو الأديب الاريب محمد أحمد المحجوب ، القائل قالوا بهيبان جنان إذا غشيت * كان لرائدها الجنان في حلب وما دلامي وقد ورقت خمائلها * إلا زحيلة موحي الفن والأدب وشمس ميري وقد خفّت لمغربها * تهفو وتغرب في عين من اللهب رشاد وأخواتها ، هيبان ودلامي وميري وتلودي ومندي ، وليما و... ، هن في الواقع جنان ، إذ يروق لي ان اسميها جنان النوبة وليس جبال النوبة . بتلك الجنان هذه الأيام أمطارا وفيره ، مما جعلت درجة حرارة الجو تنخفض إلى أدناها ، ربما (كيتا) على طريقة استاذنا سيد احمد خليفة عليه الرحمة ، كنت احدثه والشبكة رديئة وهو يكرر السؤال : ضارب من وين ياخالد ؟ من كيلك ، وبعد تكرار كيلك هذه مرارا ، أتاني صوته يقول (كيتاً لك ) ، (كيتاً) للصيف الساخن المعلن هذه الأيام ، إذ ان المنطقة كلها على صفيح ساخن ، ورشاد هذه وحدها تستقبل حتى الآن 10 ألف نازح في ظرف اسبوع جراء قصف الطيران . يا لتلك الديار ، ديار رؤى ،التي غابت عنها الرؤية والروية ، يا لتلك الجنان المستباحة ، بقدر ما أجدني ألوك القصائد ك(السابق ذكرها) لمحبوبنا المحجوب ، ولسان حالي يلهج ب(ياشِعر أبقى لي شاهد) ، أجدني أقدل مع القدال : أتف القصائد إذا ما القصائد دايرة ليك البُكا البِصاحب..رضا..السردار وأتف القصائد إذا ما القصائد بتنزل مُريده وتسبح بحمد الذي ابتلاك وهداني الودار إن كانت سوني بشرق جبل مرة ، تشعرك كأنك جوة جنة ، فالشعور بجنان النوبة أعمق لأنك عمليا تتنقل ما بين الجنان ، فقط اللهم باعد ما بين هذه الجنان ومابين البكا والسردار والودار والإبتلاء وهؤلاء . [email protected]