بعد معارك شرسة قادها جماهير الشعب السوداني ضد نظام البطش والجبروت الذى يمثله حزب المؤتمر الوطني الحاكم ومن سار على نهجه من الاحزاب والمجموعات التى تسانده ليواصل فى ارتكاب المزيد من الجرائم فى حق الشعب ، وبعد معارك الجماهير على كافة الاصعدة ونزولها الى الشوارع والساحات وعلت الهتافات التى تطالب باسقاط النظام الامر الذى ادى الى محاصرة النظام ، ومن ناحية اخرى قررت القوى السياسية للمعارضة المضى قدماً فى طريق اسقاط النظام وكان حزب المؤتمر الشعبي الذى كان ضمن تحالف المعارضة الاعلى صوتاً فى المطالبة باسقاط النظام ، او تنازل حزب المؤتمر الوطني عن السلطة طواعية والقبول بتشكيل حكومة وحدة وطنية لحل كافة المشاكل عبر حوار جامع لا يستثنى احداً كشرط لا تراجع عنه او السير على طريق اسقاط النظام حتى يتحقق ذلك ، وبالفعل كاد ان يتحقق اسقاط النظام عبر العمل السلمى المدنى ، ولما تواصل الضغط قررت الحكومة اجراء حوار مع كل القوى السياسية للمعارضة والحاملة للسلاح عبر اعلان الرئيس البشير انه يريد الحوار مع كل القوى بمختلف مسمياتها ، لكن الخطاب شابه الغموض بل وجد الخطاب سخرية على كافة الاصعدة لعدم وضوح معانيه ومراميه وان دل على شيئ فانما يدل على كسب الوقت فقط ليس الا. فالقوى السياسية تطالب دوماً والكل يطالب بتهيئه مناخ الحوار من اشاعة الحريات العامة واطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ووقف القصف الجوى على المدنيين وغيرها من المسائل التى تساهم فى انطلاق الحوار وقبل ان يتحقق ذلك وفى مثل هذه الاجواء يقرر حزب المؤتمر الشعبي المعارض الدخول فى حوار دون اى شروط . اهى السياسة تقتضى ذلك ام المصلحة وماذا لو استمر حزب المؤتمر الشعبي فى صفوف تحالف المعارضة يلتزم بمبادى التحالف ويدافع وينافح عن الشعب المظلوم الذى اتكوى بنار النظام من قتل وتشريد وازمة اقتصادية خانقه ، هل يريد ان يتماهى مع المؤتمر الوطني ويدافع معه عن جرائمه التى ارتكبها فى حق الابرياء ، وهل يريد ان يمحى اثار الجرائم التى اقترفها النظام بحق الابرياء من شعب بلادى ، ام هل يريد الانتقال من مربع المعارضة الى الحوار بدون شروط لتحقيق تطلعاته فى الوصول الى سدة الحكم واقتسام كيكة السلطة ام ماذا يريد. كان حزب المؤتمر الشعبي قد خاض معارضة شرسة مع نظام المؤتمر الوطني وصلت الى ان اعتقل اغلب قياداته واصدرت احكام بحقهم ورموا فى السجون وذاقوا صنوف التعذيب وشرد الكثيرين منهم وتم اتهامهم بمحاولتين انقلابيتين وتم محاكمة عدد منهم على راسهم القيادى يوسف لبس الذى قضى اكثر من عشرة اعوام داخل السجن قبل ان يطلق سراحه مؤخراً. ومما يجدر ذكره ان حزب المؤتمر الشعبي قد اسس مع احزاب اخرى تحالف القوى السياسية للمعارضة واعلن عبر شعارات انه يريد اسقاط النظام لكنه غير رايه وقال انه يريد حوار النظام دون اى شروط بالرغم من ان من شروط الحوار تهيئه المناخ واطلاق الحريات فلا حوار مع الكبت والاعتقال ومواصلة الابادة ضد الشعب السوداني خاصة شعوب الهامش . تابعت على قناة الجزيرة التى استضافت الدكتور حسن الترابي الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي وطرحت عليه سؤلاً لماذا قرروا الدخول فى حوار مع النظام دون اى شروط ومن ضمن اجابته على السؤال ذكر ان هناك احداث اقليمة حدثت استدعت دخولهم فى الحوار من ضمنها ما حدث فى مصر من انقلاب الجيش او الثورة المضادة ضد جماعة الاخوان المسلمين التى وصلت الى سدة الحكم لكن هل ذلك من ضمن القضايا الرئيسية ام ان مرحلة اخرى من مراحل التمكين قد بدأت وان المرحلة تقتضي ابعاد لاعبين قدامى والدفع بلاعبين جدد لاستكمال المشروع الذى لم نجى منه سوى تدمير الوطن وتقسيمه وكاد ان يذهب بالوطن الى مرحلة اللا عودة ام ماذا يعنى ذلك. سؤال اخر ما الذى تحقق حتى يجعل حزب المؤتمر الشعبي يدخل فى حوار مع النظام ويدعو له هل اغلقت السجون واشاعت اجواء الحريات وتوقف الامن عن مصادرة الصحف واعتقال النشطاء ام هو تكتيك سياسي ، ولماذا تغير خطاب الشعبي بعد ان كان يؤكد امينه السياسى كمال عمر انهم ماضون فى اسقاط النظام وتبقت فقط اسابيع ، نحن لا نرى ما يدعوا الشعبي للدخول فى هذا الحوار قبل استيفاء كافه الشروط التى تساهم على الحل الشامل على كل مشكلات البلاد ، او الا اذا كانت هناك امور تخصه لا نراها قد عجلت بدخوله فى الحوار ، فالسجون لا زالت تعج بالمعتقلين السياسيين ولا زالت تتوالى عمليات الاعتقال ومصادرة الحريات والقمع الوحشى للابرياء ، وضرب المدنيين فى دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق بشتى الطرق. الكل يحلم بوطن تسود فيه الحرية وتتحقق فيه العدالة والمساوة بين كافة الشعب ويسود الامن والاستقرار وذلك باسقاط النظام او الحوار الشامل والحل الشامل اما طريق الحوار السائد الان هو الصعود نحو هاوية جديدة. محمد سليمان [email protected]