* أحد ظرفاء مهنتنا هذه أبدى ملاحظة مضحكة حين (ضمتنا جلسة كيد!!) كانت هي سبب كلمتنا اليوم.. * ومفردة (كيد) هنا هي على سبيل المجاز تماشياً مع مقطع (ضمتنا جلسة ريد) للمبدع محمد ميرغني.. * فهو كيدٌ (مبلوع) لا يغادر أجوراً ولا عقوداً إلا أحصاها.. * ورغم الحسد (الشفيف) هذا – تجاه نفرٍ من كتاب الأعمدة – إلا أن أحدهم أراد تلطيف الأجواء عبر عقد مقارنة هي أشبه ب (أسرع الحصان أم أكبر الفيل!!).. * فقد قال إن المطربين ينالون أجوراً نظير ترديدهم أغانيهم (القديمة) بينما كُتَّاب الأعمدة مطالبون ب (الجديد) صباح كل يوم تصدر فيه صحفهم. * فهل هم فعلاً (مجددون) - الكتاب هؤلاء- أم (مجترون)؟!.. * وأستهل الإجابة عن السؤال هذا بطرفة بطلاها زميلان من زملاء الصحيفة التي أدارها واحدٌ من أكفأ الناشرين الذين عملت معهم.. * ففي يومٍ من أيام (أجراس الحرية) – وصلاح الكجم- حارت إدارة التحرير في كيفية التصرف إزاء تأخر وصول زاوية الكاتب (المتخصص) في قضية دارفور ذاك.. * فما كان من زميلٍ ظريف لنا إلا أن شرع في كتابة عمود حشده بعبارات (يان برونك) و(المنعطف الحرج) و(الوسيط الأوروبي) و(هيلدا جونسون) و(معسكرات النزوح) و(أصحاب القبعات الزرقاء) ثم ذيله بالخاتمة التي تبدأ بكلمة (نأمل!!).. * وفي صبيحة اليوم التالي جاء صاحب الزاوية(التخصصية!!) هذا منبسط الأسارير يقول فرحا (والله اتصرفتوا كويس، اخترتوا عمود قديم مناسب!!). * والآن إذ تقرأ للطاهر ساتي – مثلاً- وهو يقول في بداية كلمته (ومن لطائف إيه كده ما عارف) فسوف تعلم (طوالي) أنه يتحدث عن موضوع (الدواء!!) الأثير لديه.. * وإذ تقرأ لإسحاق فضل الله وهو يفتتح زاويته بالاشارة إلى (جيم) الذي يقابل الملثم (ميم) عند الحدود ويحتسيان القهوة معاً فستدرك (على طول) أنه يتكلم عن مؤامرة (كونية!!) ضد المشروع الإسلامي في السودان.. * وأن المؤامرة هذه قد تستهدفه هو شخصياً بصفته –حسب وصفه لنفسه- (حارس بوابة الدولة الإسلامية!!) الذي ربما ترسل له المخابرات الأمريكية (ذبابة) موجهة الكترونياً لتقع على شايه فيصيبه السم القاتل المزروع في جناحيها).. * وإذ تقرأ لعثمان ميرغني وهو يقفز إلى مفردة (صدقوني) -عقب الفقرة الثالثة - فسوف يقفز ذكاؤك بدوره إلى حقيقة خلاصتها (صدقوني، حزبي الذي أُجهض ذاك هو المُخلص وليس الأحزاب!!).. * وإذ تقرأ لعادل الباز وهو يلعن (مصطفى سعيد فستعرف على الفور انه لم يجد ما (يلعن!!) بسببه (الصيحة) في يومه هذا.. * ثم تتساءل إن كان اللعن هذا هو القديم ذاته أم جديد كجديد موقع (الرأي العام) ولا (جديد!!).. * وإذ تقرأ لكاتب هذه السطور وهو يبتدر زاويته اليوم بعبارة (أحد الظرفاء) فستعلم – دونما كبير عناء- أنه يريد أن (يتظارف) على حساب (راهن أليم!!).. * راهن إن هو كتب عنه فلن يأتي بجديد من كثرة ما طُرق عليه في أعمدة صحافتنا السودانية.. * ثم قد تنتبه إلى أن الطرق هذا يفوق عدد المرات التي طرق فيها ضابط الإيقاع على لحن (ضمتنا جلسة ريد).. * وكل من الطارق والشاعر والمغني (يتكسب!!) من التكرار هذا.. * وكذلك كُتَّاب الأعمدة !!!!! الصيحة