طال العُمُرُ يا عُمَرُ طال العُمُرُ يا عُمَرُ وأمرُكَ ليسَ يتبدلْ فخمرُ المُلكِ مُسكرةٌ أتذكرُ عهدكَ الأولْ؟ سلِ الأيام تُنبِئكَ أوعدُ الحرِ يتحولْ؟ فان تنسى فلن ننسى بيانُك ذلك الأولْ أتيتَ الينا في زمنٍ ولمّا تعرفَ المَخْمَلْ وانتَ اليوم في رغدٍ وشعبُك يلعق الحنظلْ وظلمُ الناسِ ظلماتٌ أكنتَ بعقلنا تهزلْ؟ أعُمرٌ أنتَ يا عُمرُ وفاروقٌ؟ وهل يُعقل؟ أتغفلُ عن مظالِمنا وعنك الله لا يغفلْ الا فاعلم هي الأيامُ بين الناسِ تُتداوَلْ ويوم الحسرةِ الكبرى عن عثراتِنا تُسْئَلْ طال الامدُ يا عُمَرُ ونحن نغوص في الأسفلْ ورهطُكَ سادرٌ فينا أصاب الناس في مقتلْ ونحن نعيشُ في كبدٍ وبؤسٍ بات يتجولْ فلا رُحنا ولا جئنا ومطرُ السعدِ لم يهطلْ راينا العجبَ في عجبٍ جرادَ الرهطِ والقُمَّلْ غريبُ الارضِ يستثمر وربُ الارضِ يتسوَّل قطعتَ الرحِمَ يا عُمَرُ وأمرُ الله أنْ يوصلْ وفي الامصارِ والحضر فسادٌ سادَ واستفحلْ فلا حرثٌ ولا نسلٌ ولا حقلٌ ولا مِعوَلْ بلا ذنْبٍ بلا جُرْمٍ شبابٌ نيرٌ مُهمَلْ وهذا الحالُ يا عُمَرُ وهل يخفى وهل تجهلْ؟ وان نُقتَل برُمَّتِنا فان الأملَ لن يُقتَلْ لانَّ الله انْ أمهل فان الله لا يُهمِلْ ولا جبل سيعصِمُكَ اذا ما فجرُنا أقبَلْ وان تخلُد وان نفنى فلن نغفر ولن نوجلْ لأجل الحرةِ الثكلى بغيرِ القسطِ لن نقبلْ لاجل كرامة الجوعى لأجل شهيدنا الأعزلْ لاجلِ حواصلٍ زُغبٍ وانسانٍ وسودانٍ ومستقبلْ ضياء الدين مدثر رجب برلين [email protected]