بسم الله الرحمن الرحيم هل يكفي للتعبير عما يعكر هواء سوداننا هذه الأيام ...استخدام التعبير الشائع عن إزكام الأنوف ؟ لا اعتقد . فما بان من جبل الجليد .. انتن من ان يصوره مثل هذا الوصف. ولست هنا في مقام المسترسل فيما اصبح معلوما للقاصي والداني من اخبار الفساد ..بل واصبحتُ اشارك الكثيرين في ان الكتابة في فضح النظام قد بلغت مداها..لان النظام مفضوح بما فيه الكفاية ويزيد.. وأن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات عملية ..لا اجدني متفقاً مع مطلقي الاقتراحات بالتعجل باغتنام الفرصة .. وصاعق هذه الخطوة.. يتخلق في الشارع السوداني بوعيه.. ثم بتوالي اخفاقات النظام ..الذي ولحسن الحظ ..قد اخذ كامل فرصته لتحقيق دولته المنشودة.. وحصدنا معه الهشيم. لكن ما يجب ان تستمر الكتابة فيه .. وتسليط الاضواء الكاشفة عليه.. يتمثل في الفكرة نفسها .. وأعني بها فكرة الاسلام السياسي بادبياتها المعروفة ..والتي تعدى معتنقيها مرحلة التبشير المستمر ..الى فرضها على الشعب السوداني عبر الانقلاب العسكري في تلكم الليلة المشؤمة من تاريخ بلادنا. وحصدنا الحصرم. ويكمن السبب في اهمية استمرار الكتابة .. في أن ذهاب النظام ..لا يعني بالقطع ذهاب التيار ..وهذا معلوم بالطبع .. وليس ادل علي ذلك .. من ان المنادين باسقاط النظام ..وانشاء نظام ديمقراطي تعددي .. لا يستثنون الحزب المتحكم من حق التمتع بالوجود في اجواء الديمقراطية.. اضافة الي انسلاخ مجموعات من النظام .. وبروزها كتيارات معارضة للنظام.. وهذا وضع مخالف لما قامت به الحكومة المصرية من حظر ووسم للتيار بالارهاب . ولم يعد يجدي الجدل في الاسم الذي يجب اطلاقه عليهم من شاكلة هل ينبغي ان يكون اسلاميين كما يقولون او اسلامويين. لان العبرة لم تعد بالاسم ..بل بحصاد ا لتجربة المؤدي الي امعان النظر في جوهر الفكرة. والواقع ان جل ما ساقنا واياهم الي هذا المصير ..تفسيران اري أنهما مضللان لمفاهيم لايات قرآنية كريمة .. أولاها عن الذين يمكن لهم في الارض .. والاخري عن استئجار القوي الامين..فلئن كان نبي الله موسى عليه السلام قويا بازالته للصخرة بمفرده عن بئر مدين .. وغض بصره اثناء سيره تابعاً الفتاة ..وبذلك اصبحت الصفة فردية تتعلق به شخصيا عليه السلام في ذاك الموقف ..فإن مفهوم القوي الامين يجب ان يضبط بضوابط عصرنا الحديث .. ولا يترك مطلقا خاضعا لتفسيرات متحيزة الي فكرة ..ولا يعطي حصانة من ادوات الرقابة والشفافية .. فمن اعتبرهم والي الخرطوم قويين امينين .. قد اتيا بما يُعجز الشيطان نفسه..اما ما تعلق بالتمكين .. فقد هبط الي وصف اعضاء الحزب اياً كانوا..دون عباد الله ومواطني السودان الاخرين. اما ثالثة الاثافي ففي فقه السترة واستغلاله .. الذي جعل امر الكشف عن الفساد في اعضاء التنظيم ..شأناً محكوما بالتطورات السياسية ..كما بشرنا حسين خوجلي .. بتوقع المزيد..والرافة علي تحكيمية الاقطان . كل ما سبق جعلنا نحن عباد الله غير الممكنين نصرخ هاتفين ..سترة وتمكين ..يا رب لمتين!!!؟ [email protected]