الساحة السياسية السودانية تمر بمرحلة مغايرة تحدث لاول مرة في تاريخ السودان منذ خمسة وعشرون عامآ من تاريخ الانقاذ , رغم انها ليست منحة من الحكومة للاحزاب بل هي نتاج لجهد نضالي طويل للتنظيمات السياسية والحركة الشبابية والنقابات المهنية والعمالية والحركات الحاملة للسلاح من جهة اخري , بالاضافة الي انها منصوص عليها في الدستور الانتقالي لسنة 2005 فهى ليس منحة بقرار جمهوري لان القرارات لاتصنع الحرية, فما يهمنا من كل هذا الي اي مدي يمكن أستثمار الفضاء برامجيا من قبل الاحزاب لتعبر عن افكارها وتخدم قضايا الشعب وتدفع نحو الثورة . الحديث عن فشل المشروع الحضاري للانقاذ اصبح معلوم للجميع وكشف الفساد وزيف السلطة والاعتداء علي المال العام خطاب يمر بكل القطاعات والفئات المجتمعية وتناولته وسائل الاعلام المسموعة والمرئية وكل وسائط التكنلوجيا الحديثة , فالحديث بموضوعية عن فشل المشروع الاسلامي في السودان امر مطلوب ,اما الاسهاب في هذه المواضيع بشكل متكرر سيكون خصمآ علي خطاب اكثر اهمية مثل القضايا المتعلقة بهموم الشعب وتدعم خيارات الحياة الانسانية الافضل وتؤسس لبنية مجتمع متماسك علي سبيل المثال ان تتناول التنوع الثقافي في السودان كمصدرثراء ودوره في خلق مجتمع له القدرة علي التعايش السلمي ,فالدولة الاعظم علي مستوي العالم تشتري التنوع الثقافي بطرق مختلفة لتخلق بلد متنوع فكريآ /ثقافيآ ,لان التنوع هو مصدر قوة ووحدة لامصدر ضعف وتفكك وهو راسمال ثقافي /اجتماعي /اقتصادي /فكري اي هو مشروع بناء الدولة الناهضة . علي الاحزاب والقوي الداعية للتغير ان تعي دورها في احداث ثورة وعي شبابية مجتمعية من اجل وطن تعرض لعملية منظمة لهدم وتفكيك النسيج الاجتماعي عبر ربع قرن من الزمان , اذن علي قوي التغير ان تقدم خطابآ يستهدف اهمية التعايش السلمي و التسامح الديني لشعوب السودان ودورهما في النهضة والتغير الاجتماعي لخارطة الوطن والانتقال بالمجتمع من ( الانتماء الي الجزء البسيط القبيلة الى الانتماء للكل المركب الوطن ) فالخطاب الجازب والذكى اللذي يقدم حلولآ منطقية وموضوعية لمعالجة ماخلفته الانقاذ من نموزج سئ لدولة المشروع الحضاري القائم علي التميز الديني/ والثقافي /العرقى /النوعى يجد قبولآ واسعآ لدي المواطن , فاستثمار الفضاء برامجيآ رغم ضيق سعة صدر النظام فرصة للقوي السياسية لتقديم برنامحها الفكري والسياسي بتكتيك عالي وكلمات بسيطة عن التعليم / الصحة / الفقر /الجوع /العدالة الاجتماعية /مشروع التغير الثقافي /الديمقراطية /نظام الحكم /العلمانية / الليبرالية بالاضافة لتقديم ملامح مشروع الدولة السودانية القادمة اي المشروع النهضوي للدولة السودانية , ونسف تجربة الاسلام السياسي واستثمار الدين في الحروبات الجنوب نموزجآ والقتل باسم الدين والسرقة والنهب والاغتصاب باسم الدين وماحدث في جبال النوبة ,دارفور والنيل الازرق يكذبان الشعارات الدينية والهتافات الوهمية باسم الدين . علي قوي التغير الحقيقة الداعية لمشروع وطني ديمقراطي يقوم علي المواطنة كاساس للحقوق والواجبات واحترم التعدد الثقافي /الدينى /والعرقي ان تقدم خطابآ يكسبها احترام الجمهور لان للشعب عين فاحصة للتميزبين الخطاب الجيد المتقدم والخطاب المكرر والمستهلك , فهل سيتم استثمار الفضاء برامجيآ من قبل الاحزاب السياسية وقوي التغير الاخري كتمرين ساخن وتعبوي لثورة تلوح في الافق ؟ [email protected]