قد يغضب البعض،ويسئ الاخرون،عندما يتعلق الا مر بالاسلام والشريعة،وتثور ثائرتهم ويشحذوا الهمم لمحاربة اعداء العقيدة،فالجهلاء بحقوق الانسان والانسانية بمفهومها الذي يعلي من شأن الانسان وحرمة دمه واحترام تعدده الثقافي والاجتماعي وايضا الديني الذي يظهر فيه الاختلاف علي مواضيع الشريعة،وهي نتيجة للتعدد الثقافي والاجتماعي والسياسي،والاسلام في حد ذاته فشل في القضاء علي عادات وتقاليد لاتتماشي من البيئة التي لجأ اليها،فتواطوء معها،بالضرورة ان ينتج ذلك اختلاف مذهبي من داخل النص الاصلي.المهم في الامر اصدار حكم الاعدام بحق الدكتورة ابرار الهادي،هذا الاسم المتداول في جلسة الحكم،واما الاسم الاخر مريم يحي،بتهمة الردة والزنا،رغم ان القاضي عباس الخليفة اصدر حكم الاعدام الاحد الماضي،واعطيت 3 ايام للاستتابة،وانتهت في 15 مايو،وسألها القاضي، مصرة علي إنك مسيحية؟قالت انها مسيحية ولم ترتد،وبعد سماعه ردها،جدد الاعدام شنقا،والجلد 100جلدة تحت المادة 126 و146،والطبيبة هي متزوجة امريكي ولها طفل،وحامل ايضا.ان السودان موقع علي مواثيق الامم فيما يتعلق بحقوق الانسان السياسية والدينية والاجتماعية ولكل فرد في إعتناق الديانة التي يراها مناسبة،هذا حق يختلف حوله الكثيرون من مستنيرين ومتعصبين وغوغاء دينيين،ولن يصلوا الي نتيجة نهائية،مهما اختلقوا من مبررات وايات من الكتب الدينية والعلاقة الانسانية يجب ان تسود لانها الحقل الوحيد الذي بامكانها قبول اختلافاتنا ثقافيا ودينيا واجتماعيا واجتماعيا.اثارت قضية اعدام الطبيبة مريم او ابرار الجدل حول قوانين الشريعة الاسلامية في عهد مزبلة الاسلام السياسي في ظل سيطرة النظام الحالي،ان مفهوم الشريعة الذي ترسخ في عهد الحكومة الحالية،هي شريعة القتل والاغتصاب واهدار حقوق الانسان في كل بقعة في السودان،انها الشريعة التي تفرج عن رجل دين اغتصب طالبة تدرس في جامعة بخت الرضا بقرار جمهوري،وحكم عليه بعشرة سنوات سجن،وهي الشريعة ذاتها التي تجاهلت الرئيس،عندما اعترف امام الجميع،انه قتل 10الف شخص في دارفور،وليس 300الف،انها الشريعة التي قال فيها وكيل وزارة العدل في البرلمان،انها انشأت محكمة،سميت بالتخريبية في احداث سبتمبر،وقتل فيها 50متظاهر حسب احصاء الحكومة السودانية .انها شريعة الغابة التي تحلل سرقة المال العام امام الاعلام،يطلق سراحهم،ولا اسفا عليهم.فاذا كانت هذه هي الشريعة الاسلامية التي يسمونها بالسمحة،انها جيفة. [email protected]